آخر الأخبار

قراءة فى آيات الزواج 1/1

قراءة فى آيات النكاح 1/1






السيد/ صبيح البخاتى

قال تعالى (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت إيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف .. )) الآية ٢٥. سورة النساء.
جاءت هذه الآية بعد ذكر الآيات السابقة المتعلقة بزواج الحرائر وأراد المولى أن يبين زواج الإماء ..
ذكر مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل ما نصه
أي انه من لم يجد القدرة المالية على أن يتزوج بالحرائر من المؤمنات فله أن يتزوج مما ملكت إيمانكم أي من الإماء فان مهورهن اقل ومؤنتهن اخف .
وأما صفة الفتيات فقد قال :
ثم أن الملفت للنظر في المقام هو أن القران عبر عن الإماء بالفتيات وهو جمع فتاة وهو مشعر عادة بالاحترام الخاص الذي يولي للنساء
وهنا محل الشاهد في الإشارة لموضوعنا
إن الله تعالى رفع شأن النساء الإماء المؤمنات بوصفهن بالفتيات إكراما لهن ورفع التمييز بينها وبين الحرائر لإيمانهن وصفة الفتوة عناية خاصة لهن .
ودليل عدم التمييز ظاهر في قوله (( بإذن أهلهن )) اَي بإذن المالك هنا وقوله (( واتوهن أجورهن بالمعروف )) أي أن يدفع المهر لهن لا إلى المالك .
وقد ذكر السيد السبزواري في تفسيره مواهب الرحمن
وأما قوله (( والله اعلم بإيمانكم ))
وهي جملة اعتراضية لبيان الوجه في اعتبار الإيمان في الفتيات المؤمنات لان الإيمان قد رفع شأنهن وساوى بينهن وبين الحرائر وان الإيمان يرفع المتصف به إلى أعلى الدرجات وهو مناط التفاخر لا الاحساب ولا الأنساب ولا الأوهام الباطلة فرب أمة مؤمنة أفضل من حرة عند الله لكمالها بالإيمان والآية المباركة في مقام نفي إزالة النفرة من نكاح الإماء وتأنيس القلوب بهن
وأما قوله (( بعضكم من بعض ))
ففي بيان لحقيقة من الحقائق القرآنية فان جميع الأفراد متساوون في الإنسانية .
وهذه الآية من الآيات المعدودة التي وردت في تهذيب الإنسان وتربيته تربية صالحة برده إلى فطرته وبينت أن أساس الكمال والرفعة هو الإيمان وأتباع الشريعة بعد تساوي الجميع في الإنسانية...


انتظرونا في حلقة قادمة أن شاء الله تعالى




إرسال تعليق

0 تعليقات