التبذير المجنون للطعام في رمضان

التبذير المجنون للطعام في رمضان

محمود حسنى رضوان

المفروض أن رمضان هو شهر الصيام ، ولكن رغم ذلك ،فمن المذهل أن استهلاك المسلمين من الطعام، يزداد في هذا الشهر بالذات بنسبة مخيفة !!.

ويقول أحمد يحي ، رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية، أن استهلاك المصريين من السلع الأساسية في رمضان - وخاصة اللحوم - يزيد 3 أضعاف !!

 وأن المواطن ينفق على السلع الغذائية 80% من دخله فى هذا الشهر !!

وفى تحقيق منشور بجريدة المصرى اليوم، بتاريخ 29 يوليه 2016 بعنوان "فاتورة إهدار الطعام على سفرة رمضان".. قالت الجريدة أن المصريين اعتادوا إقامة الولائم ، وتبادل العزائم بين الأهل والأصدقاء.. وأن المصريين يعتقدون أن العزومة يجب ردها بعزومة مقابلة ، تضم مالذ وطاب من أطايب الطعام.. وذلك من باب التباهى والتظاهر والاستعراض !! ويقوم بعضهم بتصوير هذه الولائم، بهواتفهم الذكية ونشرها !!. وتقول الجريدة ، أن الفرد يستهلك في وجبتى الإفطار والسحور ، أضعاف ماكان يستهلكه فى ثلاثة وجبات قبل رمضان !!

وينشر بنك الطعام المصري أرقاما صادمة عن سفه وتبذير المصريين وإهدارهم المخجل للطعام.. ويقول البنك المذكور أن 30% من طعام المصريين سنويا، يكون مصيره هو صناديق القمامة !!. وأما فى رمضان فإن هذه النسبة ترتفع لتصبح 60% !!.

وظاهرة الإهدار المجنون للطعام في رمضان ، ليست قاصرة على المصريين وحدهم.. فكل المسلمين فى العالم أجمع يفعلون الشئ نفسه !!

ففى السعودية مثلاً يتم إهدار 50 ألف طن من الطعام خلال شهر رمضان وهذا يمثل 70% من طعام السعوديين !!

والإمارات تهدر 55% من الطعام !!

وقطر تهدر 50% من الطعام !!

وفى ماليزيا يتم إلقاء 17ألف طن من الطعام فى القمامة !!

ومن المتناقضات العجيبة ، أنه بينما يتم إهدار كل هذه الكميات المهولة من الطعام ، فإنه فى نفس الوقت فإن أكثر شعوب العالم فقراً وجوعاً، هم المسلمون أنفسهم !!.

أليس هؤلاء الجوعى من المسلمين، أولى وأحق بهذا الطعام من صناديق القمامة ؟!!.

وتقول منظمة أطباء بلاحدود، أن الجوع هو الخطر الأول الذي يهدد فقراء المسلمين.. ويقول مدير برنامج الأغذية العالمي (وهو أكبر منظمة عالمية لمكافحة الجوع) أنه يقدم مساعدات غذائية لأكثر من 90 مليون شخص معظمهم من المسلمين ، فى اليمن والصومال وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا...إلخ.. وفى هذه البلاد وحدها يوجد 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة !!. وفى نيجيريا تسببت منظمة بوكو حرام الإرهابية، فى فرار 2 مليون طفل إلى مناطق نائية.. وهؤلاء يعانون من أمراض سوء التغذية ، ويتم إلقاء الطعام لهم جواً بالطائرات.. وتقول المنظمة أن 45% من حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، تحدث نتيجة أمراض سوء التغذية !!

فمتى ياترى يتوقف هذا التبذير المجنون للطعام في شهر رمضان؟ !! ومتى يتم توجيه هذا الفائض من الطعام إلى بطون الجوعى بدلا من صناديق القمامة؟ !!!