اليعقوبى : هذه بضاعتنا
محمود جابر
هذه بضاعتنا هي كلمة مقتبسة من إحدى آيات سورة يوسف وهو
قول الله تعالى على لسان أخوة يوسف (هَذِهِ بِضَاعَتُنَا) يوسف:65.
ومقصد كلامي الذي مما فهمته من كلمة سماحة المرجع التي
ألقاها بمكتبه في النجف الاشرف في جمع من طلبة المراحل المنتهية في كلية القانون
في جامعة يوم 16 شعبان1440هـ، الموافق 19 أبريل/ نيسان 2019م... فهمت من كلام
سماحته ماذا لو أن شخص سألك ما هو الإسلام، أو هل سلوكا هذا يتفق مع منهج الإسلام
؟
فماذا يمكن أن تقول له ؟
وهذا الذي يفعله سماحته إنما هو سلوك الأب والمعلم
الرسالى الذي يعلم أبنائه وطلابه ومحبيه ومقلديه كيف نكون معبرين علن الإسلام، كيف
نكون فى حركتنا وقعودنا ومشينا ودراستنا وسلوكنا وتجارتنا مثالا حيا واجتماعي نعبر
فيه لكل من يعرفنا أو لايعرفنا عن الإسلام .
فما يجب على المؤمن أن يفعله من نمط دين أن لا يقوم
تدينه أو عدمه على مبدأ رد الفعل، فمن أحسن إلينا أحسنا إليه ومن لم يحسن ألينا أساءنا
إليه فهذه السلوك مخالف لتعاليم الدين الحنيف ولتعاليم العترة الطاهرة فالله تعالى
يقول {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ} المائدة : 8.
فالمسلم المؤمن المتبع لله ولرسول ولعترته لابد أن يكون
منصفا فى الرضا والغضب، وفى الحب والبغض، وعليه أن يثبت فعليا أن الإيمان سلوك
واعتقاد ولان الله تعالى يتقبل من المتقين .
فإنصافك وتدينك لا يجب أن يقوم على مبدأ رد الفعل أو
الطرف الآخر، فتوطين النفس على الطاعة مما يجب أن يتعلمه المؤمن فى حياته اليومية
مع خصومه وأعدائه قبل أصدقائه ومحبيه .
والتقوى التى يجب أن يتحلى بها
المؤمن لا تقوم إلا على حسن الظن، أما سوء الظن فإنه يخلق فى النفس تلسط وتجبر ،
وفساد فى العلاقات الاجتماعية، حتّى كاد ذلك أنْ يُذهِب علاقاتهم الاجتماعيّة،
ويُقطّع أواصر المَحبّة، ويُفشي السّوء والبغضاء بينهم، ولقد حثّ الله عزّ وجل على
اجتناب سوء الظنّ بالآخرين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا
كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا
يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾ الحجرات:12.
ومن الدروس التى علمنا أيها أمير
المؤمنين عليه السلام أن لا نقضى على الثقة بسوء الظن (ليس من العدل القضاء على الثّقة بالظّن)، وفى
المثال الذي ضربه سماحة المرجع فى كلمته رغم علم الإمام أمير المؤمنين بما يفعله
قاتله، ولكن هذا العلم كان علم خاصة به كأمام ولو فعل عكس ما يعرفه الناس لفتح باب
من الفتنة ولكن الإمام يعلمنا من هذه الدرس الأخذ بالبعد الاجتماعي ومراعاة معارف
الناس حتى لا تشيع الفتنة وهذا ابرز دروس الإسلام وهو الحفاظ على السلام الاجتماعي
والأمن الاجتماعي من الخلل والاضطراب .
الدرس الذي أعطاه سماحته
للمجتمعين ومن يقرأ كلمته ومن يتعلم منها ... أن الإسلام سلوك ومعايشة وأن المؤمن
عليه أن يثبت نمط تدينه ويكون قدوة لمن حوله ومعبرا عن الإسلام من خلال معايشته بين
الناس وليس من خلال ما يدعيه فمصاديق القول هي العمل، وعلى كل مسلم مؤمن ان يكون
عنوانا معبرا عن الإسلام وعظمته وسماحته ومعربا عن آل البيت الذين هم عنوان الإسلام
وحبل الله بين السماء والأرض، حتى إذا ما كان منا قول جميل وفعل أجمل نقول هذا هو الإسلام
وهذه بضاعتنا التي نفخر بها بين كل الأمم ...
0 تعليقات