آخر الأخبار

أنطون ألبير، يرفع العلم المصرى على عيون موسى

أنطون ألبير، يرفع العلم المصرى على عيون موسى   



سامح جميل

انطون ألبير مصور فوتوغرافي مصري، ومن أبرز مصوري حرب أكتوبر 1973.


ولد أنطون ألبير في مدينة السويس عام 1930. بعد انتهاؤه من الدراسة الثانوية،، تلقى دراسات فنية حرة.


أحب الكاميرا بسبب والده حيث كان يهوى الكاميرات، وفي طفولته عثر على كاميرا قديمة من عام 1920 في منزله وظل محتفظاً بها. كانت هذه الكاميرا تعمل بواسطة شرائح دقيقة من الزجاج يتم تعبئتها في صندوق بالكاميرا تتحرك مع كل لقطة، وعلي المصور إفراغ صندوق الكاميرا من هذا الزجاج عقب عملية التصوير, ثم الذهاب إلي المعمل لطبع الصور.


عندما نزحت أسرته من السويس إلي دمنهور بسبب عمل والده هناك عمل مدرساً في التعليم الابتدائي في مدرسة النهضة عام 1950، وبدأ في الوقت نفسه مراسلة الصحف، ومدها بالأخبار والصور، ومنها صحيفتا المصري والأساس حتي تم الاتفاق مع الأهرام للعمل كمراسل ومصور لها من دمنهور في عام 1952.


واستمر الأمر علي هذا المنوال سبع سنوات حتي انتقل إلي المبني الرئيسي للأهرام في شارع مظلوم بوسط القاهرة، وكان ذلك عام 1959، حيث تقدم بطلب للاستاذ محمد حسنين هيكل الذي كان رئيسا للتحرير آنذاك وافق عليه.


صور من النوبة لأنطون ألبير.



وهناك التحق بالعمل مع الأستاذ ارشاك مصرف الذي تعلم منه كثيرا، ثم عمل مع الاستاذ محمد يوسف كبير مصوري الاهرام، الذي اختلف معه في أحد الأيام، ووصل الأمر إلي الأستاذ هيكل فاستدعى أنطون ألبير وقال له: يا أنطون لقد منحت محمد يوسف تفويضا كاملا ليفعل ما يريد، ثم التفت وقال للأستاذ محمد يوسف: يا محمد استوعب انطون، فعرف قوة هيكل التي تستند علي الحزم والحكمة في آن وهذا ما كان يظهر في صالة تحرير الاهرام التي لم يكن يسمح بارتفاع صوت فيها خاصة خلال اجتماع الديسك المركزي الذي كان يضم كبار الصحفيين بالأهرام.،


مع هيكل عرف قيمة لقطاته، فقد منحه الأستاذ شرف نشر صوره مع مقاله الشهير بصراحة، الذي كان يكتبه صباح الجمعة، إذ كان يختار لقطة من صوره تعبر عن مضمون المقال، وفي عام 1961 عندما أعلن جمال عبد الناصر انفصال مصر وسوريا بعد الوحدة من خلال الإذاعة في مقرها القديم في الشريفين اندفعت الجماهير إلي هناك وتحلقت حول عبدالناصر، وأعلنت رفضها للانفصال فالتقط صورا كثيرا لهذا المشهد، وأعجبت الصور الاستاذ هيكل لأنها صورت الجموع وحركتها، وكان ذلك يوم الخميس فقرر الأستاذ إلغاء نشر مقاله بصراحة ونشر بدلا منه تلك الصور للجماهير مع ناصر.


وفي صورة أخري له لعبد الناصر كان فيها مع القذافي والسادات في زيارة لمصنع في شبين الكوم واقتحم أحد المشايخ موكب الرئيس فالتقطت الصورة بأسرع وقت ممكن، وجاءت لقطة نادرة.


واجه أنطون ألبير الموت عدة مرات، لكنه نجا في كل مرة بلقطة، وقصة. ففي منتصف الستينيات تعرضت منطقة أبو زنيمة لسيول كبيرة، وقام الجيش بجهود كبيرة، لإنقاذ المتضررين، وتقديم معونات عاجلة لهم، وذهب أنطون في مهمة عمل مع الأستاذ مكرم محمد أحمد لتغطية هذه الجهود، وحاول التقاط صور للسيول وعمليات إلقاء المعونات من الجو للمتضررين، وفشل فاقترح قائد الطائرة، أن يفتح له باب الطائرة وأستخدم قدمه لتثبيت نفسه أثناء التقاط الصور وهو يدور بالطائرة، ودار الطيار دورتين وهو ألتقط الصور، وفي المرة الثالثة ريح قدمه ففلتت من الباب وكاد يطير في الهواء لولا سرعة تدخل الاستاذ مكرم، الذي سارع بالإمساك بحزام بنطلونه، وأنقذه من موت محقق ولم تكن لقطات السيول المرة الوحيدة التي تعرض فيها انطون للموت.


في الأول من يونيو من عام 1967 تلقي أنطون ألبير تكليفا من إدارة تحرير الأهرام، بالتوجه إلي سيناء مع زميل من المحرريين (هو الأستاذ مكرم محمد أحمد) لتغطية جهود الجيش، واستعداداته للحرب. وتوجه المصور مع فريق من الاعلاميين من الصحف القومية يذكر منهم الاستاذ أنيس منصور، وبدأ الفريق عمله في العريش، وهناك أخبرهم أحد الضباط أن هناك قطارا حربيا يقل جنودا كويتيين انضموا للدفاع عن مصر خلال الحرب المحتملة، ولكن الفريق الاعلامي رفض ركوب القطار متعللا بوجود سيارات معه، وأن عمله يتطلب مرونة في الحركة.


وجاء مسئول عسكري لملاقاة الفريق الإعلامي وعندما انتهت المقابلة اخبرهم أنه سيستقل طائرة ويعود الي القاهرة فطلب الاستاذ أنيس منصور أن يعود معه، ووافق القائد العسكري. هنا كتب انطون البير خطابا الي خطيبته وزميلته ورفيقة الدرب في الأهرام اليس عياد يطمئنها علي أحواله، وبعد يوم من السفر اندلعت الحرب، وكان المصورون يلتقطون صورا في ضباب لا يكشف شيئا، فظنوا أن ما يصورونه هو تحركات للجيش المصري. وبعد فترة قصيرة انكشف المستور وتبين لهم أن ما صوروه هو مدرعات إسرائيلية تقصف البيوت والمنشآت بل إن قذائفها طالت الاستراحة التي كانوا يقيمون بها.


عرف انطون البير أن القطار الذي كان يقل الاخوة الكويتيين أصيب بشدة واستشهد كل من فيه.. فعرف أنه نجا من الموت مجددا ولجأ الفريق الاعلامي الي بيت أحد ابناء سيناء الشرفاء ولكنهم وقعوا في أسر اليهود62 يوما.


ولكي ينقذهم أبناء سيناء أخذوا منهم بطاقاتهم الشخصية لتغيير وظائفهم فيها واللافت كما يروي أنطون ألبير أن البطاقات تغيرت بأرقام مسلسلة رغم أن كل عضو في الفريق جاء من بلد مختلف فهذا من الجيزة، وذلك من المنوفية، واللافت أيضا أن القوات الإسرائيلية لم تلتفت لذلك.


وعندما تفاقم الأمر وبدأت ملامح الهزيمة طلب منهم أحد أبناء سيناء الادعاء بأنهم مدرسون جاءوا للعمل في مدارس العريش وهم لم يتسلموا أعمالهم بعد، وبعد مفاوضات طويلة بعد انتهاء غبار المعركة تم نقلهم باتجاه القناة.


وعندما عاد انطون الي القاهرة عرف أن الاهرام حاولت الاتصال به اكثر من مرة الا أن المحاولات فشلت، وان زميليه صلاح جلال ومحمد باشا اجريا اتصالات مكثفة مع الصليب الأحمر للإفراج عنه وعرف أيضا أن أنيس منصور لم يسلم خطابه إلي خطيبته خوفا من أن يصيبها القلق, فقد اندلعت المعركة بعد يوم واحد من عودة أنيس منصور الي القاهرة.


يتباهي انطون البير بأنه صور رفع العلم المصري علي عيون موسي، فقد طلبت منهم إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مرافقة القوات المحاربة في عيون موسي, وذهب مع فريق إعلامي إلي هناك والتقط صورة يقول عنها إنها من اللحظات النادرة في حياته فقد شعر وهو يصوب الكاميرا نحو العلم أنه يرفع العلم بنفسه.. واشتهر أنطون مع عدد قليل من الزملاء المصورين بأنهم فريق مقاتل سلاحهم الكاميرا والفلاش وأنهم توقعوا النصر كما توقعوا الهزيمة, فكما صور انطون البير بقايا المدرعات المصرية في هزيمة 1967، صور العلم المرفرف من نصر 1973.


يملك انطون البير أرشيفا هائلا من الانفرادات الصحفية، والصور الخاصة التي لم تمنحها له الصدفة إذ يكره أن يقال إنه محظوظ لالتقاطه صورة غريبة. وقاعدة عمله تؤكد ذلك حيث يقول: لم أترك الكاميرا يوما ما، فهي صديقتي وسلاحي وعندما تكون الكاميرا معك دائما تأتيك اللقطة، التي يحتاج التقاطها إلي سرعة بالغة أو رؤية ثاقبة. فالصورة الثاقبة ليست ابن الكاميرا، أو الفلاش بل تصنعها عين المصور, ويذكر انطون البير كيف التقط صورة من زاوية معينة لمسجدين أو مئذنتين يحتضنان قبه كنيسة رغم أن الكنيسة كانت في الواقع بعيدة عن المسجد.. ولكن التشكيك الذي قام به في اللقطة. هو الذي جعله فنانا لا مصورا, ينتمي إلي الفنانين التشكيليين اكثر مما ينتمي الي المصورين فقط.


من اللقطات الغريبة التي كنا نقف أمامها علي جدار الطابق الرابع في الأهرام ونحن صغار نتحسس وقع اقلامنا في بداية رحلة العمل صورة لسيارة راقدة علي سلم أحد كباري الزمالك بشكل لا يحدث ولا في الخيال، اللقطة الغريبة التقطها انطون البير بسرعة عندما وجد السيارة وكان في مهمة عمل بالزمالك تهبط الدرج بسبب سكر قائدها وكانت لقطة من اللقطات الغريبة, التي كان انطون يزركش بها الصفحة الأخيرة في الأهرام عندما كانت تلك الصفحة متنفسا صحيا للصور, وحديقة للقطات الجميلة. قبل أن تحتلها الإعلانات، أو الصور العادية كما يقول.


النوبة


ذهب أنطون البير في مهمة عمل لتصوير النوبة، فأغواه المكان بالبقاء لفترة, ثم العودة الي النوبة مرة أخري كلما تيسر له الوقت، وقد أتاح له غرامه بالنوبة أن يلتقط صورا نادرة نصرة النوبة وتهجير أهلها، كما أتاح له فرصة اصدار كتاب مصور عن تجربته التي أنتجت صورا نادرة وانفرادات كبيرة للأهرام.


وجه الست


لأنه فنان بالنظرة أغوته الطبيعة بمداعبتها بالكاميرا فقد صور الغروب علي النيل في لوحات رائعة، ولكن اهتمامه بالفن قاده ليصور وجوه الفنانين والمشاهير، وكانت تجربته مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم شديدة التميز, فقد اتفق معها علي تصويرها عند الأهرامات, وفوجيء وهو يصورها هناك بأنها تزور تلك المنطقة الاثرية الخالدة للمرة الأولي.


