آخر الأخبار

مدافع آيات الله ما زالت على مرأى ومسمع البنتاغون..


رؤية تحليلية لحرب لن تقع قريبا
تهديدات أطلسية لخارطة العمائم  ..
مدافع آيات الله ما زالت على مرأى ومسمع البنتاغون..
المصالح القومية الأمريكية الإيرانية حجر عثرة بطريق الحرب




كتب - حسين الذكر

في لمحة والتفاتة ليست بعيدة عن التاريخ او مدونات التجارب والأحداث الأقرب من المرحلة جغرافيا وميدانيا في عرف السياسة والعلاقات الدولية يجعلنا نعيد تقليب صفحات أرشيف يقول : ( حينما انتهت مقابلة السفيرة الأمريكية غلاسبي مع الرئيس العراقي صدام حسين ، لم يكن احد قد اشر او وضع خط احمر تحت أي كلمة منشورة عن اللقاء .. فان ذلك من اختصاص المعنين وخبراء أهل السياسة . فيما  العرب بسياسييهم وبقية معنييهم  كانوا وما زالوا نائمين ، حدا لا يستوعبوا فيه أهمية المفردات سيما ما كان منها بين السطور .. أما العراقيين فقد كانوا يلملمون جراحات الحرب وعصف ما قبلها وبعدها كتداعيات تستلزم الفتك والإعدام لأغراض تشديد قبضة اليد الحاكمة . فيما خطابات ولقاءات وبيانات الرئاسة العراقية لم تكن تدخل ضمن ضرورات واهتمامات الأعم الأغلب من العراقيين المشغولين بتدبير حاجياتهم الأساسية البسيطة ، من الطماطة الى فتيلة الفانوس حتى لقمة العيش فضلا عن حرية ممارسة الطقوس الاعتقادية بطريقة تتناسب مع الوجدان وأكثر أمنا من خطر الحساب والعقاب ) .

بعد ذاك السبات العراقي العربي حدث زلزال ما سمي بحرب الخليج الثانية .الأهم انه لا يختلف عن حرب الخليج الأولى التي سبقته من حيث التخطيط والتدبير والتنفيذ القبلي والبعدي الممنهج ضمن آليات عمل حاكمة للسلوك السياسي منذ آلاف السنين وهي ترتبط بمصير مصالح القوى وتعبر عن أخلاقيات الإنسان الجشع منذ الخليقة حتى القيامة الذي لم تبدله جرعات السم التي تناولها سقراط ولا سماحات السيد المسيح ولا تضحيات الإمام الحسين ونصائح كونفوشيوس ولا خطابات فولتير ..
فالإنسان واحد والمصالح والرغبات والأساليب ذاتها وان تغيرت الخطط والعقليات والتقنيات الحكامة والمتحكمة للميدان ..

