آخر الأخبار

حرب أكتوبر

  

 





بهاء الصالحى

 

جاء الخطاب الاحتفالي بنصر أكتوبر في دورة مغلقة حيث يتم علي مستويان الأول الندوة الإستراتيجية وهي جزء خاص بالعمل العسكري والدروس المستفادة من حرب أكتوبر عسكريا علي مستوي القدرة علي توظيف الأسلحة ومستوي التعاون بينها ...الخ ، ويأتي المستوي الثاني الاحتفالات العامة حيث خطاب وسائل الإعلام وهو الاحتفاء السنوي بالأحياء من أبطال حرب أكتوبر من لواءات وضباط وصف ضابط ومجندين ،في لقاءات شبه مكررة مع أشخاص ثابتين مع تعديل بسيط إحلال بعض البدلاء مكان المتوفين .

 

ولما كان هناك مثالا سابقا للاحتفال بالأبطال العسكريين ممثلا في احتفالات الاتحاد السوفيتي بأبطال الحرب العالمية الثانية في الميدان الأحمر سنويا وجبت المقارنة .

 

ولكن المهم هنا تحليل خطاب الاحتفال بحرب أكتوبر كما ورد في أقوال المتحدثين وهنا نحن بصدد مؤشر هام وهو تكرار أننا شعرنا بملائكة من السماء تحارب بجوارنا، وهو أمر أن قاله بطل من الأبطال له عذره ولكن توظيف تلك المقولة في وعي الأجيال القادمة له خطورة كبيرة، خاصة أننا لم تقم الاحتفالات علي سبيل التسرية عن أبطال الحرب فمعظمهم ثمانيني أصبح عقله أثقل من مرحه، ولكننا بتلك الاحتفالات نسوق فعل القوات المسلحة المصرية في وقت الأزمة الطاحنة والتي انتشلت الوعي المصري من وهدة الفشل وبالتالي وجب التنبيه علي مصادر الخطر في ذلك الخطاب :


١-تصوير الحرب علي انها حرب دينية وتسوق سجدة مشايخ مشاهير فرحا لان هزمنا في ١٩٦٧ كراهية في عبدالناصر وبالتالي عندما قاد الرئيس المؤمن فزنا ،ويغضب البعض إن قلنا إن المسلمين هزموا في أحد وانتصروا في بدر لحكمة أراد الله إبرازها لتعظيم قيم التخطيط والتدريب والعمل .


٢- خطورة الحروب الدينية تصب في صالح إسرائيل ،وذلك تأسيسا علي أن الفساد الأخلاقي والتفسخ الاجتماعي الذي يروج له من خلال الكتائب الاليكترونية وتقصي حياة الفنانين وكذلك إدخال صور مفبركة عن معارضي التيار السلفي ،وهنا تكثيف لنقطة الصفر التي انطلق منها فكر الإسلام السياسي وهي فكرة الجاهلية المعاصرة ، خاصة مع نمو أجواء عدم الثقة بين الدولة والشعب نتيجة الفشل الاقتصادي للدولة الوطنية وتزايد مساحة الفقر في ظل الأزمة الهيكلية للاقتصاد الرأسمالي الذي تدور في فلكه السياسة الاقتصادية المصرية منذ ١٩٧٤ وبالتالي استحالة الحرب مرة أخري وبالتالي فلنرحل طالبين السلام علي باب الكعبة الأمريكية التي نسبها يوميا وتحمي مخابراتها أموالنا في البهاما .


٣- تصوير حرب أكتوبر على أنها منبتة الصلة بحرب الاستنزاف ولكن ربطها فقط بنشاط المخابرات الحربية ماقبل أكتوبر ١٩٧٣ وكأن حرب ٦٧ تكفي كسبة يتم من خلالها إدانة نظام سياسي لم يوافق هوي الأصولية يوما أو يومان .


٤- تراجع أهمية العلم والتخطيط العسكري الذي أرساه عبدالمنعم رياض ونحتفل به فقط كذكري منفصلة عن حرب أكتوبر متناسين نظرية حرب الصواريخ التي أكسبتنا القدرة علي القتال وكسر نظرية التفوق الميكانيكي العسكري بذكاء الجندي المصري صاحب الصاروخ المحمول .


٥- تديين المعركة يسلمنا للأسطورة الدينية المشتركة مابين اليهود والمصريين وهي حروب الإبادة وأسطورة الهرمجدون التي يدور حولها الخطاب الديني السلفي وبذلك يتم استبعاد العقل لصالح النص المسبق وبذلك يرتاح اليهود ،ذلك العدو الأول .

 

وبالتالي وفق منطق التديين للمعركة هل يمكن أن نحارب إسرائيل مرة أخري بكل ظلمها الواقع علي الفلسطينيين .

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات