من مذكرات مفتش آثار
سليم
فرج السيد
فى عام 1982 كان تفتيش آثار المطرية
وعين شمس اسمه تفتيش آثار شرق النيل وكان هذا التفتيش يضم شخصيات من كبار الأثريين
فعمل فى حفائره وفى نطاق تفتيشه علماء إجلاء منهم عدلي فرج ولبيب باهور ولبيب جبشى
ومطاوع بلبوش ووجدى رمضان وناجح عمر وصادق عكاشة وأسامة الشيمى وعاطف توفيق
النعيرى
وكان قد عمل معى لفترة قصيرة الدكاترة
وجدى رمضان وناجح عمر وكان مدير المنطقة السيدة ابتسام ناجى رحمه الله عليها ثم الأستاذ
الرائع محمد عبد الجليل الذى تعلمنا منه الإدارة الصحيحة مع الراحل الجميل الأستاذ
محمد شاكر وكنت مفتشا لآثار المطرية ورئيس للتفتيش تحت رئاسة كبير المفتشين الأستاذ
محمد حامد شاكر ومدير المنطقة الأستاذ محمد عبد الجليل . فقد كان بالتفتيش شخصيات
علمية وانسانية راقية
المهم
سأحكى قصه اكتشاف سور مدينة
اونو فى الجهة القبلية الغربية لمسلة سنوسرت الأول بمدينة اونو بالمطرية
فقد كان موقع السور يبعد عن مسلة
سنوسرت الأول حوالى 100 متر
تقريبا إلى الجهة القبلية الغربية منها فى شارع اسمه شارع المجارى وكان هناك سور
سلك شائك يفصل بين سور مزرعة سجن المرج ومسلة سنوسرت الأول وكان الموقع عبارة عن
مكان تتجمع فية قمامة حي شرق القاهرة حيث كان حى المطرية فى ذلك الوقت إداريا
تابعا لحى شرق القاهرة وكان يرأس الحى فى ذلك الوقت المهندس يحيى السعيد الذى صار
بعد ذلك وزيرا للإسكان
وكان هذا التل من القمامة
تتجمع بعربات حى المطرية وهو ما اضطرنا بعد أن اكتشفنا صدفه أن الشارع بطول حوالى 121 متر من ضمن النافع
العامة آثار - وكان أن اتخذنا فى منطقه المطرية عام 1982 قرارا بان نخاطب المهندس
يحيى السعيد لمنع العربات التابعة للحى من إلقاء القمامة .
وقام الأستاذ محمد عبد الجليل
بتكليفى بمتابعه الازالات مع عربات الحى --وتم تكليفى بإجراء مجسات واخذ التعهدات
القانونية على الجيران فى الجهة المقابلة للسور وكان من بينهم الأستاذ محمد عزازى
عضو بنقابه صناعة الورق والمطبوعات وكان يتخذ من موقع القمامة جراج ينتفع منه ومعه
عمال لتحصيل رسوم لمبيت السيارات فى ارض الآثار التى كانت مقلب للقمامة
وبدأت أعمال المجسات بعد إزالة
أكثر من 500 طن قمامة بواسطة معدات حى المطرية بأوامر من السيد المهندس رئيس الحى
يحيى السعيد وكانت الميزانية المخصصة 500 جنيها لإعمال النظافة والمجسات وفى أول
مجسات ظهرت ملامح أول تكوين معماري للسور واستمر العمل وكان معى الأستاذ يوسف
خليفة (د. يوسف خليفه رئيس القطاع للآثار المصرية بعد ذلك )- وأيضا الراحلة الأستاذة
نوال عبد ربه وكانت مفتشه للآثار الإسلامية ولكنها كانت سيده من السيدات المجتهدات
والتى تتفانى فى عملها ومحبة للعمل فى الحفائر واستطعنا أن نكشف خلال مده شهرين مسافة
تقدر ب25 متر من السور الاثرى لأقدم مدينة أثرية فى العالم .
ثم توقفت الحفائر لنفاذ المبلغ
المخصص وتم تكليف الأستاذ يوسف خليفه فى بداية موسم 1983 باستكمال الحفائر مع السيدة
نوال سيد عبد ربة حيث تفرغ لها الأستاذ يوسف خليفة ليحصل منها على دراسات عليا
ودرجه الدكتوراه لتكون أول دكتوراه عن سور مدينة اونو .
وكان تكليف د. يوسف خليفة
لاننى صرت مفتشا لمنطقه المطرية ومسئول عن توزيع العمل بها الى جانب رئستى لإدارة
التعديات وبدء انشغالى بحفائر مسلة سنوسرت الأول التى تحولت الى متحف سنوسرت الأول
أو متحف مسلة المطرية وتلك حكاية أخرى لها مذاق وطعم جميل فى رحلتى وعملى كأثري.
0 تعليقات