آخر الأخبار

الذكاء من عدمه في علاقة إيران بالعرب


الذكاء من عدمه في علاقة إيران بالعرب






هادي جلو مرعي

وهذه قد يعارضني فيها كثير، ويلقون اللوم على الطرف الآخر في المعادلة.
معارك إيران الفارسية مع العرب قديمة على صعد مختلفة، وواحدة من تلكم المعارك ذكرت حين داهم الجيش الفارسي مناطق من العراق ليهاجم مملكة النعمان بن المنذر قبل الدعوة الإسلامية بفترة ليست بالبعيدة، وجرت معركة شهيرة قيل إن النبي قال فيها: هذا أول يوم انتصف فيه العرب من الفرس.
عدا عن ذلك فإن الآلاف من السنين التي انصرمت من عمر التاريخ سجلت حروبا وإحتلالات وحصارات ومؤامرات وأحقادا لم تنقطع، وربما أسست لما تلاها، وتمازجت بين ماهو ديني، وماهو قومي، وخلفت الموت والثارات والروايات المختلفة، وصار العرب لاحقا يتغنون بحديث ينسبونه إلى عمر بن الخطاب : تمنيت لو أن بيننا وبلاد فارس جبل من نار.
للعرب حق وللفرس حق، حتى إن التنازع التاريخي على تسمية الخليج الذي يقبع على ضفتيه العرب والفرس ظل محورا للنقاش والخلاف الذي وصل إلى الأمم المتحدة بالرغم من تسميته بالفارسي من قبل منظمات عالمية معتدة، لكن العرب يصرون على تسميته بالخليج العربي الذي يتوسدونه هم أيضا، وهو حق لهم كما للإيرانيين حق في ذلك الى أن يحكم الله وهو خير الحاكمين.
المشكلة التي ترتبط بالذكاء الذي قد يعارضني فيها كثير من الناس إن إيران لم تنجح في تغيير عقيدة العرب فيها وهي إنها دولة مهيمنة وتوسعية، ولاتعترف بهم، وإنها تريد على الدوام فرض إرادتها وثقافتها وشروطها في إدارة العلاقة بين الطرفين، وقد وصل النزاع بين الجانبين الى مستوى مثير حين اعتنق الإيرانيون المذهب الجعفري الشيعي، واتخذوه مذهبا رسميا للدولة برغم وجود طوائف وديانات أخرى بعضها متجذر، بينما يرى البعض إن سبب العداء وتجذره أكثر هو إن القوميين الإيرانيين لاينظرون الى الفتوحات الإسلامية بوصفها نشر للإسلام، بل هو نوع من الإجتياح البربري الذي لايمكن السكوت عليه.
ذهب العرب بأغلبهم الى إمريكا للتحالف معها ضد إيران، ومنهم من يكافح لتمتين العلاقة مع إسرائيل نكاية بإيران، وليس مستبعدا أن تقوم الدول العربية الخليجية بتمويل الحملة العسكرية ضد إيران إذا كانت اليوم، أو في الغد ولما لا وقد مول العرب حروب الغربيين على العراق وعلى سوريا وفي دول أخرى، والمطلوب من الإيرانيين إيصال رسالة الى العرب لايبدو إنها ستصل مؤداها إننا لانريد التوسع، ولا الهيمنة خاصة وإن الصراع توسع ليكون قوميا ومذهبيا مؤطرا بصراع التاريخ والجغرافيا والاقتصاد مع دخول عوامل خارجية سببها القوى العظمى، فهل يصح القول إن إيران خانها الذكاء في مسألة تهدئة وطمأنة العرب الى دورها ووجودها، أم إنها تتعمد ذلك، أم إن العرب يتحملون المسؤولية، وليس من حقهم التحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل مهما كانت الظروف والضغوط، وعليهم أن لايتنازلوا عن كرامتهم وشرفهم ووجودهم وتاريخهم.



إرسال تعليق

0 تعليقات