آخر الأخبار

المخدرات الرقمية




المخدرات الرقمية







د. محمد ابراهيم بسيوني





لم يعد استهلاك المخدرات مقصوراً على ما كان يجرى سابقاً بحقنها في الوريد أو بمضغها أو شمها أو تدخينها وإنما تطور الفكر الإنساني ليحول نظم التعاطي إلى تعاطٍ إلكتروني أو تعاطٍ رقمي يحدث التأثير نفسه الذي تحدثه المخدرات الطبيعية أو التخليقية الأخرى.

المخدرات الرقمية أو ما يُطلق عليه اسم "Digital Drugs" أو "iDoser" هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الأذن اليسرى. نشأت "المخدرات الرقمية"، على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين"، اكتشافها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام ١٨٣٩، واستخدمت لأول مرة عام ١٩٧٠ لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج.

وقد استخدمت موسيقى "المخدرات" في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. وتوقف العلاج بهذه الطريقة آنذاك نظرًا لتكلفتها العالية.

من خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ بعد تعاطي نوع محدد من المخدرات يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكائين لدقائق محسوبة فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية.

يقول علماء النفس، إنها عبارة عن ترددات وذبذبات تعطي تأثير أشبه بالتنويم المغناطيسي وتصاحبها هلوسة كالتي تصاحب التعاطي للمخدرات ويختلف تأثير هذه الذبذبات بين الأذنين اليمنى واليسرى بعدد قليل من الموجات (التردد - هيرتز) ويتم الاستماع لها عن طريق سماعات الأذن ومكبرات الصوت وفي غرفة ظلماء فيقوم الدماغ بدمج الإشارتين مما ينتج عنه الإحساس بصوت ثالث.

تشكل المخدرات الرقمية خطورة على المستمعين لأنها حالة من حالات الإدمان الصريح كأي نوع من أنواع المخدرات الكوكائين والهيروين وميثانفيتامين المعروف بكريستال ميث، والتعافي منه عن طريق المصحات .
يجب الإشارة إلى أن هذه المخدرات بدأ ينتشر في الدول العربية ولسهولة انتشار هذا النوع يجب على الآباء الانتباه إلى أولادهم وخاصة المراهقين لأنهم سريعي التأثر بهذه التقنيات الحديثة ومحاولة تطبيقها في الواقع، ويجب على الحكومة حجب كل المواقع التي تقوم بالتسويق لهذا النوع من المخدرات وبيعها.
----------


عميد طب المنيا السابق


إرسال تعليق

0 تعليقات