آخر الأخبار

أسد سيناء سيد زكريا… دفنه إسرائيلي وكرّمه!!


أسد سيناء
سيد زكريا…
دفنه إسرائيلي وكرّمه!!





ظل يقاتل عدوه طوال الليل بمفرده، حتى تسلل من خلفه أحدهم ليطلق عليه دفعة من الرصاص ليسقطه شهيداً، فيدفنه إكرامًا لشجاعته، ويحتفظ بمتعلقاته وسترته، وبعد 23 عامًا يعود قاتله لينشر حكاية الشهيد الجسور ويطالب بتكريمه...هذه اخر لحظات حياة الجندي سيد زكريا الملقب بـ"أسد سيناء".


من هو الشهيد "سيد زكريا"؟
سيد زكريا، المولود بشهر أكتوبر والذي سالت دماؤه في نفس الشهر خلال حرب أكتوبر 1973، الرجل الذي قهر الكوماندوز، ودمر 3 دبابات إسرائيلية وقتل 23 يهوديًا، ودفنه جندي اسرائيلي وكرمه قاتله ولقبته إسرائيل بأسد سيناء.
سيد.. من مواليد شهر أكتوبر 1949، من نجع "الخضيرات" شرق قرية البغدادي بمحافظة الأقصر، هو أصغر أخوته الثمانية، يتيم الأم حيث توفيت والدته بعد ولادته، وكان طفل هادي حافظ للقران الكريم، وكان يعاون والده المزارع ويعمل معه، تقدم للجيش ثلاث مرات، وكل مرة كان يرفض نتيجة صغر سنه، وقُبل في المرة الثالثة.


تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة "أسد سيناء"
تبدأ القصة حين التحق "سيد زكريا" بالجيش المصري وصدرت تعليمات في أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلي جبل “الجلالة” بمنطقة رأس ملعب بسيناء، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام.

وعقب ذلك صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب "صفي الدين غازي" بالاختفاء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم، وقبل التحرك تعرضت الكتيبة لهجوم من 50 دبابة إسرائيلية مدعمة بطائرات عسكرية، ورغم إغلاق الطرق تمكنت المجموعة من التسلل إلى منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت بإحدى التلال.

وكانت قد نفذت مياه الشرب منهم فتسلل أحد أفراد المجموعة وهم "أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبد العاطي ومحمد بيكار" إلي بئر قريبة للحصول على الماء، ولكنهم فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لإبلاغ قائد المهمة بأعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس .

وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم "سيد زكريا"، وعند الوصول للبئر، وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر، وأثناء طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها، فاشتبك "سيد زكريا" وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة، وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات على الفارين منها، وفي هذه المعركة تم قتل 12 إسرائيليًا، ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها .

بعدها بدأت طائرات إسرائيلية تعلن عبر مكبرات الصوت تطالب أي مصري في المنطقة بتسليم نفسه، وبدأت الطائرات بإنزال مجموعة من الجنود بالمظلات لتمشيط المنطقة، وأثناء ذلك قام الجندي "حسن السداوي" أحد أفراد المجموعة، بإطلاق قذيفة "آر بي جى" علي إحدى الطائرات فأصيبت وبدأ ركابها من الجنود في مغادرتها والهبوط للأرض، فاستقبلهم "سيد" برشاشه.
وتمكن وحده من قتل 22 جنديًا، مما اضطر القوات الإسرائيلية إلى استدعاء قوات إضافية لدعم تلك الكتيبة التي تتعرض للهجوم من الكتيبة المصرية، وخلال المعركة استشهد قائد المجموعة النقيب "صفي الدين غازي" بعد رفضه الاستسلام، وتلاه جميع أفراد المجموعة واحدًا تلو الآخر، ولم يتبق سوى "سيد مع زميله أحمد الدفتار" في مواجهة الطائرات وجنود المظلات الذين بلغ عددهم مئة جندي، وبعد نفاذ ذخيرتهما تسلل أحد الجنود الإسرائيليين وأطلق عليهم خزانة رصاص كاملة بحسب اعترافاته.





حكاية أسد سيناء بالجندي الإسرائيلي الذي قتله

ظلت حكاية "سيد" مجهولة طوال حتى قرر قاتله أن يرويها عام 1996، عندما قرر أن يحضر احتفالات مصر بعيدها القومي لتحرير سيناء بعد مرور 23 عاما على انتصارات أكتوبر 1973، وأثناء تواجد السفير المصري تقدم رجل أعمال يهودي يعيش في ألمانيا وطلب مقابلة السفير لأمر هام، وعندما تمت المقابلة قدم رجل الأعمال نفسه بأنه كان محاربا إسرائيليا في حرب 73 وأخرج من حقيبته سترة قديمة للمجند سيد زكريا وخطابا لم يسعفه القدر أن يوصله لأهله.
وروى المحارب اليهودي تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الشهيد الجسور، وقتاله لإسرائيل، وأن سيد زكريا، قام بتدمير 3 دبابات وقتل طاقمهم المكون من 12 جنديا، ثم قضي على سرية مظلات بها 22 جنديا، وظل يقاتل بمفرده حتى تسلل جندي اسرائيلى له من الخلف وأطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا، بعدها احتفظ بمتعلقات الجندي وقام بدفنه إكراما لشجاعته ثم أطلق في الهواء 21، طلقة كتحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين، وبعد مرور أعوام من الاحتفالات شعر المجند اليهودي الذي أصبح رجل أعمال في ألمانيا بالتقصير في حق هذا البطل ودفن حكايته رغم بسالتها فقرر أن يذهب لمقابلة السفير المصري ويسلمه متعلقات البطل المصري ويطلب منه تكريم ذكراه.

كيف كرمت مصر ودول العالم سيد زكريا؟

بعدما انتشرت حكايته، قامت وسائل الإعلام العربية والأوروبية، بتلقيبه لقب "أسد سيناء"، كما منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، وسام نجمة سيناء وهو اعلي وسام عسكري بالقوات المسلحة لمن يؤدي أعمالا خارقة في القتال المباشر مع الأعداء على مسرح الحرب، كما سهلت قوات الجيش رحلة حج لوالده في محاولة منهم لتخفيف الأمر عليه، لكنه لم يتحمل ومات بعد عودته من الأراضي المقدسة.



إرسال تعليق

0 تعليقات