بقلم النائب/عاطف المغاورى
عضو مجلس النواب المصرى
فى الوقت الذى تشهد فيه فلسطين المحتلة أشرس هجمة عنصرية من الانتهاكات
شملت الإنسان، والأرض، والمقدسات، وصعود اليمين الصهيوني الارهابى بكل مايحمل من
حقد وعنصرية الى سدة الحكم، وموقع اتخاذ القرار، وسعيه للحصول على صلاحيات وسلطات
تتيح له الفرصة لانقضاض على كل ماهو فلسطينى ، حتى العلم الفلسطيني لم يسلم من
حقده حيث قام بنزعه وتجريمه، والأموال المستحقة وفقا لاتفاقات بضمانات دولية.
وماقام به وزير مايسمى بالأمن القومى الصهيونى باقتحام الحرم القدسى، وبعد
أن أطلق تصريحات انه ابلغ قوات الأمن والشرطة الصهيونية بأنه قرر اقتحام المسجد
الأقصى ، بالإضافة الى تصاعد أعمال القتل والهدم والتدمير، وإعلان الجماعة
الإرهابية العنصرية المسماة(جماعة الهيكل)عن لائحتها الإرهابية الإجرامية العنصرية
بحق كافة المقدسات،وحقوق الشعب الفلسطينى، واحتجاز جثامين الأسرى، وأخرهم جثمان
الشهيد الأسير ناصر ابوحميد.
وفى هذا التوقيت وفى ظل هذا الإجرام الصهيونى أقدمت عدد من الدول العربية
التى تقيم علاقات، وأبرمت اتفاقات مع العدو الصهيونى على استضافة اجتماع لمجموعة عمل مايسمى(بمنتدى
النقب) فى ابوظبى، وعلى جدول أعمالها تطوير التعاون فى حقول الصحة والتعليم
والسياحة والطاقة والأمن الاقليمى؟؟!!
ويأتى عقد هذا اللقاء فى عاصمة دولة عربية بعد أيام قليلة على انتهاك حرمة
المسجد الأقصى من قبل من هم فى موقع المسؤولية لسلطة الاحتلال الصهيونى، وهو
المنتدى الذى سبق عقده فى النقب برعاية أمريكية، والذى لم تدعى له فلسطين للمشاركة
حتى من قبل ذر الرماد فى العيون،ويزيد الطين بلة ان الدولة العربية التى تستضيف
لقاء المنتدى سبقته بأن قررت تدريس مايسمى فى الفكر الصهيونى(المحرقة) أو الهولو
كوست ضمن المناهج الدراسية لطلاب المراحل التعليمية المختلفة،وعلى طريقة التعرى
بسقوط آخر أوراق التوت التى كانت تستر عورات البعض!!
،فأصبحت أكثر صهيونية من مؤسسوا الحركة التى وصفتها الجمعية العامة للأمم
المتحدة فى سبعنيات القرن الماضى بأنها مساوية للعنصرية.
وتأتى تلك التصرفات والتى لاتشكل فقط الخطيئة والسير فى الاتجاه
الخطأ،واستفزازا لمشاعر الشعب العربى الفلسطينى خاصة، والأمة العربية عامة والتى
عبرت جماهيرها فى مونديال قطر٢٠٢٢ عن مدى احتضانها وتعلقها بالحق الفلسطينى،ومعها
كل الشعوب التى ترى فى انتهاك الأقصى انتهاك لواحد من أبرز مقدساتها ،بل انه يشكل
ايضا تغطية لما يقوم به العدو الصهيونى فى الأرض المحتلة من تهويد متصاعد لكل
معالم الحياة فى فلسطين،وجرائم القتل المتزايدة بحق الإنسان الفلسطيني،وبعد عام
انصرف يحمل معه ارتفاع وتيرة الإجرام الصهيونى بالقتل بدم بارد وعلى مرأى ومسمع من
العالم المدعى المدنية والحضارة وحقوق الإنسان الا الفلسطينى،وفى ظل صمت عربى مريب
ومدان،،وتصاعد الأعمال الإجرامية فى حق الشعب الفلسطينى لدفعه باتجاه تنفيذ(ترانسفير)جديد
من خلال توسيع مساحة الاستيطان والاقتحامات التى تنفذها قوات الاحتلال وقطعان
المستوطنون على المخيمات والمدن الفلسطينية،وكافة التجمعات السكانية التى تشهد
وتتعرض لمزيد من أعمال القتل، الاعتقال،والهدم،والتدمير ،والمصادرة،والاستيلاء على
الأموال الفلسطينية التى تخص السلطة الوطنية الفلسطينية،والذى انعكس على قدرتها فى
تسيير قطاع الخدمات وتامين رواتب العاملين فى كافة الوزارات والإدارات التابعة
للسلطة، وتوفير احتياجات الشعب الفلسطينى،وفى الوقت الذى تحجب أموال الدعم العربى،
مما دفع الرئيس محمود عباس(ابومازن) فى إحدى اجتماعات الجامعة العربية بطلب قرض
حسن!؟!؟!
