بلاك ووتر في العراق وسوريا
ودولة خليجية
تدعمهم!
باختصار عن هذه الشركة الأمنية؛ الاسم الحالي هو Academi، وقد عُرفت بـ Blackwater بلاك
ووتر، كما تنتشر تحت أسماء أخرى. هي شركة عسكرية أمنية أميركية خاصّة أسسها ضابط
البحرية السابق Erik Prince عام 1997.
مقرها
الرئيسي في ولاية North Carolina وهو عبارة عن عدة مباني كبيرة تغطي مساحة
تُعادل مساحة “وزارة دفاع”، وتمتلكُ عدة حقول للتدريب غرب شيكاغو وفي كاليفورنيا،
وعقود ورأس مال يتجاوز مليار دولار سنوياً.
ارتكبت الشركة جرائم حول العالم، وينتشرُ أعضاؤها في
عشرات الدول. حسب تقديرات عام 2007 عدد العاملين فيها 22 ألفاً، اليوم وحسب
تقديرات مركز فيريل للدراسات يتجاوز العدد 35 ألفاً، وترتبط بالمخابرات الأميركية
مباشرةً خاصة وأن ضباطاً سابقين يعملون بها. تمّ فضحها بكتاب “بلاك ووتر؛ أخطر
منظمة سرية في العالم” للكاتب والصحفي السياسي الأمريكي جيريمي سكاهيل، بما في ذلك
جريمة قتل 17 مدنياً عراقياً بدم بارد في ساحة النسور ببغداد.
حيثُ يتمتعُ
أعضاؤها بالحصانة من الملاحقات القضائية، أي يقتلون دون محاكمة، وإن حدثت فتكون
صورية… إنه القانون الأميركي!!
الولايات المتحدة تنسحبُ من سوريا في المكان!!
في أوائل يناير/ كانون الثاني، أعلن ترامب بأن سيسحبُ
القواتِ الأمريكية من سوريا خلال الأشهر المقبلة، يومها قلنا في مركز فيريل أنّه
لن ينسحب سوى في المكان، وقد مرت الشهور ولم يسحب سوى مئاتٍ من جنوده… إعلان
الانسحاب هذا دفعَ Erik Prince مؤسس
“بلاك وتر” للقول بشكل علني عبر قناة Fox Business: “قرار
ترامب صحيح، لكن لدى واشنطن التزام طويل الأمد للبقاء في سوريا… على واشنطن إنهاء
عملياتها هناك في حرب ليس لها نهاية”…
برينس هذا زاد في صراحته ليقول: “يمكن للعاملين لدينا
أن يحموا حلفاء الولايات المتحدة”! ثم اقترحَ أن يتمّ استبدال القوات الأميركية
بعملائه في بلاك ووتر، ويمكن لواشنطن آنذاك التصدي للنفوذ الإيراني في سوريا.
الكلام واضحٌ ولا يحتاجُ لتأويلات. “انسحبوا وسوف نحلّ مكانكم”.
في تشرين الأول 2017، وحسب الصحفي الإسرائيلي “شمعون
آران”؛ الذي قام بعمليات اعتقال الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين لصالح
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هم عناصر من بلاك ووتر.
من أين جاء بن سلمان بفكرة استخدام بلاك ووتر؟
محمّد بن زايد آل نهيّان، ولي عهد أبو ظبي، وقّعَ
عقداً منذ بداية 2014 مع بلاك ووتر ينصّ على استخدام عناصر أمنية للشركة لتأمين
حماية له ولاستخدامهم ضد أعدائه، داخلياً وخارجياً. نشرت بعض المواقع عن قيمة
العقد وجنسية العناصر، وهذا لا يُمكن تأكيدهُ لكنّ الثابت وصول مئاتٍ من عُمّال
بناء كولومبيين إلى الإمارات المتحدة بعد توقيع العقد، ثم ظهورهم فجأة في اليمن
يقاتلون ضد الحوثيين!! صحيفة التايمز البريطانية نشرت عن هؤلاء العمّال أيضاً.
في السياق ذاته، ذكرت فرانس برس أنّ الإمارات العربية
جنّدت نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عنها في اليمن. معلومات فرانس
برس جاءت من ضابطين سابقين.
صحيفة “واشنطن بوست” أكدت بدورها في تموز الماضي، أنّ
محمد بن سلمان يحتذي بشخصية ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بخصوص بلاك ووتر.
