آخر الأخبار

حديث لن يعجب كل الناس !! ......








حديث لن يعجب كل الناس !! ......






شيرين حسين


بين مصر والإخوان كتاب الله وسنه رسوله... هكذا الأمر وهو أمر لا يسعد الإخوان لو علموه... لسبب بسيط وسهل ... وهو أن الإخوان الذين يدعون أنهم عملوا على مدار ثمانية عقود فى الحياة السياسية لم ينتبهوا إلى حقيقة مرة مرارة العلقم ... فى أنهم لم يعملوا ولو للحظه واحدة من أجل الدين أو الوطن ... بل عملوا من أجل جماعة الإخوان وسيطرة الإخوان وتمكن الإخوان ثم يأتي بعد ذلك الدين أو الوطن ... وأتحداهم أن يدعوا بغير ما قلت ... ولم يقدم جماعة الإخوان على مدار ثمانين عاماً من عمر جماعتهم إلا مجموعة من الكتيبات الدينية من الممكن أن يكون لها مثيل ويكتبها أقل شيوخ الأزهر حداثة ... لكنهم قدموا لأنفسهم وجماعتهم مجموعة من الخطوات المحكمة للسيطرة على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر والتمكن من حكم جماعة الإخوان للوطن المصري ...

هكذا الأمر ببساطه ودون مواربة فى أنهم أى ( جماعة الإخوان ) هى جماعة سياسيه غير مقدسة .. إلا فى نظر المنخرطين فى عضويتها ... وهذه الجماعة تريد السلطة بادعاء تطبيق الشريعة ولهذا أقول لهم نريد من الجماعة السياسية أن تقدم لنا ولو مرة واحدة برنامجها السياسي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ودون افتئات على كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم أما عن أدعاء التضحيات والسجون ... فإن كل سجن وكل تضحية لهم جميعاً كانت من أجل الجماعة وليس الوطن ... وربما يكون رد البسطاء منهم ... أننا نريد الجماعة ثم نحكم الوطن ... لكن العمل الوطني والفعل الثوري لا يحتمل بين الثورة والوطن إلا جسر واحد ... وهو المصلحة العليا للوطن ... وهذه المصلحة فوق الجماعة وفوق الحزب وفوق التنظيم وفوق أى فرد ينخرط فى سلك الثورة ويعمل لتحقيق أهدافها ...
لا يمن الإخوان على المصريين بسجنهم لأنهم سجنوا من أجل مصلحتهم ومصلحة جماعتهم قبل الوطن ... ولا يمن هؤلاء على الوطن بادعاء أنهم سجنوا لتطبيق الشريعة لأن الشريعة ليس طريقها أن تكون جماعة سياسيه ثم تعطيها القداسة ثم تدعى أن الطريق الحق أن تكون الجماعة أولاً ثم تدعى مرة أخرى أن من ينخرط فيها ويصبح منها هو المسلم ومن هو خارجها ليس كذلك ... ثم تدعى مرة ثالثه أن كل المسلمين يعيشون فى جاهليه مساجدهم جاهلية وشيوخهم فى جاهليه ... وأنك تكون جماعتك التى تدعى أنها مسلمة ومن ثم فدم غيرك من المسلمين وأموالهم حلال لك تدمرها وتقوض أركانها لتقيم دولتك التى تحكم بواسطة الجماعة ثم تدعى على الإسلام بأنك من المهاجرين والأنصار فى هذا العهد وتلك السنين .

أنا لا أدعي على الإخوان ما ليس فيهم ولكنني أحيلهم إلى ما كتبه ( سيد قطب ) وإلى تعاليم ( سيد قطب ) ... وإلى ما فعله فى الشباب, ومن الأخوان من أعترض لكن جمهرتهم وقيادتهم ومرشدهم ( بديع ) تلاميذ أوفياء لهذه التعاليم ....

