"الحلقة الأولى"
الكيانية السياسية الفلسطينية في معركة الوجود
الكيان السياسي الفلسطيني
من "اللجنة العربية العليا" إلى
"منظمة التحرير الفلسطينية"
صالح
عوض
.. هل يملك احد أن يقول إنها
لا تمثلني لمجرد عدم مشاركته فيها؟.
أو لأنه مختلف مع بعض سياساتها
أو أطروحاتها؟.. في مراحل تاريخية خاصة يصبح المرء أو الحزب غير مخير أن يتخذ
موقفا خاصا لاسيما أن كانت القضية في مواجهة التحدي الخطير حينذاك تسقط الحسابات
الحزبية والمصالح الفردية هكذا فهمنا تاريخنا العربي الإسلامي القديم والحديث ولا
يستطيع احد أن يملك القول انه هو وحزبه المرجعية لأنه حينذاك يصبح في خندق القوى
المضادة المخربة لوحدة الموقف والشعب من حيث لايعلم هذا حصل سابقا مع الخوارج
وسواهم وحديثا مع مصالي الحاج في الجزائر وجماعة المنشقين واحمد جبريل في الساحة
الفلسطينية ..ولهذا التزم الجميع ولازلوا بالدولة المصرية في مصر وبالدولة الأردنية
في الأردن رغم أنهما وقعتا اتفاقيات صلح وسلام مع إسرائيل ويلتزم حزب الله بالدولة
اللبنانية رغم كل ماساتها ويلتزم الإسلاميون بالدولة المغربية التي تعترف بإسرائيل
وعلاقتها متينة معهم والأمثلة كثيرة في هذا ذلك لان شعور الجميع انه إذا تكسرت
الدولة تكسر المشروع وتكسرت الأحزاب وإذا بقي الكيان فبالإمكان العمل لإصلاحه وإصلاح
مواقفه ..
إن الوحدة الوطنية ليست سوبر
ماركت أو عقار يكون التمثيل فيها بمقدار الحصة وبمقدار أن يوجد فيها ما يرغب كل
واحد.. لا .. إنها مشروع سياسي بقيمة معنوية عليا تعني أن الفلسطينيين شعب وله
كيان سياسي وتمثيل سياسي وهذا هو جوهر الصراع ضد مشروع إقصائي إحلالي يلغي موضوعة
شعب فلسطين وكيانه السياسي.. فالمعركة إذن هناك مع عدو يريد شطب الشعب وشطب تمثيله
السياسي ولطالما خاضت منظمة التحرير حروبا تلو الحروب من قبل الأخوة و الأعداء
لتثبيت هذا المنجز الاستراتيجي ومن هنا تكون خطورة الدعوات للتملص من المنظمة بحجة
انه ليس لها حصة فيها.. ومن هنا أصبحت المماحكة خطيرة في الساحة الفلسطينية فهل
ينقذ الفلسطينيون انجازهم أم أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم؟
في محاولة الإجابة على هذا
السؤال الكبير لابد من مراجعة تجربة الكفاح الفلسطيني في مجال السعي لتشكيل كيانيه
سياسية منذ بداية استشعار الخطر الذي ترافق مع الانتداب البريطاني على فلسطين في
أعقاب الحرب العالمية الأولى وكأحد أهم نتائجها الخطيرة حيث تم الاتفاق الدولي على
إزالة فلسطين وإقامة كيان غريب عن المنطقة يكون قاعدة غربية متقدمة ضد المنطقة
كلها لابد من فهم يسير ضمن سياقات الصراع الكوني بين الأقطاب الدولية وذلك كله
لاستخلاص العبر و الأفكار الحية التي تقينا شر الضياع المحتمل .
لقد كان تجلي القضية
الفلسطينية الأوضح حول عنصر الكيانية السياسية وتمثيل الشعب هذه الكيانية التي
استهدفها المخطط العدواني منذ اللحظات الأولى لتنفيذ لمشروع الصهيوني ولقد أدركت
طلائع الشعب الفلسطيني جوهر المؤامرة الغربية الصهيونية التي جعلت شعارا لها
" شعب بلا ارض لأرض بلا شعب" ومن هنا انصبت جهود الفلسطينيين على تشكيل
كيانية سياسية تمثل الشعب الفلسطيني وتبرز وجوده السياسي والثقافي وكانت هذه
ولازالت المعركة الأكثر ضراوة بين الفلسطينيين والمستعمرين ولقد نجح الفلسطينيون
نجاحا كبيرا بفعل تضحياتهم وجهودهم الدءوبة لتكريس الشعب الفلسطيني على الخارطة
السياسية في المنطقة حيث أصبح رقما أساسيا فيها لا يمكن تجاوزه ..ويمكن تسجيل
الاعتزاز بمواقف أصدقاء الشعب الفلسطيني الذين استبسلوا في تثبيت التمثيل السياسي
للشعب الفلسطيني.
في الحلقة القادمة نبدأ مع أول
خطوات تشكل الكيانية السياسية الفلسطينية في مواجهة الاستهداف الاستعماري الصهيوني
0 تعليقات