آخر الأخبار

الأبعاد الدولية فى أحداث سريلانكا





الأبعاد الدولية فى أحداث سريلانكا




فى الحلقة السابقة تحدثنا عن الصراع الداخلي فى سريلانكا وكيف استفادت منه الدول المحيطة بها مثل الصين والهند، وفى هذه الحلقة سوف نلقى الضوء على الصراع الدولي فى سريلانكا .
ولا يخفى علينا الصراع الدولي القائم بين أمريكا والصين وروسيا على مناطق نفوذ في العالم والتركيز على مناطق آسيا والجنوب الآسيوي والشرق الأوسط، وهو ما وصفها ماكيندر في نظريته قلب العالم heartland وسبيكمان الهلال الداخلي وحدد كلُ واحدٍ منهما جملة من العوامل ومن يسيطر على قلب العالم كأنما سيطر على العالم بأسره ...

صعود روسيا وانتهاء زمن انهيار الاتحاد السوفيتي أقلقَ أمريكا ...! ودفعَ بها إلى إيجاد مناطق صراع وبؤر توتر متنقلة من آسيا إلى أفريقيا والشرق الأوسط فتدفع بالقوتين الصاعدتين روسيا والصين إلى المواجهة مع قائد النظام الدولي الذي يرفض تغيير البنية الدولية من أحادية القطب " أمريكا فقط " .. إلى متعددة الأقطاب ..

وهذا الصراع بين الدول الثلاث أوجد حروب دموية فتكت بالدول والشعوب الأقل تأثيراً في العالم وأولهم شعوبنا بالطبع !

بالإشارة إلي ما حدثَ في سيريلانكا من تفجيرات دموية استهدفت الكنائس والفنادق ما يطرح علينا سؤال : لماذا وقعت كولومبو في بؤرة الاستهداف بالتحديد ..؟!

وما أثرها على ما يحدث في العالم ؟!!

تتعامل واشنطن مع دول شرق البحر المتوسط بسياسة الحصار الاقتصادي والعسكري بهدف محاصرة إيران وسورية والضغط عليهما اقتصادياً من أجل استمرارية الهيمنة الأمريكية  على المنطقة بعد فشل الحرب العسكرية في سوريا .

هذه السياسة الاقتصادية أبرز أهدافها الضغط على الشعوب من أجل خلق صراعات وتوترات جديدة داخل المجتمع السوري والمجتمع الإيراني والعراقي مما دفع حكومات هذه الدول إلى وضع آلية مشتركة لمواجهة القادم على المنطقة..!

أوفدت روسيا مسئوليها إلى دمشق لبدء فك الحصار الاقتصادي عن المنطقة فنتجَ عن ذلك توقيع اتفاقية استئجار ميناء طرطوس من الحكومة السورية لمواجهة الهيمنة الأمريكية وخطتها في السيطرة على البحر الأحمر والممرات المائية التي تربطه بالبحر المتوسط .

الموقع الجغرافي لدولة سيريلانكا في جنوب قارة آسيا جنوبي الهند ولها منفذاً بحرياً على المحيط الهندي، ويربطها خط ملاحي على خط مستقيم مع موانى اليمن والخليج والبحر الأحمر وإفريقيا .
 وهذا يعنى أنه في حال بدأت روسيا بتحريك الأسطول البحري التجاري إلى آسيا من ثم إلى الشرق الأوسط مروراً بسريلانكا والبحر الأحمر ثم البحر المتوسط..

هذا الخط البحري الذي تعمل روسيا على تأمينه وتأمين الدول التي ستكون ممرات له أدركت أمريكا جيداً أن ضربه هو ضرب المشروع البحري الروسي الصيني إلى الشرق الأوسط الذي سيخفف وقد يُنهي الحصار الاقتصادي الأمريكي على دول المنطقة...!

وهي تُعتبر دول الطوق بالنسبة للكيان الإسرائيلي وخروج تلك الدول من تحت هيمنتها سينتج عنه إجبارها على إجلاء جنودها من العراق وسورية ...!
إذن ومن كل ما سبق نقول  أن واشنطن لن تسمح بعودة الاستقرار لدول عملت علي ضربها  وإحداث الفوضي فيها وبالتحديد العراق وسوريا ولبنان !!!
في النهاية أصبحت السياسة الدولية تُدار بالحديد والنار، ولا فائدة من فتح السفارات بين دول العالم ...فبعضٌ من المتشددين وقليلاً من الأحزمة الناسفة  كفيلة بتغيير دول وإسقاط أنظمة ...!


إرسال تعليق

0 تعليقات