نيويورك تايمز قالت أنّ برينس قد دعمَ حملة ترامب
الانتخابية بربع مليون دولار، ليقترح بعد فوز ترامب في تموز 2017 خطة استبدال
الجنود الأمريكيين في أفغانستان بعناصر شركة Academi أي بلاك ووتر باسمها الجديد، حيث سيرسلُ 6 آلاف من عناصره الأمنية
بجنسيات أوروبية وأميركية… المبلغ المطلوب كان 5 مليارات دولار سنوياً… مستشارو
ترامب رفضوا الفكرة مبدئياً، لكن تكاليف بقاء الجيش الأميركي في أفغانستان أعلى
بكثير من هذا المبلغ، لهذا الفكرة مازالت قائمة.
إيريك برينس مقيم في الإمارات المتحدة!!
نيويورك تايمز أكدت أنّ إيريك برينس Erik Prince هو صديقٌ شخصي لولي عهد أبو ظبي محمّد بن زايد آل نهيّان، وقد
أوكل إليه عملية بناء جيش مُدرب من المرتزقة بشركته قوامهُ 800 عنصر وكان ذلك في
عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
خطة الإمارات لاستقدام جيش من المرتزقة لحمايتها يعود
لما قبل هذا التاريخ. Richard A. Clarke المسؤول
القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب في عهد بيل كلينتون أيار 1998 ثم في عهد جورج بوش
حتى 2003. ريتشارد بعد ذلك وقّع عقوداً مع أبي ظبي لتقديم استشارات حول كيفية تأمين
الحماية، كما قدّم المشورة في الوقت ذاته للجيش الأميركي في العراق، تتعلّقُ
بحمايته من هجمات تنظيم القاعدة.
إيريك برينس يعيش في الإمارات، ليس حديثاّ بل قبل آب
2010، وحصل على الإقامة بتاريخ 12 آب. صحيفة The National أفادت بأنّه قد حضر إلى محكمة “أبو ظبي” في القضية المقامة ضدّه
من قِبَل عاملين سابقين في شركته، هذا ما أكدته Susan Burke محامية الإدعاء وكان يُمثل شركة اسمها Xe Servicesوهي
الاسم الجديد آنذاك لـ “بلاك ووتر”.
قضايا كثيرة رُفعت ضد برينس منها؛ دعاوى بالاحتيال
الحكومة الأمريكية بين حزيران 2005 وأيار 2009، كما أنّ الكونغرس الأميركي أجرى
سلسلة من التحقيقات حول انتهاكات شركة بلاك ووتر للعقود المُبرمة معها، حيث ألغي
الترخيص في العراق عام 2007 بعد حادثة ميدان النسور الإجرامية. أيضاً؛ قدّم برينس
للحكومة الأميركية “فواتير” خيالية لقاء خدمات وهمية في العراق وأفغانستان وبعد
إعصار “كاترينا” الذي ضرب الولايات الأميركية الجنوبية عام 2005. حتى في مجال
“الدعارة” قدّم برينس فواتير لرواتب شهرية لعاهرات في لويزيانا وأفغانستان قدمهن
للجنود الأميركيين!!
رغم كلّ هذه السمعة السيئة، وقّعت بلاك ووتر في عهد
باراك أوباما عقداً مع المخابرات المركزية الأميركية للعمل في أفغانستان بقيمة 250
مليون دولار سنوياً!!.
الإمارات العربية ليس بينها وبين الولايات المتحدة
اتفاقية تسليم مجرمين. إذاً يمكن لبرينس هذا البقاء فيها. حتى برينس نفسه قال:
“انتقلتُ للعيش في الإمارات بسبب قربها من أماكن عملي في الشرق الأوسط، وموقعها
الاستراتيجي الهام… هنا مناخ عمل ودّي وضرائب شبه معدومة…”.
متى دخلت بلاك ووتر إلى سوريا؟
ربما تكون منظمة بلاك ووتر الإجرامية موجودة في سوريا
منذ سنواتٍ طويلة، لكن تحت العلم الأميركي أو تقاتل مع المعارضة السورية. ما قيل
عن مشاركتهم القتال في بابا عمر بحمص، غير مُثبت…
هنا لا نملكُ دليلاً قاطعاً سوى أنّ أنباءً مؤكدة
تحدثت عن قتلى في صفوف الجيش الأميركي لم تُعلن عنها واشنطن، وهي صادقة! فالقتلى
كانوا من بلاك ووتر ويحملون جنسياتٍ غير أميركية لأنهم مرتزقة قدموا من دول عديدة.
