آخر الأخبار

الحلقة الرابعة الكيانية السياسية الفلسطينية في معركة الوجود


الحلقة الرابعة
الكيانية السياسية الفلسطينية في معركة الوجود

المجلس الوطني الفلسطيني:
منظمة التحرير الفلسطينية








تعود نشأة المجلس الوطني الفلسطيني إلى عام 1948، حين قام الحاج "أمين الحسيني" بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، حيث قام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "أحمد حلمي عبد الباقي" الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية.
وقد أعيد تجديد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964، وذلك بعد أن قرر الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي الأول تكليف أحمد الشقيري ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية آنذاك بالاتصال بالشعب الفلسطيني والدول العربية لإقامة القواعد السليمة لإنشاء الكيان الفلسطيني، حيث قام الشقيري بجولات زار خلالها الدول العربية واتصل بأبناء الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تجمعهم، وفي ربيع عام 1964 قامت لجان تحضيرية بإعداد قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الذي سوف يعقد لهذا الغرض وقد عين الدكتور "عزت طنوس" مديراً لمكتب المؤتمر، وقد تم توجيه دعوة إلى 397 شخصاً ليكونوا أعضاء في المؤتمر الفلسطيني الأول .. لقد كان الأستاذ احمد الشقيري مثقفا مناضلا وطنيا عروبيا مخلصا لشعبه وقضيته وعمل بكل جد لانجاح المؤتمر الوطني ولكن كل ذلك كان مسقوفا بالمخابرات المصرية ووزارة الخارجية المصرية.

ولقد تواصل عمل المجلس الوطني الفلسطيني منذ ذلك الحين كإطار وحيد رسمي للكيانية السياسية الفلسطينية وما ينبثق عنه من مؤسسات اللجنة التنفيذية والصندوق القومي والمجلس المركزي وجيش التحرير الوطني حتى هذه اللحظة ويعتبر في العمل السياسي الفلسطيني صاحب المرجعية العليا التي لاخلاف عليها.. وكان هذا الإطار انجاز كبير رغم أن كثير من مؤسساته كانت تابعة للمؤسسة المصرية او العربية كجيش التحرير الفلسطيني فلقد كانت تابعيته للدولة التي يتواجد فيها في مصر وسورية والأردن إلى حد كبير وحركته مرتبطة بتوجيهات من قيادة أركان تلك الدولة.

المجلس الوطني الفلسطيني هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها والذي يعتبر حسب نص المادة 7-أ من النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية "هو السلطة العليا لمنظمة التحرير، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها".

ويشكل المجلس الوطني المرجعية العليا لكل هيئات ومؤسسات "م.ت.ف" ويختص بكافة المسائل الدستورية والقانونية والسياسية العامة المتعلقة بالقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني وكل ما يتعلق بمصالحه الحيوية العليا.


حصلت النكبة العربية الثانية في حزيران 1967 واحتلت العصابات الصهيونية سيناء والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة فقدم الاستاذ احمد الشقيري استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ليتولاها رجل وطني أخر الأستاذ يحيى حمودة ولكنه لم يستمر طويلا.

لقد مثل انطلاق حركة فتح انعطافة جديدة نوعية و حراكا كبيرا في العقل السياسي الفلسطيني حيث يتمتع قادة فتح بروح وطنية استقلالية لاتخضع لمعايير الأنظمة وترفض الارتباط ببرامجها وكان للمجهودات الكبيرة التي أبداها الفتحاويون في معاركهم المتواصلة في الأرض المحتلة وعلى حدود نهر الأردن ومن خلال تواجد مكثف كان لذلك كله الأثر على الوعي الفلسطيني وعلى ضرورة أن يكونو هم الممثل للكفاح الفلسطيني.. فدعيت فتح للمجلس الوطني واللجنة التنفيذية فكان لحضورها الدور الأساس في قيادتها للجنة التنفيذية والتي تضم ممثلين عن التنظيمات المقاتلة وبعض الشخصيات المستقلة مع ضم نسب تم التفاهم عليها من التنظيمات الى المجلس المركزي والوطني.. وضم المجلس الوطني كذلك إلى صفوفه كل النقابات والشخصيات الوطنية والمراجع الدينية العليا وكان إلى حد كبير يمثل الشعب تمثيلا واسعا..


وقاتلت منظمة التحرير الجديدة بعد دخول فتح من اجل استقلال القرار الفلسطيني وحصر التمثيل الفلسطيني بها وكانت معارك دامية توجت بانتصار سياسي كبير بانتزاع قرار من قمة الجامعة العربية وبمساندة هواري بومدين في الرباط بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .

وانشغلت منظمة التحرير بالعمل على عدة مجالات على صعيد التعليم والثقافة ورعاية المقاومة ودعم صمود شعبنا حيث كان وجوده فانها كذلك مثلت ساحة تطور حقيقي للوعي السياسي الفلسطيني والمشاريع الفلسطينية لحل القضية الفلسطينية .. ولكن يجب تسجيل نقطة خلل كبيرة تتمثل في ابتعاد المشروع الوطني الفلسطيني عن التفكير بالواقع الفلسطيني داخل العمق الفلسطيني "1948" كاستجابة لشروط مرحلية فقدنا معها تفاعل جزء مهم من ابناء شعبنا لفترة من الزمن ليست قصيرة في مشروع التحرير الوطني والتمثيل السياسي.. وظل المجلس الوطني الفلسطيني بهذا الخلل حتى الان حيث لاتوجد صيغة للتعامل مع اهلنا في مناطق ال1948 ...

في الحلقة القادمة نواصل الحديث عن الكيانية السياسية الفلسطينية بدءا من تشكيل المجلس التشريعي الفلسطيني سنة 1994






إرسال تعليق

0 تعليقات