آخر الأخبار

حقوق الطفل مدنسة


حقوق الطفل مدنسة










             فلاح حسن الشمري
     مؤسسة البيت العراقي للإبداع
                                      
الطفل من أسمى المخلوقات ، فهو كائن بريء بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، بحاجة للأخر دوما في كل تفاصيل حياته ، في مأكله ومشربه وملبسة ، في رأيه وماله وموروثاته في مرضه وعلاجه ، في الخطر ومواجهته وفي تعليمه .
ولان الطفل عاجز عن الإتيان بكل احتياجاته تقع الواجبات على الأركان التي حوله كالأب وألام أو الوصي كالأخ الأكبر أو من ينوب عنه، إن أي انكسار وعجز لهذه الأركان سيتسبب في نقل الطفل لوضع آخر ، وبيئة أخرى، لوضع عليه أن يكد لكي يحصل على لقمة عيشه ..أو حتى يعيل إخوته الصغار ..
بمعنى انه سيترك التعليم ويتجه للحرفة والعمل (عمالة مبكرة) أو التشريد في الشوارع والأزقة، وبذلك يتهدم لديه واحدا من أهم أركان حياته ومستقبله ليعيش في ظلام لقادم السنين ..
إن ظاهرة انتهاك حقوق الأطفال في العراق لا يمكن قراءتها سوسيولوجياً إلا بمحاولات المساءلة الصريحة لسلوكياتنا الاجتماعية، وأنماط حياتنا السائدة. فالظاهرة تشيع في مجتمع العراق بمختلف فئاته وجماعاته وأطيافه وتفرعاته، فلا يكاد يخلو منها بيت من البيوت، مهما كانت انتماءاته الثقافية ومستواه الاقتصادي. إذ يستغل الأطفال وتنتهك حقوقهم ويحرمون من براءتهم، في العنف الموجه إليهم في البيوت، ومحال العمل، مثلما يتم استغلال براءتهم وذلك بتشغيلهم في المحلات والورش (بشكل مجاني في معظم الأحيان) مع الوالدين أو الأقارب أو حتى الغرباء، في حالات العوز الاقتصادي للعائلة. كما يتم مصادرة حرياتهم ورغباتهم البريئة، ويحرمون من عيش حياتهم بصورةٍ كريمة، ولكن هذه الانتهاكات جميعاً تحصل بموافقة غالبية، إن لم نقل جميع أفراد المجتمع ومؤسساته وتنظيماته الاجتماعية!!! فلماذا لا تثير مثل هذه المظاهر السلبية ردود فعل معارضة ؟ أليس في هذا بعض المفارقة في مجتمع يعد نفسه الأكثر مراعاةً لحقوق الإنسان بفعل منظومة القيم الدينية الإسلامية الغالبة !!
يلاحظ المتجول في شوارع بغداد وخصوصا في الأحياء الشعبية من العاصمة أطفالا يبيعون المناديل الورقية أو الحلويات أو يمسحون زجاج السيارات.وتفيد إحصاءات غير رسمية لمنظمات أهلية تعنى بحماية الطفولة إن عدد أطفال الشوارع يقرب من 100 إلف طفل في بغداد وحدها.
عدد مهول في بغداد وحدها ماذا سينتج للمجتمع العراقي من شباب ، هل سينتج الرياضي أو لاعب كرة أو سينتج الدكتور أو المحامي أو المهندس أو الفيزيائي العبقري .
ليس كل ما سبق بل سيقدم للمجتمع ملايين القنابل الموقوتة التي تتلاعب بها قوى الشر من إرهاب وعصابات لبيع الأعضاء البشرية أو عصابات الاستجداء ، وللفتيات من الأطفال القسر والجبر على ارتياد النوادي الليلية لتقديمها للمجتمع كفتاة ليل ..
أي حال وأي عيش ينتظر الطفل العراقي الذي يعيش بين التشريد والتهجير والنزوح من مناطق غير أمنة والاستغلال والعنف الأسري والاتجار بالبشر وبين العوز الاقتصادي والأمراض المستعصية ..
لسان حال المولود الصغير يقول يا ويلي أي بقعة ارض ولدت بها ؟! .. يا ويلي أهي غابة؟! لماذا لا أرى وجوه الملائكة ؟!..يا ويلي لماذا أرى أنياب الجميع تحدق بي ؟! .. ايظنوني لقمة لمعدتهم ؟! أم يظنوني مشروع اقتصادي جاهز للسلب والنهب ؟! ..
لماذا لا أرى قراطيس وثياب المدرسة ؟! .. ماذا عساي افعل ياترى!! .. وددت لو أعود من حيث أتيت ..





إرسال تعليق

0 تعليقات