وهناك التقط أنطون صورة لأم كلثوم بمحاذاة ابي الهول وجاءت الصورة قصيدة في التقاء الصمت بالفصاحة، ولقاء الماضي بالحاضر، وكانت من اللقطات التي يفتخر بها انطون البير، مثلما يفتخر بلقطات أقرب للوحات للمبدعين الكبار من أمثال توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ.


العضوية


عضو نقابة الصحفيين.
عضو صالون مصر للتصوير الضوئى.
عضو الجمعية المصرية للتصوير الضوئى.
الوظائف والمهن التى اضطلع بها الفنان


مصور صحفى بالأهرام منذ عام 1959.
مراسل صحفى ومصور منذ عام 1952 ومدرس لمادة التصوير بالجامعية الشعبية.
نائب لرئيس قسم التصوير ثم رئيس لقسم التصوير بالأهرام منذ عام 1975.
مصور خاص لرئيس الجمهورية منذ عام 1989 حتى 1991.
مستشار رئيس تحرير الأهرام الفنى للتصوير منذ عام 1993.
المعارض الجماعية المحلية


الاشتراك في أكثر من مائة معرض تصوير مصرى وعالمى منذ عام 1950 وأهمها:
معرض جمعية محبى الفنون الجميلة المشمولة برعاية الملك عام 1950
معرض أتحاد المصورين البلجيكين والمصريين 1953
معرض المركز التجارى اليابانى في الاسكندرية 1956
المعرض الزراعى الاقليمى بالبحيرة 1957
معرض وزارة الثقافة 1966
معرض المركز الثقافى الفرنسى 1967
معارض المركز الثقافى الالمانى والايطالى والجمعية المصرية للتصوير بمصر والخارج.
المعرض القومى للفنون التشكيلية الدورة (27) 2001، الدورة (28) 2003.
معرض جماعة الرواد للتصوير الضوئى بعنوان (النيل والبيئة) بقصر التذوق ـ سيدى جابر 2004.
معرض (رحلة مع الكاميرا) لجماعة الرواد للتصوير الضوئى في مصر بمؤسسة الأهرام 2004.
معرض بعنوان (تأملات جمالية) جماعة الرواد للتصوير الضوئى بمصر 2004.
المعرض اللقاء الأول للتصوير الضوئى (لقاء) بنادى الكاميرا بأتيليه الإسكندرية 2005.
المعرض السنوى لجماعة التصوير الضوئى - بقاعة المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية مايو 2011.
المهام الفنية


تغطية الأحداث الصحفية في أنحاء العالم في أوروبا أمريكا اليابان أسيا أفريقيا أهمها:
الثورة الفلسطينية في الاراضى المحتلة منذ بدايتها.
الثورة اليمنية والثورات السورية وتقسيم قبرص.
الحرب المصرية الاسرائيلية 1967 حتى النصر 1973.
الأتفاق المصرى والروسى بموسكو، مؤتمر السلام بجنيف بين مصر وأسرائيل، الحرب الأهلية بلبنان، تغطية جولات الرئيس حسنى مبارك في دول العالم.


المؤلفات والأنشطة الثقافية


نشرت اعماله في العديد من الصحف العالمية والمصرية، والمساهمة في بعض كتب كبار المؤلفين المصريين.
الجوائز المحلية


الجائزة الأولى لأحسن مصور صحفى من نقابة الصحفيين عام 1983- 1984.
الجائزة الأولى لأحسن مصور صحفى لحرب أكتوبر 1973 من هيئة الاستعلامات.
الجائزة الأولى لأحسن مصور صحفى من نقابة الصحفيين عام 1988- 1989.


إرسال تعليق

0 تعليقات