تهدمت والله أركان الهدى 1
جواد كاظم
النصر الله
إنا لله وإنا إليه راجعون ،
مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام، حقا لقد هلكت أمة النبي محمد صلى الله
عليه وآله بهذا المصاب العظيم، وحق لجبريل أن يهتف قائلا (( تهدمت والله أركان
الهدى وانطمست والله نجوم السماء، وأعلام التقى، قتل الوصي المجتبى .... )) إذ لم
يرد أن جبرئيل هتف يوم وفاة أحد من الأنبياء ، لكنه هتف يوم وصل السيف إلى هامة
أمير المؤمنين (ع) كما هتف من قبل يوم أحد هاتفا بفتوته حيث (( لا فتى إلا علي)).
عجبا ما ذاك السر الذي يربط
بين قلوبنا وبين آهات علي ؟!
ننتظر هذه الليلة كل عام بشغف
وكأنها ليلة فرح لنا ، مع أنها ليلة من أشد ليالي الحزن على قلوبنا ، حيث الحرقة
والألم والبكاء بل النحيب والصراخ ، فلا حياء ولا استحياء وعلي يقع على وجهه
الشريف مبتهجا (( فزت ورب الكعبة)) .
كلمة لم يقلها سواه من الخلق
طرا أبدا، كيف لا يقلها وهو قسيم الجنة والنار.
عجبا قل لي برب السماء من أنت
يا علي ؟
لقد حارت بك عقول ذوي الألباب،
ومن قبلها عقول الأنبياء، حتى صدح رسول الله (ع) قائلا: (( لا يعرفك إلا الله
وأنا)). .
نعشقك ونهيم بك ونتلوى شوقا
إليك، ونحن لم نرك، ولم نسمعك.
بلى كانت أول كلمة سمعناها
ونحن في بطون أمهاتنا (( يا علي ، يا علي ، يا علي ) ....
نعم وما أن بدأنا نحبو وإذ بنا
نسمع (( علي وياك) سمعناها ووعبناها ، فعلمنا أنك سر حياتنا ، وسر نجاحنا ، .....
من منا ينساك ؟ من منا يلهو عن
ذكرك ؟
آه يا علي ... ها أنت الآن
تخطو نحو الشهادة ،
فقف مولاي دعني أرافقك ،
الأرواح الشريرة تتربص بك ، فداك نفسي وما ملكت ،
كيف أتركك تسير لوحدك ، والقدر
قد أحكم أمره ،
آه .. يا علي ... انتظرني ...
يا علي ...
لا لا لا تذهب أنهم يترصدونك
وأنت لا تأبه بأحد ...
نعم أنهم لا يواجهونك في
المعركة ... لقد علموا أنك قاتلهم ....
لكنهم جبناء ... أتوك من حيث
لا تعبأ بهم ...
ما أجرأهم على الله ... وعلى
انتهاك حرمة الرسول ....
تهدمت والله أركان الهدى
0 تعليقات