آخر الأخبار

محاولة لتفكيك عناصر ازمة الخليج عربيا وعالميا !!






محاولة لتفكيك عناصر ازمة الخليج عربيا وعالميا !!









شيرين حسين

رغم أن أزمة الخليج تعتبر عربية الموقع إلا أنها إقليمية وعالمية وتطال في تأثيرها أطراف متعددة تبدأ من مصر محليا وتحتوي عناصرها :
الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي مع تداخل إيراني له امتدادات في العراق وسوريا واليمن ولبنان .
وله إطلالة علي ليبيا ....
وهذا التداخل الإيراني يتوازي معه تداخل تركي متواجد في قطر ومتزامن مع تحرشات تركية شرق المتوسط وبقوم بدعم الجماعات المسلحة غرب ليبيا بالسلاح والأفراد ومقاومة توحيد الدولة الوطنية الليبية .
عناصر الأزمة عالميا
1)الولايات المتحدة
تمثل استراتيجيها المعلنة منذ تولي ترامب وكما يحللها اللواء دكتور سمير فرج :
• أن الولايات المتحدة تعمل علي تأمين استمرار تدفق النفط العربي إلي باقي دول العالم، خاصة أوروبا، واليابان.
• ضمان استقرار المنطقة النفطية، وعدم خلق نزاعات من شأنها التأثير سلباً علي تدفق الطاقة إلي الغرب.
• ضمان استقرار وأمن إسرائيل، كحليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، وضمان استمرار تفوقها العسكري علي الدول العربية.


• ارتكاز السياسة الأمريكية، في منطقة الشرق الأوسط، علي عدد من القواعد العسكرية الأمريكية، القابلة للزيادة، وفقاً للأجندة الأمريكية، والتي من شأنها تغطية جميع الاتجاهات العسكرية في المنطقة.


• ضمان تواجد حجم عسكري مناسب، في المنطقة، يسمح بالتدخل السريع، وفقاً للمواقف الطارئة، علي أن يكون للولايات المتحدة القدرة علي دعم هذا التواجد بعناصر إضافية، تمكنها من السيطرة العسكرية علي الموقف في أي من مناطق الاضطرابات في الشرق الأوسط.
• ارتكاز السياسة الأمريكية في المنطقة علي عدد محدد من الدول، يتراوح بين 4 إلي 5 دول، تعتمد عليهم في تنفيذ سياستها في المنطقة، علي أن تكون إسرائيل احدي دول الارتكاز.
• التحكم في دول المنطقة عن طريق اعتمادهم علي التسليح الأمريكي، في حين تعمل الصناعات الحربية الأمريكية علي تطوير منتجاتها بصورة دورية، بما يضمن استمرار استنزاف موارد هذه الدول في شراء الأسلحة الجديدة.

• ضمان توازن العلاقات السياسية مع دول النفط في المنطقة، مع العمل علي وجود تهديد مستمر لها، لضمان استمرار اعتمادها علي الولايات المتحدة الأمريكية في توفير الحماية.
• عدم السماح بالتغلغل الأجنبي للسيطرة علي دول المنطقة، خاصة من روسيا والصين.


• ضمان استقرار الميزان العسكري في المنطقة، بعدم السماح بوجود قوات عسكرية متفوقة فيها.


• متابعة النشاط العسكري لدول المنطقة، وعدم السماح بظهور قوة نووية، غير إسرائيل، وتحديد عدد الدول التي يحق لها امتلاك السلاح الكيماوي (حددت الإستراتيجية الأمريكية في السابق عدم الموافقة علي امتلاك ليبيا للسلاح الكيماوي، بسبب سياسات الرئيس القذافي " غير المتزنة" من وجهة النظر الأمريكية. كما منعت السودان، حالياً، من امتلاك ذلك السلاح، بعدما تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، خشية انتقال السلاح الكيماوي إلي أيدي المنظمات الإرهابية).( سمير فرج )

2)روسيا والصين

تتقاطع المصالح الأمريكية مع المصالح الروسية والصينية في المنطقة ...
فبينما تري الولايات المتحدة في إيران تهديدا متناميا لمصالحها تري المصالح الروسية في إيران قوة مهمة لضمان امن واستقرار دول القوقاز ومناطق النفوذ الروسي في ميراث الاتحاد السوفيتي ومحاصرة التمدد الأمريكي في أفغانستان خاصة مع تردي العلاقات بين الندين روسيا والولايات المتحدة .
وتتقاطع المصالح الصينية مع الولايات المتحدة في ظل محاولات الهيمنة علي بحر الصين الجنوبي وصدي ذلك علي الخطوط التجارية تجاه الخليج العربي ودوله وطريق التجارة الأسيوية إلي أوروبا عبر قناة السويس كذلك تنامي الاحتياجات الصينية للطاقة ونفط الخليج وكذلك النفط الإيراني مع إعلان الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة .

