نصير العوام – إعلامي عراقي
مر العراق بعدة مراحل منذ عام2003، وسيمر بمراحل مهمة وصعبة منها "سياسية
وامنية واقتصادية" الى ان العمل الدبلوماسي "غاب" في جميع المراحل
السابقة، واغلبها كانت بحاجة لحوار داخلي وعمل دبلوماسي خارجي، لإنهاء الأزمات
التي رافقت كل مرحلة، الى ان الأزمات تراكمت، ولمراجعة عمل وتطور وقبول القوى
السياسية لدى العراقيين والمجتمع الدولي، نجد ان بعض الأحزاب هي التي تمكنت من
تشكيل "لوبي" في الدول ذات التأثير في العراق، واستخدمت سياسية "الاقناع"
كما انها نجحت في كيفية التعامل مع الأزمات.
الاتفاق الأخير الذي جرى بين
الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، والذي يسير بشكل جيد،كون "العقد
الشخصية" قد ازيحت عن الطريق، هو نتاج عمل دبلوماسي وسياسي قاده الحزب
الديمقراطي الكوردستاني وكان مهندس الاتفاق الرئيس مسعود بارزاني، بالمقابل كانت
هناك نيه حقيقية لحل الازمات من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لتنفيذ
الاتفاق الذي ساهم بتخفيف التوتر السياسي.
وعندما تمتلك مهندس وقائد ومخطط، يمكن لك ان تجد الحلول وتفكك الازمات
وتكون النهاية هي الحل، وبالفعل هذا ما جرى في الاتفاق بين بغداد واربيل، كان هناك
تفكير وتخطيط وقيادة.
أربعة مقابل عشرة في جميع المعادلات لا تجد لها حل، الى ان الـ(4) من
الممكن ان يتمكنوا من اقناع الـ(10)، ويمكن اقناع الـ(50)، كون العمل الدبلوماسي
وسياسية الحوار وتبادل الآراء هي ثقافة الفكر التفاوضي، ولابد ان اكرر ان نجاح
المفاوض الكوردي، وبالأخص الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنه يمتلك عوامل واسس
التفاوض، وأصبح لدى العراقيين جميعا، بل هو الحديث السياسي والإعلامي والاجتماعي
دائما ما يؤكد على ان الكورد يخرجوا من أي مفاوضات بمكاسب ونجاحات، كما انهم
يطالبوا بحقوق الشعب الكردي، في أي ورقة تفاوضية او اتفاق سياسي، بينما اغلبية
القوى السياسية الأخرى لا تفكر بمصير جمهورها او أهالي مدنها، والبعض منها يستخدم
ورقة الاتفاق السياسي كضغط على شركاءه في العملية السياسية.
من ينجو، سؤال يتكرر أيضا عندما يتحدث الشارع العراقي عن أي تغيير سياسي
سلمي بطريقة الانتخابات او الازاحة الجيلية او ثورة شعبية قد تطيح بالأغلبية، مع
غياب الضمان في العمل السياسي او المتغير الخارجي، مع الهدوء السياسي النسبي
الحالي، وهذا بمزاج المجتمع الدولي وليست إرادة سياسية عراقية، وان أي تغيير قادم،
سواء جزئي او تدريجي، لن ينجوا منه إلا من يستحوذ على حب الجماهير ومن يدافع عن
شعبه، ومن يمتلك فن التفاوض والاقناع، وهذه ما لا تمتلكه الأغلبية من القوى
السياسية، كونها تفتقد للرؤية والتخطيط والتنفيذ
0 تعليقات