فى الوقت ذاته تعلن احد الدول العربية الضالعة فى تسليم الأمة العربية
تسليم مفتاح للحركة الصهيونية عن إنشاء صندوق استثماري للعمل داخل الكيان الصهيوني؟!؟
وأمام هذا الواقع المؤلم يصبح لقاء(منتدى النقب) الخطأ فى الاتجاه الخطا، ويستوجب
الإدانة، والامتناع عن المشاركة فيه أو القبول بنتائجه والتعامل معها،لأن هذا
اللقاء الخطأ ينعقد فى الوقت الذى يرتكب فيه العدو جرائم ضد الإنسانية فى فلسطين
وينفذ المجزرة تلو الأخرى بحق شعبنا العربى الفلسطينى فى الاراضى المحتلة، ويمارس
سياسة الفصل العنصرى التى تنم عن طبيعته غير أبه بالمواثيق الدولية التى تعتبر حماية
المقدسات، والحقوق الثقافية والدينية، والحضارية مشمولة بحمايتها وتضع الاعتداء
عليها تحت المساءلة القانونية والجزائية وفق مانصت عليه أحكام القانون الدولى
الانسانى الذى تعتدى عليه سلطة الاحتلال وآخرها الإجراءات الانتقامية بحق أجهزة
السلطة الفلسطينية،ورموزها بسبب اللجوء الى المحاكم الدولية ( الجنائية،العدل ) والتى
وصف رئيس الائتلاف العنصرى الحاكم قرار الجمعية العامة بالقرار الحقير،،وان
الاراضى المحتلة ليست بارض محتلة بل أرض محررة وتحت السيادة الإسرائيلية، وان
إسرائيل لاتمثل سلطة احتلال،وبذلك ينسف بنيامين نتنياهو كافة القرارات الدولية ذات
الصلة بالصراع منذعام ١٩٤٧ وحتى اليوم، وأيضا يصفع الأطراف العربية التى وقعت
اتفاقات مع الكيان الصهيونى، والتى شاركت فى اعتماد المبادرة العربية للسلام والتى
تقر مبدأ الأرض مقابل السلام.
لقد كان على الذين تداعوا الى اجتماع ابوظبى من الدول العربية المطبعة ان
يردوا على ما يرتكبه العدو من انتهاكات خطيرة
لحقوق الإنسان، لوقف كل إجراءات التطبيع
معه، وعلى الأقل خفض وتيرتها،والتعبير عن الغضب العربى،والمبادرة فورا لعقد اجتماع
عربى لتوفير دعم سياسى، ومادى، ومالى لجماهير شعبنا العربى الفلسطيني فى الأرض
المحتلة،وبما يمكنها من الصمود وتفعيل الانتفاضة ضد الاحتلال.
أما وأنها لم تفعل ذلك وصارت فى الطريق الخطا، ولم تبادر لاتخاذ موقف داعم
لصمود شعبنا العربى الفلسطينى فى الأرض المحتلة، واكتفت بالبيانات الباهتة التى
لاتساوي المداد الذى كتبت به، واكتفت أيضا
بتقديم شكوى الى مجلس الأمن لرفع العتب، وهو العاجز أساسا عن اتخاذ حتى مواقف الإدانة
لما يقوم به العدو بسبب الفيتو والحماية الامريكية، والتى لم تتأخر لتفعيل(اتفاقات
أبراهام)عبر الدعوة لاجتماع منتدى النقب بأبو ظبى للدول المطبعة ورعايتها له، إنما
يشكل تجاهلا مقصودا لما يتعرض له الشعب العربى الفلسطيني من مجازر يومية وانتهاكات
خطيرة لحرمات مقدساته، وحقوقه السياسة،وصرف الأنظار عما قام به بن غفير فى انتهاكه
لحرمة الأقصى، كمافعل سلفه شارون عام٢٠٠٠،وكما يكررها قطعان المستوطنون يوميا فى
القدس وكل الأرض المحتلة.
ووفقا لماتم وماسوف يتم فى المستقبل يعد انتهاكا خطيرا للأمن القومي العربي،
ونرى الأمل مازال معقودا على جماهير الشعب العربى الفلسطيني الذى يقدم الغالى
والنفيس على مذبح الحرية والانعتاق من نير الاحتلال،وعليه ان يلملم الصف وينهى اى
شكل من الانقسام أو الانفصال الذى تعيشه جماهير الشعب العربى الفلسطينى فى قطاع
غزة لتوحيد الصف لمواجهة تصعيد العدوانية الصهيونية وتصعيد أعمال المقاومة والانتفاضة،
وتوحيد المواجهة،وندعو الجماهير العربية وقواها الحية التحررية الى إطلاق حراك
شعبى،والانقضاض على حالة الصمت العربى، بأطلاق عنان الغضب العربى فى كافة الساحات
العربية لمحاصرة النهج الخطأ والسير فى الاتجاه الخطأ،والعودة الى الطريق الصحيح
والبوصلة الحقيقية،،،نصرة فلسطين ومحاصرة العدو الصهيونى،والرد على جرائمه بحق
الشعب الفلسطينى.
التحية لفلسطين ومقاومتها وانتفاضتها الجماهيرية،،،،المجد والخلود لشهداء
فلسطين والحرية لأسرانا،ونقول لمن انتهجوا النهج الخطأ عودوا لحضن أمتكم وغادروا
خندق الأعداء تقديرا واحتراما لتضحياتها فى كافة معاركها مع ذلك العدو الذى لايقيم
وزنا لاتفاقات أو أحاديث السلام ولكنه لايفهم الا لغة القوة فلا تمنحوه قبلة الحياة وهو يتغذى على دماء
الشعب العربى الفلسطينى.
0 تعليقات