تاتا ذكى ..المرأة التى تسببت فى تأميم الصحف ..
سامح جميل
تأميم الصحف المصرية كان حدثا
فارقا فى مسار الصحافة لعقود طويلة، فصحافة ما قبل التأميم تختلف اختلافا جوهريا
عن صحافة ما بعد التأميم وفى أرشيف الصحف أكبر دليل.
لكن ما الذى دفع الرئيس جمال
عبد الناصر للتفكير فى إخضاع الصحف للرقابة الحكومية كما فعل فى العديد من الجهات
الأخرى.
الحكاية طريفة جدا سردها
الكاتب الصحفى محمد توفيق على صفحات كتابه "الملك والكتابة" الذى صدر عن
دار "دلتا" للنشر والتوزيع، كانت بطلتها حسناء تدعى "تاتا
زكى".. تعرف على قصتها كما ذكرها توفيق فى السطور التالية.
بدأت الحكاية بمانشيت باللون
الأحمر تصدر الصفحة الأولى من جريدة أخبار اليوم ذات صباح يقول.. "اختفاء
أجمل سيدة فى مصر" وجاء فى التفاصيل:
أن سيدة أرستقراطية تدعى
"تاتا زكى" متزوجة من محام كبير وشهير، لكنها لم تعد ترغب فى أن تكمل
حياتها معه، وصارت تضيق به، وتركت له البيت، وأحبت رجلا آخر من العائلة المالكة
السابقة وتريد أن تتزوجه وتعيش معه، لكن زوجها المحامى الشهير يرفض أن يطلقها.
وحاولت "تاتا زكى"
بكل الطرق أن تنفصل عنه؛ لكن الزوج المخدوع تجاهلها. فذهبت إلى دار أخبار اليوم
والتقت "مصطفى أمين" فجعلها حديث الناس بطول مصر وعرضها، وانصرف الناس
عن كل ما يجرى من إنجازات فى البلد وتابعوا وتتبعوا قصة "تاتا زكى".
فغضب الرئيس "جمال عبد
الناصر" وشن حملة ضد صحف الإثارة التى تلهى الجماهير عن القضايا الكبرى، وكان
المقصود بذلك صحف دار أخبار اليوم، التى شغلت الرأى العام بقضية "تاتا"
التى تهافت عليها القراء يوم بيوم لمعرفة سبب اختفائها وما ستفعله.
ووصف عبد الناصر فى خطابه
بمناسبة الاحتفال بالثورة، بعد هجوم عنيف على صحافة الإثارة بأنها صحافة تقدم صورة
بعيدة كل البعد عن مجتمعنا الاشتراكي الجديد. وهو ما دعا الأصوات فى الاتحاد القومي
للمطالبة بأن يكون للإتحاد دوره الايجابي فى توجيه الصحف
وبعد أن انتهى الرئيس من خطابه، بدأ التمهيد من كبار الصحفيين لصدور قرار تأميم الصحف.
فكان أولهم محمد حسنين هيكل
الذى كتب مقالا انتقد فيه الصحف المصرية وشن هجوم عليها حيث قال:
"عن الصحافة المصرية لم تستطع أن تتخلص من كونها صحافة شخصية، تعبر عن الرأى الخاص لأصحابها ومحرريها، وانحازت لحساب المرفهين وفشلت فى التعبير عن الرأى العام لمجتمع بأكمله على اختلاف طبقاته".
كذلك تبعه فتحى غانم بمقال على
صفحات روزاليوسف أكد فيه حق الدولة فى التدخل لتوجيه حرية الرأي. ودعا إحسان عبد
القدوس رئيس تحرير روزاليوسف فى تلك الفترة إلى ضرورة أن تنظم الصحف فى إطار
الإتحاد القومى لأنها تعد أداه من أدواته.
وكانت بذلك قصة الحسناء
"تاتا زكى" هى القضية التى استندت إليها السلطة لتأميم الصحف فى
عام.1960..
كانت رؤية عبدالناصر عن
الصحافة هي نقل ملكيتها الي الشعب لكي تكون معبرة عن مصالح الشعب ومن هنا نراة في
خطاب لة ينتقد الصحافة التي تهتم بمشاكل الطبقة الراقية وتهمل مشاكل الكادحين
فيقول انا عاوز الأهتمام بمشاكل سكان كفر البطيخ وليس بمشكلة تاتا زكي وكانت تاتا زكي
عارضة أزياء جميلة تناولت الصحف مشاكلها العاطفية بصورة واسعة وفي ظل عهد ناصر
أصبح الصحفي في أمان من الطرد من قبل المالك كان قبل الثورة شراء الصحف لصالح
الإقطاعيون كما كان يفعل عبود باشا ليضمن إسكات الناقدين لة من الصحفيين وقد أسس
ناصر جريدة الجمهورية وترخيصها باسمة كما طور استاد الصحافة العربية محمد حسنين
هيكل جريدة الأهرام لتصبح صحيفة عالمية لها اكبر مبني صحفي في مصر وادخل أقسام
جديدة بها مثل الدراسات الفلسطينية والدراسات السياسية وقسم الكمبيوتر وغير هدا
كما أصبح هناك عدد الجمعة الممتاز كما اختفت صحافة التشهير التي عادت مرة أخري في
عهد الانفتاح كجريدة صوت الأمة الغارقة في الجنس وكانت صحافة التشهير والجنس قد
اختفت مع عهد الثورة وقد استضاف هيكل كبار المفكرين في الأهرام مثل توفيق الحكيم
وطة حسين ويوسف ادريس وكتب بعضهم ناقدا الثورة في حرية كاملة ...!!
1 تعليقات
كذب وتدليس،
ردحذفإحسان عبدالقدوس قال فى مذكراته في مجلة «آخر ساعة» بأنه الذي كتب مقالا في روزاليوسف يدعوا فيه لتأميم الصحف.
يقول إحسان في مذكراته: فى إبريل 1958 ماتت أمى، وتصدعت كل أحلامى، وأحسست تماما بأننى منهار، وبدأت أفكر فى تأميم الصحافة كعملية إنقاذ لدار روز اليوسف، وخصوصًا أن هذا الحل كان لا يمكن تنفيذه فى حياة أمى، كان لا يمكن أن تترك المجلة أبدًا للحكومة، فلقد كانت هى أسرتها وهى منزلها، وكنت كلما كتبت قصة أبيعها للحكومة وأضم ثمنها فى روز اليوسف، ثم أسست شركة بينى وبين أختى وزوجها كى نبنى دارا للطباعة، وكل هذا ولا فائدة، وكتبت مقالا قلت فيه: لماذا لا تؤمم الصحافة؟ وقد أممنا كل شىء تقريبًا، ولجأت إلى هذا بعد أن أرهقتنى الرقابة أيضًا»
يضيف إحسان:قلت أيضًا فى المقال:إن الصحافة حين تؤمم تصبح تابعة للحزب الحاكم وهو الاتحاد الاشتراكى» ويؤكد «قرأ عبدالناصر المقال فى إبريل 1960، وأخذ منه أربعة سطور بالنص، وأصدر بها قانون تنظيم الصحافة، واتصل بى عبدالقادر حاتم وكان على علاقة صداقة بى وقال:الرئيس أخذ من مقالك وأمم الصحافة، وأنت هتكون رئيس تحرير روزاليوسف
أرشيف أخر ساعه موجود
وأرشيف روزاليوسف سنة ٦٠ موجود