سقط من حسا بهم الوطن ومصلحته ... ثم سقط من حسابهم جمهرة المسلمين ... ثم سقط من حسابهم جمهرة شركاء الوطن من المسيحيين ولا أعتقد أن من سقط من حسابه الوطن والشعب لا يدعى قيادة ثورة قام بها الشعب من المسلمين والمسيحيين ولا يدعى أن تضحياته والسجون التى أقام فيها كانت لوجه الوطن أو لوجه الله بل كانت من أجل الجماعة وسيادة الجماعة وسيطرة الجماعة على الحكم ثم يأتي بعد ذلك أى شئ .
هكذا مربط الخلاف الفكري والثوري بين مصر وبين الجماعة وإذا عرضنا ذلك كله على كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ... فهم فرقه من فرق الإسلام ... أصابت فى البعض وأخطأت فى الكثير فى حق الوطن وحق الشعب ... وأكبر شرف لهم أن تغفر مصر لهم وتجعلهم من فصائل الثورة بمقدار التزامهم بهذه الثورة .

إن فضيحة ( سلسبيل ) باقية وهى شركة خيرت الشاطر والتى كشفت فيها أجهزه الأمن المخطط السياسي الإخوانى للوصول إلى الحكم فى مصر منذ عشرين سنه ... وقد شارك جمهرة من الإخوان فى هذا المخطط وكان رأس جبل الجليد هو خيرت الشاطر ... لكن الجميع من الأسماء المتداولة هذه الأيام شاركت فى المخطط وتؤمن به وتعمل على تنفيذه ... ولهذا أقول ودون مواربة ... أنه لا مكان لرئاسة الجمهورية أو قيادة الجيش أو السيطرة على أجهزة الأمن لأى فرد من هذه الجماعة حتى تعرض نفسها وأفكارها ومصادر تمويلها بكل شفافية على الكتاب والسنة وتستتاب من المرجعية الدينية (الأزهر ) ثم تتحول إلى جماعة دينيه مثلها مثل أى جماعة من شاكلتها , من أراد هذا فله ومن تركها فليس عليه سلطان إلا القانون .
ولعل الحديث يسوق المرء الى ظاهرة ( الشيخ صلاح أبو إسماعيل ) وأنا لا أعترض أن يدعو الشيخ إلى تعاليم الوهابية أو غلاه الحنابلة ( مذهب ابن حنبل ) فنحن فى مجتمع ديموقراطى لكن أدعاء أن يكون وحده الصواب وبقيه المذاهب ( الشافعي والمالكي والحنفي ) خارج عن أطار الصواب فهو الغلو بعينه ... وإذا عرضنا ذلك على الكتاب والسنة فذلك والله أمر لم يأمر به الله ولا رسوله ولا التابعين وتحول الشيخ أبو إسماعيل إلى ظاهرة سياسيه مرتبط أشد الارتباط بغياب العدل عن المهمشين فى مصر ... ولمدة تزيد على أربعين عاماً , بدأت بانفتاح السادات وسارت بتجريف ونهب مبارك وانتهت بالثورة ووجد هؤلاء البسطاء فى أحاديث الشيخ أبو إسماعيل ضالتهم ... لقد وعدهم بالجنة أن أطالوا اللحى ولبسوا الجلباب ولم يسأل هؤلاء البسطاء شيخهم من أين أتت أموال الملصقات والصور ووسائل النقل والوجبات ... وذلك حديث يجب عرضه على النيابة العامة وإخضاعه للقوانين المصرية ... إن التهديد والوعيد بثورة شامله وكفاح مسلح ... هو ترف صبيانى ...أعلم علم اليقين أن رد فعله سيكون العنف بأشد منه ومن شهر السلاح فى وجه الشعب يجابه بالسلاح ولا سلطان الا القانون.
تبقى بعد ذلك الظاهرة الثورية ... ودون مواربة وبعد أن سقط القناع عن الكثير من أدعياء الثورية ... أن الفرصة الوحيدة لهؤلاء الأدعياء أن يعلموا أن حدود شرعيتهم هي تلك الشراذم التى يستندون فيها الى بعضهم , الثورة (بالصورة والصوت ) بدأت بالشعب وآزرها الشعب ... وسبقها تراث طويل وتراكم لمدى يتجاوز عشرة سنوات من العمل السري والعلني وانتهى بتلاحم الشعب كله مدني وعسكري للإطاحة بحسنى مبارك وأركان نظامه ولن تكون الثورة فرصة الانتقام للإخوان من الشعب المصري أو تكون فرصتهم للانتقام من أجهزة الأمن لأنها كشفت تنظيماتهم واودعتهم بموجبها فى السجون ... لقد لحقتم(إخوان وسلفيين) بركب الثورة الشعبيه المصرية المسلحة بالجيش تلك هى المعادلة الثورية لمن أراد أو رفض ... وبدون سلاح الثورة وانضمام الجيش إلي الثورة لتحول ميدان التحرير إلى الميدان السماوى فى بكين حين سحقت دبابات الجيش الصينى من أعترض على الحزب الشيوعى الصينى ولمن لا يقرأ أو لا يتذكر أذكر ... تذكرة للإخوان أو غيرهم ولكل من يريد تقويض الجيش المصري شريك الثورة وذراعها المسلح ضد كل من يريد تقويض الثورة .

