آخر الأخبار

الحلقة الأولى الشيخ اليعقوبي مجتهدا


الحلقة الأولى
الشيخ اليعقوبي مجتهدا



الزركانى البدرى


يتعبر الاجتهاد من أهم أسباب ديمومة استمرار المذهب الشيعي وازدهاره الى يومنا هذا ، هذا الباب الذي لم يغلق وبقي مفتوحاً ناصعا يتجدد بتجدد القضايا والأحداث فكان المصداق الصريح لما ورد عن المعصومين (ع) (ما من واقعة الا والله فيها حكم) وقد دأب أتباع أهل البيت (ع) في كل زمان ومكان على الرجوع في حل مسائلهم الى المجتهدين الجامعين لشرائط حددها الشارع المقدس وبالرجوع إليهم تبرء الذمة ويحفظ الدين من الخطر واجر الجميع عند الله يوم القيامة.
وقد اهتمت المدرسة الصدرية اهتماما بالغا بضرورة الرجوع الى المجتهد الحي الجامع للشرائط حيث صرح السيد الشهيد الصدر الثاني(قدس) أكثر من مرة بأن المجتمع لا يمكن ان يبقى بدون مجتهد وان قيمته بالمجتهدين فمن ما قاله (قد) (عرفنا ونعرف ما للاجتهاد من نتائج أو قل هو ضروري أو أكثر من ضروري للمجتمع، نتائج خاصة وعامة والمجتمع بدون مجتهدين، كل البشرية بدون مجتهدين، تكون ملحقة بالعدم تكون ضالة ومضلة وإن كان مو لطيف تساوي (كحف أو حذاء عتيق) إنما شأنها حقيقة بالمجتهدين وكلما كثر المجتهدون وكثر المفكرون يكون شأنها أعظم وليس بمجتهد واحد، صح مسألة الأعلم على جهة لكنه تعدد المجتهدين حتى لو كانوا ألفا حتى لو كانوا عشرة آلاف حتى لو كانت كل الحوزة مجتهدة كل أفرادها مجتهدين هذا من لطف الله سبحانه وتعالى على المذهب وعلى الدين وعلى الإنسانية بطبيعة الحال)(1).
وقد حدد الفقهاء طرق إثبات الاجتهاد
1- العلم والاطمئنان والوثوق.
2- البينة.
3- خبر الثقة أو العدل مع حصول الوثوق الشخص بقوله.


إشارات السيد الشهيد الصدر الثاني (قد) بحق سماحة الشيخ اليعقوبي :
1) كلمة في مقدمة القسم الأول من كتاب المشتق حيث قال :
( من نعم الله .. ومن أهمهم هذا الشيخ الجليل والعلامة النبيل المفضال الشيخ محمد مؤسى اليعقوبي – دام عزه- فقد التزم دروسنا في علم الأصول وأنالها العناية الكافية فهما وكتابة ومدارسة وها هو يقدم لنا هذا الكتاب نموذجا من جهوده وليالي تفكيره وقد قمن بمراجعة فودته وافيا بالغرض وملما بالمطالب حسب الأصول ولكني أعتبره هو المؤلف وله حرية التعبير وان كانت المطالب بالأصل صادرة مني بطبيعة الحال ولكني أجزته في ذلك بعد حفظ المعنى ووضوح المبنى )) (1).
2) قول السيد الشهيد الصدر (و لا شك أنه بهذا الجهد الجهيد يسير بخطو حثيث نحو الاجتهاد ومعرفة السداد ) (2).
3) كلمة في مقدمة كتاب قناديل العارفين (أنت تعلم إنني كنت ولا زلت اعتبرك أفضل طلابي وأطيبهم قلبا وأكثرهم إنصافا للحق بحيث لو دار الأمر في يوم من الأيام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عدوتك ، لكي تبقى المرجعية في أيدي منصفين وقاضين لحوائج الآخرين ، لا بأيدي أناس قساة وطالبين للدنيا ، حتى إنني فكرت في درجة من درجات تفكيري إنني أقيمك للصلاة في مكاني عند غيابي تمهيدا لذلك ولا زال هذا التفكير قائما ولم تمنع عنه رسالتك الصريحة هذه . كما لم أجد في طلابي إلى الآن على كثرتهم وتنوع اتجاهاتهم وأذواقهم من هو جامع للشرائط التي أتوقعها أكثر منك . حقق الله رجائي فيك بعونه وقوته.)(3).
4) وقول السيد الشهيد قدس في لقائه مع كادر مكتبه وما يعرف اليوم في لقاء البراني ( الشخص الرئيسي الأول الذي يعني حقيقة ناصرني في يوم شدتي هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي ) (4).
5) وجاء التصريح الأخير قبل جامعة الصدر الدينية بتاريخ 5\جمادي الثاني \1419 هـ (الموافق قبل استشهاده بخمسة أشهر بحضور ثلة من طلبة السيد الشهيد وهم أحياء إلى الآن والتصريح متوفر في مقطع صوتي واضح حيث قال :
( والآن استطيع أن أقول إن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي إذا كان الله أمد لي في العمر إلى وقت الذي شهد باجتهاده فأنا لا أعدو عنه لأنه هو الذي ينبغي أن يمسك الحوزة بعدي ) (5).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب منهج الصدر ص303.
(2) منهج الأصول 2\7
(3) المصدر: قناديل العارفين ص11، 12، قرص الدليل، رسالة محفوظة.
(4) تسجيل صوتي متوفر في (موقع الوريث تيوب ) على شبكة الانترنت
(5) تسجل صوتي موجود في موقع الوريث تيوب على شبكة الانترنت







إرسال تعليق

2 تعليقات