آخر الأخبار

نجوم فى سماء الوطن صياد الدواعش القائد الشهيد (أبو كاظم ) 1/1


نجوم فى سماء الوطن
صياد الدواعش
القائد الشهيد
(أبو كاظم )

رافد وحيد الغضباوي





محمود جابر


وقت طويل وأنا ابحث عن سيرة وتأريخ نجوم فى سماء الوطن ذهبوا دون أن يعلم بهم أحد، وذهبوا فى صمت، وتركوا لنا نصرا وفتحا مبينا، ولهم فى أعناقنا حقوقا لا يمكن أن ننساها،  وأقل تلك الحقوق أن نحيى ذكرهم وأن نتشرف بهم وأن نطلع الناس على بطولتهم لأنهم يمثلون القدوة لمجتمع وأمة، وان نقول لأمهاتهم العظيمات المضحيات الصابرات المؤمنات القانتات والله يا أماه ما نسينا أخانا الذي صعد إلى عنان السماء والتحق بمحمد وآله، ونقول لزوجاتهم العفيفات الشريفات الصابرات المؤمنات والله ياأختنا أن فاجعة فقدانك لصاحبك هى فجيعتنا ولكن لنا فى الأولين من آل محمد مثل وقدوة فقد راحوا كما راح زوجك البطل ...

 ونقول لطفلته الصغيرة الأميرة الجميلة الحسنة الطلعة والبسمة والدمعة ... ولابنه اليتيم  الباسم الضاحك الجميل .... نحن أعمامكم وأخوالكم وأباكم لم يذهب سدى ولكنه ترك لكم سيرة حسنة وتاج فوق رؤوسكم ورؤوسنا سنفخر به فى الدنيا وعند رب العالمين ...

وقد كنت عقد تلك النية فى شهر رمضان المبارك ولكن الوقت لم يسعفنى لكتابة تلك السلسلة المباركة لاؤلئك الفتية المؤمنة ونسأل الله تعالى أن يوفقنا متوسلين ومستشفعين بمحمد وآله وبتلك الدماء والقرابين المباركة ......

ولا أنسى أصحاب الفضل فى تلك المعلومات التى بين أيديكم لجناب الأستاذ المحترم أحمد إبراهيم الربيعي والمجاهد المحترم الأستاذ على وهاب الكعبى ... كل الشكر لهما على ما قدموه لنا من معلومات نسأل الله تعالى ان يجزيهم عن شهدائنا بالخير والإحسان ...



الشهيد القائد أبو كاظم

رافد وحيد ( أبو كاظم)، فتى من أولئك الفتية الذين أمنوا بربهم وزادهم هدى ...
وحين نقول (فتى) فإننا نقصد بها ( الفتوة) والبطولة التي تعلمناها من الفتى الحيدرى الوصي الذي وصفه الوحي بأنه (( لا فتى إلا على )) ... وأبو كاظم فتى حيدرى وإن تجاوز الخامسة و الأربعين من عمره المبارك ..
وقد تجلى فتوة الفتى فى ساحة الثورة والانتفاضة الشعبانية التى قادها ونظمها الصدر المقدس مارس/ آذر 1991، ثم  تجلت مجددا فى استجابته للولي المرجع اليعقوبى صاحب الذود عن حياض الوطن والدين بتوجيهاته الشريفة لجيش رديف من المؤمنين الغيورين، فكانت هبة ( أبو كاظم) الذي جاهد بماله ونفسه مع ثلة مؤمنة من قوات وعد الله  فـ (أبو كاظم) عرف بين إخوانه المجاهدين بعاشق الشهادة  وهو صاحب المقولة التى اشتهر بها بينهم: (معاركنا مع داعش أوشكت على الانتهاء وأنا إلى الآن لم أوفق لنيل الشهادة) !
لكن الله كان معه
و يسمعه ويراه فاجتباه واختاره
 شهيدا سعيدا راضيا مرضيا بطلا حيدريا ...

مولده
ولد ( أبو كاظم ) واسمه :
رافد وحيد كاظم الغضباوي المحمداوي
 في قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة عام 1971 وسط عائلة جنوبية كادحة مؤمنة موالية .
حيث  نشأ وتربى مؤمنا محباً للخير خلوقاً حماسياً ، وكان متعلقاً بجده الحاج كاظم الذي كان من سكنة الأهوار .
كانت العائلة تسكن فى بيت واسع كبير حيث البساتين منطقة أبى الخصيب التي تشتهر بالتمور العراقية، فكان الفتى يرى فى منطقته بنخيلها وتمرها وهوائه النقي وأهلها الطيبين المؤمنين أصحاب النخوة والشهامة العربية عراقا مصغرا .
تربى ( أبو كاظم) فى حضن أسرة ترعاه وتحبه ويلقى فيها المحبة الزائدة والاهتمام البالغ من والده الحاج وحيد الذى كانت متعلق به كثيراً دوناً عن باقي أخوته، وربما هذا ما جعل الفتى مجتهدا فى تحصيل دراسته حتى يكون عند حسن ظن الوالد به .
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد اضطر والده الحاج وحيد لترك أبو الخصيب بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية والتى كانت منطقتهم مسرحا للعمليات العسكرية، و أضطر الحاج وحيد إلى بيع البستان والانتقال إلى العيش في مدينة العشار مركز محافظة البصرة، وبها أكملت العائلة مسيرة حياتها .
كان الفتى ( أبو كاظم ) يطمح أن يكون مهندساً ميكانيكياً لولعه في الأعمال الميكانيكية، وقد وفقه الله تعالى وكلل جهده والتحق بكلية الهندسة ، إلا أن الظروف الأمنية وربما الاقتصادية للأسرة حالة دون اكتمال مشواره التعليمي فانقطع عن الدراسة، ولكنه استطاع أن يكملها بعد سقوط النظام في معهد التكنولوجيا ويتخرج ليمارس المهنة التي يعشقها .

صبر وجهاد العائلة :
كثيرا ما تعرضت عائلة الحاج وحيد وولده ( أبو كاظم) لضايقات النظام البعثى والتى لم يكن سببها فقط عزوفهم عن المشاركة فى حزب النظام، بل وكذلك توجه العائلة الدينى، وأيضا بسبب إعدام النظام لابن عمه الشهيد رزاق الغضباوي لانتمائه إلى حزب الدعوة الإسلامية ، فكانت عيون البعث تراقب العائلة وبالخصوص الشاب  (أبو كاظم) الذي كان يرمقهم بنظرات الغضب والتوعد ، وكان والده الحاج وحيد ينصحه بعدم الاصطدام بهم ، وكان (أبو كاظم) مطيعاً لوالده ، ولكنه كان يتحين الفرص لمجابهتهم وينتظر اليوم الذي ينفجر فيه بركان الثورة ليخرج حمم الغل التي تغلي في داخله تجاه البعث ونظامه. وبحثا عن غد جديد ...

وللحديث بقية 


إرسال تعليق

0 تعليقات