إن معركة الدستور وكتابته ظلت تراوح مكانها أمام إصرار الإخوان على أن يكون الدستور من اختصاصهم ... وسبقها مراوحه الإصرار على أن تكون الوزارة(السلطة التنفيذية) من نصيبهم ... وأحدث فكاهة ان هناك قانون يعد لنقابة أو رابطة للدعاة ... وهي بكل بساطه ( أزهر بديل ) آخر ومرجعية إسلاميه اخوانية أو سلفيه بجوار المرجعية الشرعية الوحيدة للدين وهى الأزهر ... وهذا القانون يعد الآن فى البرلمان ... لهذا كان الدستور ولهذا كان الاجتماع الأول لإعادة تأسيس جمعية كتابة الدستور ووضع الأسس التى تؤطر من ينتمى إليها ممثلة لكل الفئات ونحو كتابة عقد اجتماعي لدوله حرة كريمه يتساوى فيها كل مواطن مهما كان عمله أو جنسه أو لونه أو دينه لا مكان فيها لسيطرة جماعة وإن أدعت القداسة ولبست رداء الناطق باسم السماء ... ذلك أن الرسالة انقطعت وختم الأنبياء والرسل بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ومن ادعي بغير ذلك خرج عن الكتاب والسنة
والجيش هنا يقوم بمهمته المقدسة وطبقا لكل الأعراف وهى حماية الدستور وأيضا منع تفكك الدولة لان الدستور الاخوانى سيقابله وعلى الفور دستور آخر لدوله مسيحيه تقسم مصر الي دولتين مثلما حدث فى السودان المجاور بفضل وبركة الإخوان هناك والذين طبقوا قطع اليد علي الجنوب الوثني قبل أن يعرفوه الإسلام بل ونسوا أن الإسلام جعل ذلك واشترط في أن يكون السارق يملك قوت يومه ومأوي (منزل) وركوبة(سيارة) وبغير هذا فهو محق في ان يسرق ورحم الله الفاروق عمر حين صرخ أمام من أراد تطبيق الحد علي عبد جائع عاري وقال لسيد العبد : لو سرقك مرة أخري لقطعت يدك أنت ..........هذا هو الإسلام يا جهلة الإسلام.

أما عن معركة السباق على الرئاسة فلا مكان لكل من ساعد أو عمل أو صمت عن مهازل الحكم السابق ... لا مكان له فى رئاسة مصر ... وإلا فلماذا قامت الثورة إذا أردنا أن نضع مكان مبارك واحد من معاونيه .
كذلك كل مرشح انتمى أو ينتمي إلى الإخوان لا مكان له على مقعد الرئاسة إلا أن أقسم أمام الشعب أنه يتنصل من جماعته ويعلن براءته منها أمام شيخ الأزهر ويعلن أن الولاء لشعب مصر كله وللوطن كله ... بغير هذا فهو ممثل للجماعة خاضع لمرشدها ويضع جماعة الإخوان والمرشد على مقعد الرئاسة لجمهوريه مصر .

الدستور أولا لدولة ديمقراطيه حديثة إعلان الأزهر فى متنها وصلب صياغتها تقدم على المواطنة دون تفرقه لدين أو لون أو جنس والقانون سيد الجميع ... يحميها الجيش ويؤكد على بنود دستورها ... وهي صلب وظيفته فى كل الأعراف العالمية والتراث القانوني والفقه الدستوري .

ثم يأتي الرئيس بعدها فى أطار دستور محكم يضع كل فرد فى الحكم أو خارجه فى مكانه الصحيح ... ومن غضب لهوى في نفسه فى كلماتى ... وكره ما سقته من عبارات أقول المقولة العربية الخالدة( أنما تبكى على الحب النساء )



------------------
شرين حسين
استشاري مياه جوفيه


إرسال تعليق

0 تعليقات