برمجة الخلايا
د. محمد إبراهيم بسيوني
قام مؤخراً بعض علماء من معهد
ماساتشوستس للتكنولوجيا في أمريكا بإنشاء لغة برمجية تمكننا من تصميم وبناء دوائر DNA معقدة
بشكل سريع ومبسط مشابهة لتلك الموجودة فى الدوائر الإلكترونية، حيث يمكنك أن
تستخدمها لإعطاء الأوامر بوظائف مختلفة للخلايا الحية فى أجسامنا، وباستخدام تلك
اللغة يستطيع أي شخص كتابة برمجية ما للوظائف التي يريد أن تقوم بها الخلايا مثل
الكشف عن والاستجابة للظروف البيئية المختلفة ومن ثم يمكن توليد وإنشاء سلاسل DNA لتحقيق
الغرض المرجو من كتابة البرمجية.
صرح البروفيسور كريستوفر فويت أستاذ الهندسة
البيولوجية أنها وبشكل حرفى عبارة عن لغة برمجة للبكتيريا، حيث سيقوم المستخدم
بكتابة لغة نصية مثل تلك المستخدمة فى برمجة الكمبيوتر ومن ثم يخضع النص إلى عملية
هيكلة وتجميع Compile ليتم تحويله إلي سلاسل DNA توضع بداخل الخلايا ومن ثم تتحرك الدوائر
المخلقة بواسطة الرموز البرمجية جنباّ إلى جنب مع الدوائر الجينية. قام البروفيسور
فويت بمساعدة فريق باحثين من جامعة بوسطن باستخدام اللغة البرمجية الجديدة فى إنشاء
دوائر جينية معقدة موضحين أن التطبيقات المستقبلية لتلك التقنية ستتمكن من إنتاج
بكتيريا قادرة على علاج السرطانات بمجرد اكتشاف أى ورم. ونظرا لأن تلك التقنية لا
تتطلب أى خبرة مسبقة ايضا أنها لا تتطلب معرفة بعلم الهندسة الوراثية حيث أن كل ما
على المستخدم هو كتابة الكود الأولى للشفرة الجينية وبعدها تتكون سلاسل DNA
ألمطلوبة. كما قرر الفريق البحثي وضع واجهة استخدام التقنية على الانترنت متاحة
للجميع. وتعد اللغة البرمجية مبنية على لغة كمبيوترية موجودة مسبقا تسمى Verilog وهى
مستخدمة فى رقاقات الكمبيوتر ولخلق لغة مشابهة يمكنها العمل مع الخلايا الحية قام
الباحثون بإنشاء ما يسمي بالبوابات المنطقية Logic Gates وكذلك
أجهزة استشعار مكتوبة على الحمض النووى للخلية البكتيرية، حيث تستطيع أجهزة الاستشعار
تلك من كشف مركبات مختلفة مثل الأكسجين والجلوكوز بالإضافة للضوء والحرارة
والحموضة والظروف البيئية الأخرى. يبدو أن اللغة لازالت فى طور الطفولة ومازال
أمامنا الكثير لنتسائل حول ما إذا كانت ستحيل حياتنا إلى أحدى روايات الخيال
العلمى تلك حيث ستكون الأمراض شئ من الماضي او ماذا، فى كل الأحوال يبدوا أننا
مضطرون إلى الإنتظار، فلننتظر إذا.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات