بين أمريكا
وإيران ..العراق في الميزان...
أ.د.ضياء واجد المهندس
عندما سالت احد الخبراء الاستراتيجيين في معهد هوبكنز في واشنطن
حول لماذا لم يسقط جورج بوش الأب صدام حسين في عاصفة الصحراء ١٩٩١. قال : لم ترغب أمريكا
أن تمنح لإيران نصرا في حرب لم تشارك فيها ، و لم تكن إدارة بوش الأب مقتنعة بقدرة
المعارضة العراقية على إدارة الحكومة التي ستكون في فراغ حكومي صعب بسبب سيطرة
البعث ، كما أن العراق كان قويا" وكان لابد من إضعافه بالحصار الاقتصادي حتى
ينهار قبل أن تقرر أمريكا الهجوم عليه في ٢٠٠٣.ولهذا سمحت أمريكا لحرس صدام الخاص
و للحرس الجمهوري في استخدام المروحيات و الدبابات والمدرعات في قمع الانتفاضة
الجماهيرية المسلحة خلافا" لاتفاق خيمة صفوان بين شوارزكوف و سلطان هاشم وزير
دفاع صدام وقتها..
في أمريكا، مؤسسات تتناغم في إدارة الصراعات ،بالرغم من اختلاف إستراتيجيتها
و أساليبها .
والغريب في أزمة الخليج أن كواليس الاختلاف في المؤسسات الأمريكية
بين الخارجية والدفاع والمخابرات المركزية ومستشارى الأمن القومي و إدارة البيت الأبيض
وكلها في حياد عن مايدور في مجلسي الشيوخ والنواب ..
خلال هذه الأزمة يرغب صقور البيت الأبيض إحياء سيناريو سيطرة الأمريكان
والإسرائيليين على شريط الخليج النفطي ولو بحرب مدمرة قد تغير شكل العالم و
حدوده..كان وزير الخارجية الأمريكية اليهودي من أصل ألماني هنري كيسنجر هو عراب
السيطرة على منابع النفط في الخليج و تفعيل قوات التدخل السريع التي تشكلت بمبادرة
من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وبعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، عندما تم حظر تصدير النفط إلى
الدول الداعمة لإسرائيل حينها باتفاق بين العراق والسعودية و الإمارات.لقد دفع
كيسنجر إسرائيل إلى تقديم مشروع احتلال الشريط الخليجي النفطي من البصرة إلى عمان بدعم
من البحرية الأمريكية و قواتها الجوية و قوات التدخل السريع المشكلة من قوات
الصفوة من المارينز.بالرغم أن الكونغرس الأمريكي لم يتبنى المشروع الذي قدمته
حكومة مناحييم بيغن في نوفمبر ١٩٧٦ وجرى التريث به، لكون إمارات و حكومات الخليج
قد بدأت بفتح آبارها لأمريكا و حلفائها و دفعت أموالها لاستثمارها في الأسواق الأمريكية
و الأوربية ...إن محور الاختلاف في الأوساط الأمريكية يعود إلى أن مناخ وأرضية
الصراع تختلف عن المخطط . فإيران ذات المساحة الواسعة، و العقيدة الدينية المتوغلة
في الدولة والأوساط الشعبية، والإرث الحضاري الممتد لآلاف السنين، والعلاقات
السياسية والاقتصادية المتشابكة مع الصين وروسيا وأوربا، وتأثيرها وقدراتها
العسكرية عبر فصائل مسلحة منتشرة في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين وأفغانستان وبعض
الدول الإفريقية ، والإمكانات العسكرية الكبيرة للجيش الإيراني والحرس الثوري و
القدرة العسكرية البحرية القادرة على التأثير على الملاحة و ناقلات النفط والتي
ستحدث طفرة بسوق النفط إلى إضعاف ماحصل في السبعينات عندما قفز سعر البرميل إلى أكثر
من ٤ أضعاف.. إن تجربة أمريكا في العراق ، وصراع إسرائيل مع حزب الله ، و مواجهات
الفصائل العراقية المسلحة مع الجيش الأمريكي إبان الاحتلال ، وقدرة الحوثيين
الطويلة على مواجهة التحالف الخليجي كلها تجعل من حسابات الإدارة الأمريكية خاضعة
لمتغيرات كبيرة و كثيرة ..عندما سألت احد الأصدقاء الأمريكان عن خفايا اتصالات
وزير خارجية أمريكا الأسبق جون كيري (وهو مرشح للرئاسة سابق عن الحزب الديمقراطي
)، مع وزير خارجية إيران ( المتخرج من الجامعة الأمريكية في كولورادو)، ومدى تأثيره
على العراق ، قال: العراق سيكون في الميزان ، أما أن يكون القربان ، أو أن يكون
للمنطقة صمام أمان، لان العراق قد يصدم أمريكا او يوجع إيران ..
سأنشر التفصيل في الأيام القادمة ..
للعراق ولنا رب الرحمة والمغفرة ..
رب العزة والمثوبة والمكرمة ...
اللهم أحفظ العراق وأهله..
مجلس الخبراء العراقي
0 تعليقات