آخر الأخبار

يدينون استهداف المنشآت الاقتصادية ويتجاهلون استهداف الأرواح البشرية



يدينون استهداف المنشآت الاقتصادية
 ويتجاهلون استهداف الأرواح البشرية






بقلم : إكرام المحاقري




هكذا هم دائما ، أشرار لئام ، منافقون وواهمون ، مصاصوا دماء ومتآمرون على الأبرياء ، يلهثوا دن ككلب مسعور خلف المصلحة ، يؤيدون قانون المصلحة ، ينظرون إلى الأحداث بالعين العمياء ، ويقفون في صف المجرمين صفاً مرصوصا!!


يدينون استهداف النفط الذي بماله قد قتل ودمر وحاصر الشعب اليمني !!! وتخنع ألسنتهم ويجف حبر أقلامهم عندما يسفك الدم اليمني ويصمتون حيال ذلك !!!!


ذلك هو حال العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية ذات القيمة الرخيصة والمواقف اللاإنسانية.


50 شهراً وجرائم استهداف المدنيين متواصلة على نطاق الجمهورية اليمنية، سواء في المناطق الشمالية أو الجنوبية، ولم نجنِ ممن لديهم القدرة على إيقافها سوى الإدانات فقط وأحيانا الصمت المطلق !!


50 شهراً والأمم المتحدة تنهك نفسها بإعلان إدانة بعد كل جريمة تحصل باستثناء الجرائم القبيحة التي تتجاهلها كجريمة إحدى المدارس ومجزرة الباص وجرائم استهداف المستشفيات وآخرين مدنيين نائمين آمنين في منازلهم وآخرها جريمة اليوم بشارع الرقاص بالعاصمة صنعاء.


وقد أصيب في هذا الاعتداء الأليم كم هائل من الضحايا حيث وقد تم إخراج جثثهم من تحت الأنقاض وتراوح العدد مابين 77 جريح وشهيد ، منهم 6 شهداء 4 منهم أطفال من أسرة واحدة ورجلان أثنين.


أما الجرحى فقد بلغ عددهم 71 جريحا منهم 27 طفلا و17 امرأة و 27 رجلا.


وكل هذه الدماء سُفِكت ظلماً في ظل خنوع وصمت وتفرج أممي اللامسؤول واللامقبول من الشعب اليمني الذي أصبح دمه دماً مباحاً لكل من هب ودب من المجرمين الدمويين.


المؤسف في الأمر انه عندما يسفك الدم اليمني لا احد ينصفه بكلمة إدانة إلا من رحم .وبالمقابل عند استهداف منشآت العدو البعيدة عن المدنيين كمحطة ارامكو السعودية . قام العالم ولم يقعد وأدان واستنكر ووجه الاتهامات الإرهابية لمن استهدف تلك المنشآت.


حيث وقد أدان كلا من مندوبة بريطانيا ، والأزهر الشريف ، والإمارات وجامعة الدول العربية ، تونس ، البحرين ، والأردن ، والكويت الهجوم الذي أسموه بالإرهابي الذي تعرضت له محطتا ضخ النفط "أرامكو" في المملكة السعودية وتفجير أنبون النفط في ينبع .


لم يكتفوا بالاستنكار الذي هو عين النفاق بل أنهم اتهموا العملية المشروعة بالهجوم الإرهابي الذي يهدد أمن وسلامة المنطقة . وأما الخارجية البحرينية فقد أشادت بجهود السعودية في التعامل مع هذا العمل الذي أسمته بالخطير.


وقد أكدوا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بكل حسم للتصدي لجميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها من جهات تسعى لإثارة التوتر والعنف والفوضى في المنطقة حسب اعتقادها.


جميع هذه الإدانات وكل هذا الصراخ من أجل استهداف المنشآت السعودية . لكن في الوقت الذي دمرت فيه المملكة السعودية البنية التحتية لليمن بشكل كامل لم نجد مثل هذه الإدانات والاتهامات!!!!!


في الوقت الذي هدمت فيه السعودية المنازل اليمنية وقصفت على الشجر والحجر والمدارس والمشافي وحتى دور الأيتام، لم نسمع مثل هذه الإدانات والاتهامات ولم تكن السعودية وتحالف الشر معها بهذه الأعمال التخريبية إرهابيين !!!


كذلك في الوقت الذي استهدفت فيه طائرات العدوان المتعربدة الأطفال والنساء وسفكت دماءهم ونثرت أشلاءهم، وحرمتهم من أبسط مقومات الحياة وفرضت عليهم الهلاك والفقر وقررت لهم الموت بجميع أنواعه ؛ لم نسمع الإدانات كهذه الإدانات، ولا اتهامات للسعودية ومن معها بأنهم إرهابيون ومجرمو حرب وتجار دماء !!!


هذا هو النفاق بحد ذاته ، وهذا هو "الحياد" الشيطاني ، وهذا هو العداء والتآمر وما يعاني منه الحق منذ أول يوم ولد فيه؟!!


فعندما تقصف اليمن السعودية يستنكر العالم وجميع المنظمات الدولية !!! وعندما يُقصف الشعب اليمني وتسيل دماؤه كالأنهار يصمت المجتمع الدولي، وتغلق صفحات قرآن الأزهر الشريف!!! ويستلم المال مقابل تجاهل آيات الله الذي قضت بالرد الشرعي على من اعتدى وتجبر وسفك الدماء ظلما!!


نعم فاليمن اليوم يعيش واقع اليتيم الذي لا نصير له سوى الله عز وجل . لأن المنظمات والمجتمعات الدولية أصبحت تعبد المصلحة وترضع النفط والمال المدنس من ضرع البقرة الحلوب!!!


فنحن اليوم ومن بين الدماء والأشلاء ومن تحت الإنقاص ننعي إلى العالم وفاة ضمير المنظمات الحقوقية، ووننعي لهم سقوط الثقة التي بنوها باسم الإنسانية. وصمتوا على قتل الإنسان اليمني كما صمتوا من قبل وحتى اللحظة عن قتل الإنسان الفلسطيني.


كل هذا الصمت يصب في مصلحة جيوب البدلات الفاخرة وفي أدراج المكاتب الحقوقية وفي تعري واجب المنظمات الحقوقية!!!




مجزرة شارع الرباط_بصنعاء



إرسال تعليق

0 تعليقات