حدود الاختلاف والاتفاق الإيراني فى سوريا
تكلمنا في الحلقة السابقة عن
مصالح وأهداف كلا من إيران وروسيا في سوريا وفي هذا الجزء نتناول قضايا الخلاف
والتنافس بينهما ..
تختلف الدولتان في عدة قضايا…
تسعى موسكو لإبعاد سوريا عن
التورط في مواجهة إيران ضد حلف السعودية، وعدم جعل الساحة السورية ميداناً لتصفية
الخلافات بين المحاور، وذلك لحفظ المكتسبات التي حققتها روسيا في سوريا. أي تريد
أن يستقر الوضع في سوريا وتكون بعيدة عن الصراع الأميركي الإيراني.
لا تريد موسكو أن تفتح الجبهة
بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة، بحجة التواجد الإيراني، مما يؤدي لخلط
الأوراق والانزلاق نحو سيناريوهات خطيرة لا تخدم المصلحة الروسية. بالتالي؛ لا
تمانع من قيام حلف حيوي بين دمشق وطهران دون استفزاز أطراف إقليمية ودولية لها
مصالح مع موسكو سواء في تل أبيب أو الخليج العربي أو واشنطن.
فلدى روسيا مشاريع وعقود
وصفقات كبيرة مع أعداء إيران في الخليج العربي، لا تريد أن تخسرها.
بينما طهران ترفضُ خسارة ورقة
وجودها في سوريا دون مقابل، فخروجها سيضعف شروط تفاوضها مع واشنطن بالملف النووي
وغيره. هنا تعتقدُ أنّ وجودها سيلوي ذراع واشنطن بتهديد أمن إسرائيل، فيتم تقديم
تنازلات…
تتنافسُ موسكو وطهران على حجم
الاستثمارات في الاقتصاد والثروات الباطنية وعقود إعادة الإعمار فتخشى موسكو أن
تُحكم طهران قبضتها على مينائي طرطوس واللاذقية حيث تتواجد القاعدتان الروسيتان،
وغربهما حقول البترول والغاز.
لن تقطعَ روسيا علاقاتِها
بإسرائيل مهما حصل، لعدة أسباب أهمها اليهود الروس الذين يملكون تأثيراً كبيراً في
الداخل والخارج، كما يؤثران على علاقات موسكو بالغرب الأوروبي والأميركي، ومحاباة
اللوبي الصهيوني هي الأساس في السياسات العالمية، هذه حقيقة لا يمكن القفز فوقها.
من هنا، وجود إيران عسكرياً في سوريا ليس لصالح روسيا.
حرب تصريحاتٍ شنّها مسؤولون
كبار في الدولتين؛ كلّ ينسبُ لدولته الفضلَ بعدم سقوط سوريا بيد الإرهابيين… منها:
الدكتور على ولايتي مستشار
قائد الثورة الإسلامية قال :
“لولا إيران لسقطت سوريا خلال
بضعة أسابيع ولكانت داعش حالياً في بغداد”.
وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف صرح بموسكو:
“إنّ العاصمة دمشق كانت ستسقط
خلال أسبوعين أو ثلاثة في يد الإرهابيين لولا تدخل روسيا عسكرياً“..
أين تتفق موسكو وطهران في سوريا
؟
القضاء على الجماعات
التكفيرية، والتي تمثل أداة مهمة بيد واشنطن في ضرب استقرار إيران وروسيا، لذلك
محاربتهم في سوريا هي الأفضل بعيداً عن أراضيهما.
تتفقان أيضاً في دعم حليف
مشترك يحقق مصالحهما الاقتصادية والسياسية.
تتفقُ موسكو وطهران في صيغة
حكم شبه ديني في سوريا، بدرجة متفاوتة
الأولى على الطريقة الشيشانية
والثانية بإشراك الإخوان المسلمين في الحكم.
تسعى الدولتان لاسترضاء تركيا
بالحد الأدنى في سوريا لتحقيق مصالح مشتركة مع أنقرة بمجالات مختلفة، فروسيا تسحبُ
حليفاً قوياً للناتو من حدودها الجنوبية، وتُنفّذُ مشاريع اقتصادية ضخمة.
بينما إيران تبقى على علاقة مع
دولة إسلامية عضو في الناتو تجمعهما عدة مصالح.
0 تعليقات