بهاء الصالحى
ملف الرهائن وتوظيفه
سياسيا من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعادة مايكون خلف هذا حركات أصولية وسياسية ذات
طابع إيديولوجي .
وهنا نجد أنفسنا
مقرنين مابين ملف الرهائن الأمريكيين في ايران ١٩٨٠ والذين تم احتجازهم عقب الثورة
الإسلامية في إيران ١٩٧٩ وكم الضخ الإيديولوجي اليومي من خلال خطب الخميني وغيره
فجاء الشباب المدعوم بصورة ذهنية حول الشيطان الأكبر الذي إيد الديكتاتور الشاه
محمد رضا بهلوي وبالتالي توافقت عدة عناصر خلقت شرعية لتلك العملية وخلق لها ظهير
شعبي ومن هنا جاءت عملية التدخل الأمريكي الفاشلة عنصرا حافزا لتشديد الدعم الشعبي
لتلك العملية .
ولكن ماهي عناصر
التشابه هنا ؟
أول هذه العناصر
تشابه الدعم المدني لمقولات حميدتي الذي لعب علي الشعوبية اللونية والمتقوي بمركزه
المالي حيث يعمل كوكيل عسكري وحارس للثروات الأفريقية المنهوبة لصالح الشركات
متعددة الجنسيات التي تعمل هناك ، علاوة علي طول فترة العملية حيث لا يتوقع
الإفراج عنهم وذلك بحكم تركيز حميدتي علي استخدام هؤلاء الرهائن كضمان لحياد مصر وتقزيم دورها في التسوية خاصة أن حميدتي
يراهن علي لعب دور الوكيل لعدة قوي دولية تتوافق معه في موقفه ضد مصر .
مساحة الدعم الشعبي
التي يتلقاها حميدتي من معظم القوي المدنية علي نظام اللهم
اهلك الظالمين بالظالمين ،علما بأنهم يدعمون اسدا جديدا في النهاية مرتزق ولاءه
لمن أوجده كبنية عسكرية ولعل تحليل الخطاب الثقافي للصفوة السودانية يخلط مابين
مصر التاريخ والشعب ومصر المختلف معها بحكم الأصول الاسلام سياسي لبعض الصفوة
لأسباب اثنولوجية قديم
متعلقة بنمط التعليم الانجليزي ، وبالتالي يظن حميدتي ان له ظهير شعبي من الصفوة المدنية مما
يجعله يراهن علي ورقة الرهائن المصريين كنوع من الشرعية الشعبية بحكم الصورة
السلبية التي روجت بجذور كثيرة ضد مصر ،تلك المشاعر التي تبدت في كثير من
المداخلات عبر الشبكة العنكبوتية .
وبناء علي ماسبق فلن
تحل أزمة الرهائن سريعا حتي نفقد مصر توازنها تحت ضغط التوتر الشعبي الصامت داخل
مصر ،وتتدخل عسكريا حتي تفقد مصر مميزاتها النسبية علي مستوي المنطقة، وهو ما
تراهن عليه دول الخليج
أمريكا كمحور صانع لحميدتي .
ولكن المأزق لهؤلاء
ان ورقة الرهائن سلاح ذو حدين لان الجغرافيا اقوي من المال وأن إدارة الملف مصريا
مقارنة بليبيا يشير لذكاء الدور المصري هناك ،خاصة وأن نموذج الدولة الفاشلة في
السودان ضار بمصالح الدول الصانعة لحميدتي ، ويخلق شرعية للتدخل المصري هناك تحت
مسمي الدفاع عن ابناءها هناك.
0 تعليقات