محمود جابر
يحيي الفلسطينيون
اليوم الجمعة الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الرمز الفلسطينى الرئيس ياسر عرفات ( أبو
عمار)، وسط تسريبات لمئات الوثائق الخاصة بملف الاغتيال، واتهامات بتوظيفها لتصفية
الحسابات بين قادة حركة فتح التي تلتزم الصمت حيال ما يجري منذ أيام.
هذا ولقد رحل أبو
عمار في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عن 75 عاماً في مستشفى عسكري فرنسي، وذلك بعد
أشهر من حصار عسكري فرضه عليه الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة "المقاطعة"
برام الله.
وجرى تشكيل لجنة
تحقيق برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس جهاز المخابرات الأسبق توفيق
الطيراوي في 19 سبتمبر/ أيلول 2010، وهذه اللجنة لم تعلن أى شىء من نتائج التحقيق منذ تأسست.
ولعل من اللافت عدم
تشكيل لجنة تحقيق رسمية من منظمة التحرير الفلسطينية أو من السلطة الفلسطينية
برئاسة النائب العام كما جرت العادة في العالم عند الاشتباه باغتيال شخصية من وزن
الرحل أبو عمار.
لكنه ومنذ أيام جرى
تسريب العديد من الوثائق والملفات الخاصة باغتيال الراحل، يدعى البعض - وربما جزء
من الادعاء صحيح- أن التسريبات تلك تجرى ضمن إطار تصفية الحسابات
بين قادة حركة فتح ضمن معركة خلافة الرئيس الحالى أبو مازن، وهى معركة تجري بصمت
وعلى رمال متحركة للضفة الغربية التي تشهد عدواناً إسرائيلياً متصاعداً منذ بداية
العام أسفر عن 144 شهيداً وآلاف الجرحى والأسرى، ووتيرة اعتداءات متصاعدة ضد
المسجد الأقصى وتهويد القدس وطفرة في الاستيطان في جميع الضفة الغربية، فضلاً عن
ارتفاع في الجريمة والبطالة والانتقادات للسلطة بالفساد، ووصول تحالف اليمين الديني
الإسرائيلي الى السلطة بزعامة نتنياهو، الذى ألقى بكرة التسريبات على الرغم من أن
الاحتلال هو المسئول الكاملة عن هذا الاغتيال، وأي كلام آخر هو هو من قبيل محاولة
استثمار الموضوع أو تشتيت الهدف .
إن قضية (أبو عمار) ليست
قضية شخص وفرد اتفقنا أو اختلفنا معه بل قضية جمعية تعني الكل لأن من تآمر يومها
على عرفات وتخلص منه يسعى اليوم للتخلص من القضية بشكل عام، إما عن طريق الوقيعة أو
إثارة الخصومة بين الفرقاء، وإعطاء ورقة للغرماء لاستثمارها لإثبات انقلابهم
وخيانتهم للقضية .
إن تسريبات اليوم من
شانها تعليق الاتهام فى رقبة كل من كانوا حوله وجميعهم من
القادة والمسئولين اليوم بعضهم رحل وبعضهم ما يزال فى مواقع المسئولية ، وهى فرصة
للحكومة الإسرائيلية الجديدة تعطيها فسحة من الوقت للترتيب أوراقها بهدوء فى الوقت
الذى ينقسم الفلسطينيين الى ثلاثة فرق، فريق يحاول الدفاع عن نفسه، وفريق يحاول
الهجوم على الآخرين للاستفادة من هذه التسريبات، وفريق ثالث يسعى لتوسيع الشقاق
بين الأشقاء للاستفادة وترسيخ انشقاقه وسلطته الانقلابية .
0 تعليقات