علم المستقبليات ، هو علم يختص بالمحتمل والممكن والمفضل مما سيحدث لاحقا في مديات ابعد من المنظور القريب ، بمعنى التنبؤ المبني على افتراضات علمية ورؤية تحليلية مختصة ، تسبق زمنها بسنوات لاتخاذ الحلول الممكنة والإجراءات المطلوبة .. هذا العلم نشا مع بدايات الإنسان المتحضر وتطور وترسخ مع ظهور الدولة وصراع المصالح ، لكنه للأسف ظل بعيد كل البعد عن العرب وما هم فيه من سبات عميق .. لا يمكن تفسيره إلا بامية التعاطي خارج نص ( الفرج والبطن ) .
في تعليقه على خبر نشر بالتواصل الاجتماعي يعبر عن سياسات أمريكية موجهة نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية – ومثل هذا الحديث لا يمكن ان يكون باردا اخضرا ارتجاليا  - يقول مسؤول خليجي : : ( كنت استمع الى لورنس ولكنسن مدير مكتب بولن كاول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، وقد اعترف بانه لقن اغلب المعلومات الكاذبة عن برنامج التسلح العراقي التي تضمنها خطاب كولن باول في الأمم المتحدة التي كانت سببا لاجتياح العراق وتدميره) .
النظام الغربي عامة وراسه الأمريكي خاصة لا يتعامل مع المعطيات والميدان بنظام المسطرة،لكنه يحتفظ دوما بمقولتهم الشهيرة ( كل الطرق تؤدي الى روما ) .. من هنا فان التعاطي مع نظام الملالي في إيران كما يسميه الغرب ومؤيدوه على الجانب العربي شماتة او كما  يفتخر به كل السائرون على خط الامام – كما كانوا وما زلوا يسمون أنفسهم – لا يخرج من هذه القاعدة .
يعود المتحدث الخليجي الى رواية ولسن مضيفا : (  أن  مايك بامبيو وزير الخارجية الأمريكية الجديد تعهد بعدم استمرار النظام الإيراني الحالي ابعد من نهاية 2018 التي وان عبرت ايامها على الروزنامة لكننا ما زلنا نعيشها حتى حين  ) .
بعد أيام من انتهاء المدة المحددة أخذت الإدارة الأمريكية تشدد العقوبات والخناق الاقتصادي والتصعيد الإعلامي على ايران .. الذي اخذ بعدا اخر مختمر بنبرة تهديدات ترامبية وان لم تكن جديدة ، لكنها تخرج بسيناريو جديد لم يبتعد عن جوقة صقور البنتاغون والبيت الأبيض كما يسمونهم الذين اخذوا يحيلون التصريحات الى وقائع تمثلت بتحريك حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكون معززة بمنظومة يو اس اس ارلينغتون المحملة بمركبات برمائية وطائرات مقاتلة ، قد توحي باقتراب تحقيق حلم الراغبين بسقوط الجمهورية المؤسسة عام 1979 والمختومة بمهر قائدها الاعجوبة الامام الخميني الراحل الذي ترجم نظرية ولاية الفقيه الى واقع عملي برغم مرور أربعة عقود مشبعة بالحروب والحصار والمصاعب ، الا انها ما زالت ماثلة للعيان بقوة وفي تقدم مضطرد ، لا يمكن للباحث العلمي والخبير السياسي المنصف او في الاقل المهني الا ان يقف مبهورا حد الاعجاب لبحار سفينة العمائم تحت عصف  بحر مهول هائج بشتى أنواع المصدات والمكائد  ..
ايران من جانبها لم تقف نائمة او تدعوا بالجوامع وتتوسل طيور ابابيل لصد الهجمة المرتقبة كما يزعم الطرفان – الإيراني والامريكي – ، فايران حسب الرؤيا الثورية فضلا عن القومية المعروفة تاريخيا لم تنم يوما ولم تنس ما يتحتم عليها فعله ، فهي تستعد لحماية سواحلها وفرض وجودها في مياه الخليج بقوة بحرية تضم زوارق سريعة وغواصات خفيفة، يمكنها العمل في المياه الضحلة.
قطعا ان اخبار الطرفين المضادة والمنسجمة مع حجم التهديد تدخل ضمن سياق حملات إعلامية لدولتين كبيرة لها مصالح وتحكمها قواعد عمل سياسية تاريخية لن تخرج من طورها وفقا وبناء على رغبات الرئيسين ترامب وروحاني فقط ) .. فالاسس تكاد تكون واحدة في التعاطي الملفاتي الذي يدور حول المصالح وضرورة تحقيقها او بنسب مقبولة للاخر دون رفع راية الاستسلام .. هنا تكمن أهمية ودور طاولة الحوار المعلنة والمستترة بمجالات ودول متعددة ودهاليز وأساليب شتى .. فالاقوياء لغتهم حوارية قبل ان تكن جنونية كما يعتقد او يتهم البعض تصريحات الرئيس ترامب بانها تخرج من أعماق نفس ذاتية او أولئك الذين يعتقدون ان القرارات في ايران تصدر بناء على رؤية خامنئية محضة دون الاختمار في المعترك الاستشاري والخروج باطار مؤسساتي دبلوماسي ..

