آخر الأخبار

قراءة فى السيرة العطرة .... ( النبى محمد صلى الله عليه وآله ) 1/1






قراءة فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وآله







محمود جابر


مفتتح : هذه المرة الرابعة التي أعيد فيها كتابة السيرة النبوية العطرة، فى المرة الأولى تراجعت عن بعض ما كتبت لان السيرة كانت قراءة فى خطبة جمعة وقد قمت بعمل دراسة تحليلية ومن خلالها دخلت إلى سرد سيرته صلى الله عليه وآله.
وكانت كتابتها فى كل مرة والتوقف لم أكن أنا صاحبه ولكن كان دائما يفرض علينا الموقف، فالحمد لله له التدبير..

من أين نبدأ :

لا يمكن لأحد أن يقرأ سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دون أن يبدأ من آدم .... بيد أنى لا اقصد أن تكون البداية هي سرد قصص الأنبياء صلوات الله عليهم من البداية حتى النبي الخاتم، ولكن ما قصدته هو الاعتماد على وحدة منهجية من أجل الخروج من نفق حواديت العجائز التى تراكمت بفعل قصص الأساطير التى تلهب المشاعر وتعجز الإنسان عن الفهم أو محاولة التقارب مع سلوك النبي الذى كان قرآن يمشى على الأرض .
والأنبياء بشر ولكن لديهم تراتيبية مختلفة فى البعد التكويني " البيولجى" الذي يعنى .... مجموعة من العلوم المتطورة والمتداخلة منها الفيزيولجى والايثولجى وكذلك علم الوراثة التجمعى كل هذا يجرى وفق معرفة دقيقة بعلم الأحياء المتطور .
هذا الكلام يتناسب تناسبا مع وحدة الموضوع  فى كتاب الله (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ( 33 ) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) .
هذا الاصطفاء كان ردا على صوت المنهج الذى مثلته الملائكة فى الحوار السماوى حينما قال الله (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) .
إذن الله تعالى اقتضت حكمته العلية أن يجعل فى الأرض " خليفة"، صوت المنهج " الملائكة" تقول إن أجداده تعودوا القتل والفساد فكيف يكون من نسلهم خليفة؟
- فيكون رد العلى القدير : بتعلمه العلوم " الأسماء كلها".
من هنا دخل بعض من أجداد ادم فى عملية تطور بيولوجى متكامل للوصول إلى مجموعة من " الاوادم" التي يمكن الاختيار والاصطفاء منها .
وإلا فما معنى " كلمة" اصطفى"؟

الاصطفاء كلمة تعنى الاختيار من الأمثل أي الشبيه والمثيل والمساوي .... فإذا كان البعض يهوى القصص ويبتعد عن النص المحكم والتنزيل الحكيم، فعليه أن يقول لنا ما معنى ( اصطفى) ومن أين عرفت الملائكة أنهم يسفكون الدماء ويفسدون فى الأرض، المعرفة جاءت من خبرت معاينة الواقع والله تعالى قال لهم إن خبرتكم محدودة لأنها خبرة واقع وليست خبرة مستقبل فالمستقبل ووفق لتطور هذا الجنس يمكن أن نرى بشرا مختلفين، ولان الروايات التي فى كتب الوحى المعروفة [التوراة – الزبور – الإنجيل- والتوراة ] تقول أن عمر الحياة الإنسانية على الأرض قرابة عشر آلاف سنة والاكتشافات التي ألمحت لإنسان يسبق آدم تتكلم عن خمس إلى سبع ملايين سنة .


فكيف نحل الإشكالية هنا  !! ....

تلك الإشكالية تقول بهدوء أن الكائن الإنساني المتطور [ نسخة آدم المطورة] حدثت قبل العشر آلاف وأن ما كان قبلها كانت مرحلة تسبق هذا التطور .
وإذا كان آدم بداية التطور والتكليف الإنساني فهو ليس آخره، فكل نسخة (نموذج) هى أكثر تطورا من التي قبلها كما هو الحال فى كل الأشياء التى نعرفها وكان آخر نسخة فى هذا التطور الرسالة هو ( محمد) ثم يكون التطور من خلال المواصفات المحمدية .

وما يجعلنا نذهب إلى هذا المذهب أن الملائكة والأنبياء السابقين يتقدمهم محمد في الصلاة – يوم الإسراء - وفى الحساب وفى الشهادة - يوم الحساب- وان إصلاح فساد الكون يكون وفق المنظومة المحمدية حيث ينتصر المتحدر من نسله " المهدي" على المتحدرين من أنسال الآخرين، وإن المسيح عيسى يكون فى خدمة المهدي وليس العكس .
المهم وفى ختام هذا المدخل ..... نقول أن محمد صلى الله عليه وآله يمثل قمة عملية الاصطفاء الإلهي للجنس البشرى وعليه فإنه إنسان مختلف فى نوازعه وطباعه وسلوكه وحركته وقدرته على الاتصال بالسماء وبالعوالم الأخرى وفى معرفة المعادلات الكونية لدرجة تسمح له أن يكون متنبأ بأحداث تأتى تالية بعد وفاته .

فهذا هو محمد وفق لمنظومة المنهج السماوي والتطور الإنساني وهذا الفهم لا يضطر فى قليل أو كثير مع النص المقدس " القرآن الكريم" وكل من التحليل المنهجى والنص يعزز بعضهم البعض ...

 وللحديث بقية


إرسال تعليق

0 تعليقات