المؤكد لدى مركز Firil Center For Studies هو أنّه بعد تفجير منبج في 16 كانون الثاني 2019، والذي لقي فيه
16 شخصاً على الأقل مصرعهم، معظمهم يحملون جنسياتٍ غير سورية، جاء بيان القيادة
المركزية بالجيش الأمريكي كالتالي: “مقتل جنديين أمريكيين وموظفاً مدنياً في وزارة
الدفاع (البنتاغون) ومتعاقداً يساند الجيش الأمريكي في سوريا”. لاحظوا كلمة
“متعاقد”… وهي تُستخدمُ حرفياً في بلاك ووتر. هؤلاء كانوا يحملون الجنسية
الأميركية، ماذا عن الباقي؟
مَن يعرف تاريخ القتلة المأجورين في التراث الأميركي، يصل لفهم حقيقة هذه الشركات.
مَن يعرف تاريخ القتلة المأجورين في التراث الأميركي، يصل لفهم حقيقة هذه الشركات.
السؤال الأهم، ماذا كان يفعلُ قادة ميليشيات “قسد” مع
الأمريكيين وبلاك ووتر في المطعم؟ الجواب جاء لمركز فيريل من مصدره ومن أحد قادة
الأحزاب الكردية المتواجد هنا في برلين: “كان اجتماعاً لوضع الخطوط الأساسية
لاستبدال الجيش الأميركي بعناصر بلاك ووتر، وقيامهم بتدريب وحماية ميلشيات قسد في
الشمال السوري”… أضاف: “لقد شاركنا مقاتلو بلاك ووتر في معاركنا ضد داعش وحتى ضد
الجيش السوري عندما حاول احتلال حقل حقل كونيكو للغاز شرقي دير الزور في أوائل
2018″… حسب زعمهِ.
بعد تفجير منبج حسم ترامب أمرهُ وقرر استبدال جيشه
بمرتزقة الشركة الإجرامية، وبدأت عناصر بلاك ووتر بالوصول تباعاً لسوريا بصورة
رسمية. لا نملكُ في مركز فيريل للدراسات عدداً محدداً لهم، لكنهم قدموا من “أبو
ظبي” إلى سوريا كخبراء وعمال نفط في حقول الغاز والبترول، وعلى دفعات إلى شمال
العراق وتحديداً مطار “أربيل”. هم موجودون الآن في حقول الشمال والشرق السوري
ومهمتهم حماية حقول البترول من أي هجوم للجيش السوري لتحريرها من الاحتلال.
الإمارات تدعم الانفصاليين في سوريا لمواجهة تركيا وهذا ليس سراً، وافتتاح سفارتها
لم يكن إلا بعد موافقة واشنطن، وتسهيل مهمة بلاك ووتر في سوريا أحد مهمات السفارة
وأذرعها…
بلاك ووتر باتت في سوريا بين صفوف الانفصاليين.
الإمارات تدعم والولايات المتحدة تأمر.
ملاحظة هامة:
وقفت الأمم المتحدة بحزم ضد استخدام المقاتلين
المرتزقة والسبب أنّ هؤلاء المرتزقة يقومون بأعمال وحشية أكثر من جيوش الدول
نفسها. الأمور تتجه نحو “خصخصة” العمليات العسكرية في عدة دول حول العالم،
الولايات المتحدة هي الأولى كالعادة، هنا تستطيعُ واشنطن أن تدفع بالمرتزقة للقتل
والاحتلال وتبقى وجيشها بعيدةً عن أعين الإعلام… يموت هؤلاء ولا يتمُّ إحصاؤهم
كقتلى من الجيش الأميركي، وبالتالي يمكن تبرير أيّ عمل عسكري لواشنطن أمام شعبها
والكونغرس. معلومات مركز تتحدث عن حقائق وأرقام مخيفة؛ الشركات الأمنية الخاصة
تتجهُ للتزوّد بمروحيات وعربات قتالية وأسلحة ثقيلة تجعلها أقرب للجيوش النظامية،
والرقم المُرعب أنّه أنفق عام 2018 على مهمات الشركات الأمنية 210 مليار دولار…!!
0 تعليقات