طبول تقرع وحرب لن تقع

يقول الدكتور علي شريعتي في وصفه لبعض –ان لم تكن اغلب – موجبات تأسيس الدولة الصفوية قبل اكثر من خمسمائة عام : ( ان جيوش الدولة العثمانية كانت تضرب العمق الأوربي بقوة ، ومن اجل التوازنات الدولية ووقف الزحف العثماني الإسلامي الخطير ، لابد من عجلات سريعة ناجعة تدخل ضمن سياق فكرة النوع الضدي الشهيرة الفعالة - كل حين – ، من هنا كانت فكرة تأسيس قوى إسلامية بنوع مضاد تسهم ضمنا بتخفيف الضغط الإسلامي العام شريطة ان تبقى ضمن منظور المراقبة والتحجيم بما لا يشكل خطر من نوع اخر) .
 لست هنا بصدد تقييم او تصديق فرضيات ما ذهب اليه شريعتي بقدر ما يهمني من النظر لجانب مهم في مسلمات المصالح الدولية الكبرى وكيفية ادارتها في عالم السياسة الذي لم يكن يوما عالما رحمانيا الا ما ندر وبقدرة قادر بعد ان ظل الشيطان يسيره وفقا لمشيئة المصالح الدنيوية وان رفع شعارات الاخرة كل حين .هنا  تاخذنا رؤية الدكتور شريعتي الى مباحث التحليل الواقعية في رؤية أي صورة مستجدة وفقا لتلك الأسس التي بموجبها ساد العالم من ساد وتخلف بركابه من تخلف ..

عقود الترقب

 ما حدث خلال أربعين سنة ماضية يظهر ان المشهد الخليجي والعربي العام لم يكن يتدبر نفسه ويعيد ذاته ويرتب أوراقه بمجرد خلجات عربية عربية محضة بعيدا عن مصالح العالم الغربي المكتشف للبترول والمهيمن على المقدرات منذ مئات او آلاف السنين وفقا لرؤية وان كانت مبالغ فيها لكنها الاقدر على تفسير وشرح عالم اليوم بكل تجلياته . ففي نهايات السبعينات حدثت بعض التغيرات السياسية المهمة التي تستحق تسليط الضوء فقد عاد الامام الخميني الى ايران منهيا ابعاد  اكثر من خمسة عشر عام ، ثم انتصرت الثورة وتم تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفقا لنظرية ولاية الفقيه التي تعني الكثير بالنسبة للغرب الذي لا يمكن ان يبق متفرجا على أي خطر يهدد او يمس مصالحه انيا او في المستقبل ، ثم حدثت بعض التداعيات وان لم تكن مترابطة لكنها ليست بعيدة عن المشهد ، اذ تم تغييب الامام موسى الصدر عن ساحة لبنان والشرق الأوسط ، وتم عزل الرئيس العراقي احمد حسن البكر ، ثم ظهور صدام حسين رئيسا للعراق بصلاحيات واسعة ومركزية غير مسبوقة مهدت بجملة من الاعدامات على مستويات القيادات والقواعد لكل من يعتقد فيه خطر على نظامه او زعزعة كيانه ، فاعدم المرجع الشهيد محمد باقر الصدر كسابقة غير معهودة في التعاطي مع المرجعيات الدينية وتم تهجير الاف الاسر الى ايران ، ثم تصفية قيادات بعثية ووطنية يمكن ان تختلف مع الموقف الجديد . ثم اخذت تظهر دعوات عودة مصر للصف العربي بعد ابعادها عن الجامعة العربية ..ثم تم تشكيل مجلس التعاون الخليجي العربي كمؤسسة وكيان واحد تقريبا في المنهج وتوحيد الرؤى السياسية والمالية والنفطية والإعلامية وان بدت أنظمة متعددة .. وظهرت قوة الانتشار الأمريكي السريع في الخليج العربي مع  بعض المقرات الدائمة في مواقع استراتيجية .... وغير ذلك الكثير من المؤشرات والمعطيات التي لا يمكن لها ان تكن بعيدة عن احداث شرق اوسطية او إيرانية جديدة مشكلة وفقا لنمط ديني وشعارات ثورة وحماس يلهب الجسد الإسلامي العام في زمن يشهد صحوة إسلامية عارمة ، مما تطلب معاجلة من نوع خاص خارج نص التقليد ..




إرسال تعليق

0 تعليقات