آخر الأخبار

نجم والباز

  

 


 

د. أحمد يوسف

 

الباز هو نجم الوقت الحالي،ومسموح له بالنيل ممن يريدون النيل منهم.وهو يمارس حرية النقد والتجريح بأسلوب لاتقربوا الصلاة.ولذلك تجد لغته لغة مكشوفة جارحة ولاضير عنده أن يذم هذا اليوم وأن يمدحه غدا .فهو يذكرني دائما بنقد السوفسطائيين الذين لايجدون حرجا في ذم الشيء ومدحه في الوقت نفسه.فهم إن أرادوا عيب عسل النحل قالوا عنه قيء الزنابير وإن أرادوا مدحه قالوا عنه مجاج النحل.فالعسل هو العسل لكنه وقت النفور منه قيء ووقت الرضا عنه خلاصة عصير الزهور.

 

فالباز يعمل على مقدار إيقاع الوقت.فأم كلثوم شخصية عظيمة في وقت وهي بنت الموالد في وقت آخر.وكذا كل علم ينقده الباز. ويبدو أنه حقق مبتغاه وهو من جاور السعيد يسعد.فمن تعلق بأذيال علم من كبار الأعلام نالته الشهرة وتناقلت اسمه الأخبار.وقد نجح الباز في ذلك نجاحا ملحوظا بلاشك.

 

وأحمد فؤاد نجم الشاعر الصعلوك شخصية مختلف حولها ولها وجوه عديدة سياسية واجتماعية ثقافية وشخصية ولكنه مع ذلك لاخلاف عليه في كونه شاعرا فذا عند من يفهمون ولديهم أدوات نقدية علمية.وشخصيات مثل هذه يسهل النيل منها، ويسهل الرد على من نال منها. فالباز يصف نجم بأنه شاعر مرتزق يبيع ضميره وشعره لمن يعطيه أجرا،وأنه باع نفسه لنجيب ساويرس،وأنه تاجر بشعره ومواقفه وابتز الناس والسلطة. ولم يقل نجم عن نفسه إنه شاعر الصفوة أو النخبة مثل صلاح عبدالصبور مثلا ولاحتى مثل الأبنودي. فمنذ أن هجر موطنه في قرى الشرقية صار مغتربا يقاوم التفاوت الطبقي بالشعر الحاد والنقد الاجتماعي اللاذع وكلفه هذا الإقامة شبه الدائمة في السجون ولم يتراجع عن نقده ولا عن شعره الجارح حتى بعد أن خرج من السجون.لم يتصالح مع أية سلطة وظل سعيدا بشظف العيش ولدغة الفقر وكان ذلك حرصا منه على حريته في القول والتعبير. ومثل هذا الشاعر ليس عنده أحد فوق النقد ولا في مأمن من لسانه. ولذلك أخطا الباز خطآ جسيما حين وصفه بالارتزاق وأنه تابع لمن يؤويه أو يحسن إليه.

 

أما قول الباز إن نجم باع نفسه لساويرس فقول باطل. فنجم وقد طعن في السن لم يكن يملك مأوى يليق بإنسان فما كان من ساويرس إلا أن وهبه مسكنا مناسبا طوق به عنقه بعد أن تخلت عنه الدولة منذ عبدالناصر إلى وفاة نجم.فلم تمنحه الدولة سكنا ولم توفر له دخلا قليلا أو كثيرا. والربط بين نجم وساويرس ربط مغلوط والباز يعلم ذلك .فبين الباز وساويرس ثأر شخصي لاينساه هذا ولا ذاك .فقد انتقد الباز ساويرس واشتط في نقده على شاشة قناة المحور أيام حسن راتب الذي لم يتردد في إقصاء الباز ترضية لساويرس.ولأن نجم ارتبط بساويرس فلاضير عند الباز أن ينال منهما معا ليحقق شهرة مضاعفة ستزول ويبقى صداها في تاريخ الرجل.

إرسال تعليق

0 تعليقات