آخر الأخبار

تناهيد دار أبي الأرقم .... أوراق يعقوبية (1)


تناهيد دار أبي الأرقم
أوراق يعقوبية (1)





السيد أحمد الجيزاني

عرفته عالما رساليا, شجاعا مقداما, حصيفا جريئا, يمزج ذلك كله بحكمة وروية وفطنة وإتقان ومن يقرأ ذلك يتصور أن هذا الكلام محض إدعاء أو تقول بلا شاهد أو دليل أو مجرد تسطير كلام ولكنه في واقع الحال كلام نجم عن مماحكة مع أيام تصديه لقيادة طيف واسع من الجمهور الصدري عقيب استشهاد المرجع الراحل الصدر الثاني في ظروف حالكة وحساسة وصعبة وخطيرة انزوى فيها السيد الحسين التقي بحر العلوم يلوذ برداء التقية بعدما هرعت إليه جموع الصدريين بشغف من كل قصبة وناحية حتى صار جامع الطوسي يكتظ بمقلدي الشهيد الراحل يبحثون عن ظل يستظلون تحته بعدما التحق العظماء بقافلة الشهداء ..
والشيخ الطيب القلب ـ كما وصفه الموصي الصدر الثاني ـ أعني الشيخ الفياض هو الآخر أعطى هذه الجموع ظهر المجن وقد طرقت بابه في شهر رمضان 1999 أنا وصديقي جاسم الكتاني فخرج لنا ووقفنا على باب داره نسأله عن مسائل التقليد وكان صديقي يحمل خمسين ألف دينار فأشار الشيخ الفياض إلى مراجعة وكيله الشيخ اليعقوبي وتسليمها له ,,, وفي هذه الظروف الحرجة لاح نجم الشيخ اليعقوبي وقد أكمل عقده الرابع القمري ليقف موميا إلى أيتام الصدر أن هلموا إلى دار الأرقم التي صف لبناتها الصدر الثاني (جامعة الصدر) حتى وإن كان ذلك موجبا لهلاك الشيخ اليعقوبي فلا تشرق عليه شمس الألفين ميلادية (2000م) فان من يغتال ليث الكوفة لا يصعب عليه ولا يتردد في تثنية المشهد بل تثليثه بمحمد الثالث (اليعقوبي) ..
ومن هذه الظروف القاهرة والسوط لم يغادر يد الجلاد والسيَاف لم يغمد سيفه بعد والدم مازال يقطر من مدية البعث من هذه الأحوال والأهوال فتح الشيخ كوة البراني لتشرق عليها شمس أمير المؤمنين من جديد بعدما سكرت في ليلة سبت دامية وقمر ذي القعدة لم تمض عليه إلا بضع ليال ... مرة اخرى يجد البعث وجلادوه محمدا ثالثا في الميدان وصار البعث يردد (لا حول ولا قوة إلا بالشيطان الحميم!!) ..

تناهيد دار أبي الأرقم
أوراق يعقوبية (2)

ورغم أن الجمعة كانت سبة من الصديق القريب والعدو البعيد ورغم أنها جرم يعاقب عليها القانون راح الشيخ يحفز أصحابه في دار الأرقم (جامعة الصدر) أن يكتبوا عن الأسباب التي تقف وراء تلكؤ المنبر الحسيني عن ايجاد التأثير في نفوس الأمة وتباطئه عن صقل مواهب الشيعة رغم القرون المتلاحقة مقارنة بمنبر الجمعة الذي استطاع بفترة قصيرة جدا أن يلهب مشاعر الأمة ويوجد صحوة ضمير وينمي حراكا شعبيا ذا طابع ديني ويحيي مظاهر التدين كموج بحر يغسل شاطئه في كل ظهيرة جمعة حتى لم يبق من درن البعث شيء فلم يكسبوا الشباب ولم يضمنوا المستقبل كما كانوا يخططون .. وراح الطلبة يكتبون وزغب العلم لم يخشوشن بعد على ظهور أجنحتهم ودفع الشيخ الكتابات إلى صاحب هذه السطور لتلخيصها فكانت كتيبا هو (ثمار الخطابة بين منبر الجمعة والمنبر الحسيني) والذي كان يستنسخ سرا من أبي جهل ويوزع في نطاق ضيق ...
وخلافا لبعض الشخصيات الدينية التي أرادت يومئذ أن تركب الموجة وتلوح كذبا لأبناء الصدر : أننا قادرون على إقامة صلاة الجمعة رغم منع الظالمين حيث ما زالت مشاعر الناس البسطاء مرتبطة بتلك الشعيرة التي أوصى السيد الصدر بالمحافظة عليها والاستمرار بإقامتها إلا أن الشيخ كان صادقا ولم يعد أحدا بذلك بل على العكس كان يقول أن صلاة الجمعة صارت ورقة محترقة فيجب البحث عن أدوات أخرى للتبليغ والدعوة بحيث لا تلفت انتباه العدو ..


تناهيد دار أبي الأرقم
أوراق يعقوبية (3)

وقد لاحظنا في الأشهر التي تلت استشهاد السيد الصدر الثاني أن نظام البعث راح يفتتح ملاعب كرة القدم في ساحات المدن الشعبية والتي كانت تمثل جمهور السيد الصدر الرئيسي بهدف تمييع حركة السيد وتلهية الشباب وإخماد جذوة العمل الرسالي ورغم أن الرياضة واللجنة الأولمبية ملف يقف على رأسه عدي نجل الطاغية صدام وهذا ما يعرفه الكبير والصغير على حد سواء ورغم ذلك طلب الشيخ منا أن نكتب في مساوئ الرياضة مع أن حبها أشرب في قلوب الملايين وجيلا بعد جيل فكتبنا عن السلبيات التي لا تخلو منها معبودة الجماهير (الكرة) وأيضا دفع سماحته تلك الكتابات لي لتلخيصها بمنتج موحد يمثل حصيلة تلك الآراء ولكن قررت حينها أن لا أعطي صفة سوداء للرياضة بما هي هي بل الرياضة التي يستخدمها الطاغية كأداة ووسيلة لإبعاد الشباب عن ربهم وخالقهم وعدم التفكير بوضعهم الراهن فسميت الكتاب (الرياضة المعاصرة والفكر المعادي للإسلام) وهكذا أخذ هذا الكتاب طريقه إلى حيز ضيق من الجمهور المتدين حسبما تقتضيه ظروف العمل آنذاك ..


إرسال تعليق

0 تعليقات