آخر الأخبار

ليلة الرغائب

 




عز الدين البغدادي

 

شاع بين كثير من المؤمنين أداء عبادة خاصة في أول رجب، حيث يصام أول خميس من رجب ثم هناك صلاة خاصة تتكون من اثنتي عشرة ركعة في أوّل ليلة جمعة من رجب، وقد اعتمد في ذلك على حديث روي في المصادر السنية والشيعية.

 

أما في مصادر الحديث عند أهل السنة، فقد روي بسند ضعيف، لذا فقد ذهب محقّقو أهل العلم الى عدم مشروعيتها، وهو ما ذهب إليه ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات"، وهو ما صرح به ابن عابدين الحنفي في حاشية ردّ المحتار وابن تيميّة في الفتاوى الكبرى وابن حجر في "فتح الباري" والشوكاني في "نيل الاوطار"، ومن قبلهم النووي في شرحه على صحيح مسلم حيث وصف صلاة الرغائب بأنها بدعة منكرة كما ذكر أن جماعة من علماء صنفوا كتباً في الرد عليها منهم نور الدين المقدسي في رسالة سماها "ردع الراغب عن صلاة الرغائب".

 

أما في مصادر الحديث الشيعية، فقد ذكرها ابن طاووس في كتابه "اقبال الأعمال" عن النبي (ص) بغير سند، وجاء في الخبر: لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة من رجب، فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك انّه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض الّا يجتمعون في الكعبة وحواليها، و يطّلع اللّه عليهم اطلاعه فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا حاجتنا إليك ان تغفر لصوّام رجب، فيقول اللّه تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك.

 

ثم رواها العلامة الحلي في إجازته لبني زهرة، وذكر لها سندا ضعيفا. وبالتالي فإن الخبر لا قيمة له علميا، ولا يثبت به هذه استحباب هذه الصلاة، بل ولا مشروعيتها، اللهم إلا من يأخذ بالتسامح، وهي قاعدة ضعيفة.

إرسال تعليق

0 تعليقات