آخر الأخبار

ملامح من تاريخ الكوفة


ملامح من تاريخ الكوفة





ستار النعماني

هل هناك معايير وقوانين تميز المدن عن بعضها البعض من حيث الحضارة والتاريخ والثقافة وماهي هذه القوانين ؟
 وكيف لمدن تمكنت من صنع تاريخها وهويتها ؟
 وما هي العوامل التي توفرت لمدينة دون أخرى جعلها في مقدمة ركب الحضارة ؟
 أسئلة تثار هنا وهناك لكن يبقى السؤال الرئيسي ما العوامل والدوافع التي توفرت أو امتاز بها مجتمع دون غيره جعلته قادرا على تشييد حضارة هل هو اكتشاف عجز الآخرون عن إيجاده أم وجود شخصيات في مجتمع معين وجغرافية معينة ساهمت بإنشاء الحضارة .
الكل متفق أن أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية هو الكتابة ولولاها لم توجد الحضارة ومتى ما كانت هناك حضارة كان هناك التطور والوعي وان هذا الاكتشاف العظيم هو من سيمنح الأولوية لكي تكون المدينة المنتجة لهذا الاكتشاف في صدارة المدن الحضارية والتاريخ يحدثنا أن كل الاكتشافات إنما هي بسبب شخص أو أشخاص قلة وتكتسب الأمم صفة الوعي والتحضر من خلال انعكاس الوعي والمعرفة لهذا الشخص على المجتمع . ولكن لا بد من وجود الأرض الحاضنة لهذا التطور والوعي والحضارة وان كانت الأرض تستمد قيمتها وتاريخها من العوامل أنفة الذكر لكنها تبقى هي الهوية المعبرة عن تاريخ سكانها وشخصياتها الرئيسية وبنفس الوقت تبقى هذه الشخصيات معبرة عن هوية هذه الأرض .
بعد هذه المقدمة أقول ......
مدينة الكوفة حيث يبدأ التاريخ والوعي... في الكوفة حيث الحروف أبصرت النور لتخرج لهذا العالم حتى خطت كلماتها الأزلية... في الكوفة حيث التقنين والتشريع لقوانين السمو والكمال معلنة بداية قصة الحضارة... في الكوفة حيث قوانين السماء اناخت بمحرابها .
في هذا البحت (الكوفة والحيرة قبل الإسلام) وهو جزء من كتاب (دراسات في حياة أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام) للشيخ عبد الهادي الزيدي تطرق فيه إلى مدينة الكوفة ولهذا الاسم أهمية كبيرة ومعنى ترتبط به كثير من الشخصيات والأحداث التاريخية يبدأ الزيدي مشواره في هذا البحث من أصل التسمية حيث تناول كثير من المصادر التي اتفقت أو اختلفت او اقتربت من أصل التسمية وتنوعت هذه المصادر ما بين الإسلامية وغير إسلامية بكافة لغاتها العربية والسريانية والآرامية وأراء المستشرقين وينتهي المؤلف إلى نتيجة أن النجف والكوفة والحيرة وكربلاء هو مرتفع أو جبيل تقع عليه هذه المناطق وما بين فترة زمنية وأخرى يلمع احد هذه أسماء هذه المناطق وان أي ذكر أو إشارة لاسم من أسماء هذه المناطق تكون المناطق الباقية تابعة لها .
وينتقل الكاتب إلى الحياة الاجتماعية للمدينة وطبيعة سكانها ولهجتهم وبعض القبائل الساكنة فيها بعدها يتناول الجوانب الدينية لهذه المدينة وما هي أم مراكز الاستقطاب الديني مثل المعابد ودور العبادة الأخرى ويذكر المؤلف مجموعة من الأديرة التي شيدت في المدينة ذات مسميات تحمل طابع عربي بل هي أسماء عربية وان العرب هم من قاموا ببناء هذا الأماكن وكذلك وجود أضرحة الأنبياء كل هذه الأمور أكسبت المدينة طابع ديني وقداسة بقيت متوارثة جيل بعد جيل وجدير بالذكر أن المؤلف قد تناول الموضوع بأكثر من كتاب صدر له لأهميته التاريخية والعقائدية






إرسال تعليق

0 تعليقات