3)الاتحاد الأوروبي
تتباين المصالح الأوروبية ودولها تجاه الأزمة الخليجية العربية وخاصة الاتفاق النووي مع إيران لكنها اقرب إلي الجانب الأمريكي منها إلي إيران وتتقاطع تلك المصالح وخاصة ألمانيا وفرنسا بالنسبة للعلاقات الأمريكية الروسية وتري ألمانيا ضرورة تحسين تلك العلاقات مع روسيا وتتشارك في بناء خط للإمداد بالغاز مع روسيا وقد تري فرنسا مثلها ...ولاتري مبررا لحرب اقتصادية مع الصين .
4) تركيا

لا يستطيع احد أن يتجاهل المطامع التركية في المنطقة العربية والممتدة من العراق والاستيلاء علي نفطه وجزء من أراضيه وكذلك محاولات قضم أجزاء من الأراضي السورية وتتريكها وفي نفس الوقت بقيت تركيا راعية للمنظمات الإرهابية ومصدر تمويل وإيواء لها بل ومصدر نقل وتوريد لعناصرها في سيناء وليبيا
ولايخفي علي احد أن هناك خطوط تماس بين تركيا وإيران في سوريا والعراق ...وتقف روسيا بالمرصاد لمحاولات تركية في التمدد الي الساحل السوري للإطلال علي حقول الغاز السورية المرتقبة شمال شرق المتوسط والتي تطل عليها قواعد روسية ومنها قاعدة ميناء (طرسوس ) ويساندها قاعدة (حميميم) العسكرية.
تركيا تعاني من مشاكل اقتصادية خانقة وأزمة طاقة متزايدة ...كانت تراهن علي إنشاء مشروع السيل التركي للغاز الروسي الي أوروبا لكنها تري استبداله بخط روسي ألماني وهو خط (نوردستريم 2 )ونورد ستريم 2، الذي يجرى تحت بحر البلطيق، يهدف إلى نقل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا كل عام.
يترجم حرفيا بـ "السيل الشمالي 2"، حسب الوثيقة التي حصلت على نسخة منها وكالة الأنباء الفرنسية.
إن أزمة تركيا وتحرشاتها لنصيب من غاز شرق المتوسط لن تقابل الا بإجماع عالمي علي الرفض وكذلك رد عسكري في مواجهة اي تصعيد عسكري تركي .
5) ايران

إيران تصر أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة علي المنطقة وترفض حسن الجوار وتتمدد في العراق وسوريا وتطال لبنان وهي لها مطامع في وضع دول الخليج تحت هيمنتها يساعدها تواجد شيعي متطرف بخلاياه في البحرين وشرق السعودية والكويت ...وعلاقات إستراتيجية مع التنظيم العالمي للإخوان كذلك امتد نفوذها إلي اليمن متمثلا في الحوثيين المحرفين للمذهب الشيعي اليمني (الزيدية ) والأقرب إلي السنة .
استيلاء إيران علي الاحواز العربية (الساحل الغربي لإيران )والجزر الإماراتية العربية فيض من سيل ...وهي تتطلع الي سيطرة علي كل جزء عربي وهيمنة إسلامية علي الدول العربية والإسلامية .

6) مصر

تجابه مصر قوي معادية لصعودها ...مصر أصبحت قوة إقليمية مرهوبة لها ثقل افريقي ومتوسطي وهو عربي يصب في القوة العربية .
وهي تجابه إيران وتركيا وتجابه معهم التنظيم العالمي للإخوان ومركزه أنقرة العثمانية وتجابه تداخلات بريطانية سياسية .
كذلك تحارب الإرهاب والدول الراعية له تركيا وإيران .....ومصر معنية بالتمدد الإرهابي في ليبيا وسيناء وكذلك معنية بإعادة الدولة الوطنية القومية في السودان بعد عزل البشير الاخواني وليبيا بما فيها من عناصر إرهابية ومعنية بأمن واستقرار الجزائر .
تلك هي عناصر ومفردات الأزمة الخليجية وامتدادها حول مصر في ليبيا والسودان وخطوط التماس مع غزة بحماس الاخوانية ...وهي معنية بكل ارث الربيع العربي في العراق وسوريا وحتي لبنان.
معركة قد تكون مريرة لكنها ضرورية إبقاء ووجود مصر وهزيمتها لا قدر الله معناه الفناء
مصر هي المحروسة بفضل الله وأؤمن أن الله سينصر مصر ..



إرسال تعليق

0 تعليقات