أصبع على الجرح
ما خلف الجدران في تنصيب نيجرفان
منهل عبد الأمير
المرشدي
لم يكن مشهد الحج
الجماعي لقيادات بغداد برئاساتها ووزرائها وشيوخها وقضها وقضيضها إلى اربيل لحضور حفل تنصيب نيجرفان برزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق مشهدا طبيعيا
كباقي المشاهد ولم يكن مقصد الذاهبين هناك قصدا بديهيا كباقي المقاصد فما بين الأفعال
والنوايا ظل وظلام وزوايا والكثير مما لا
يقال من الخبايا . بداية لابد أن نشير إلى تلك الطائرة الميمونة المباركة التي
أقلّت الوفود المشاركة فقد كان شيئا لا يشبه كل الأشياء وأمرا أدحض كل نظريات
المنطق والمناطقة على مر التأريخ حيث نزل من تلك الطائرة في مطار اربيل جنبا إلى
جنب وكتفا إلى كتف وزندا إلى زند وحضنا إلى حضن
رؤساء كتل سياسية شيعية وسنية ووزراء
ونواب وقضاة فكان المؤمن بجنب الملحد
والقاضي بجنب المجرم والمتأسلم بجنب المتصهين والأسمر بجنب الأبيض والطويل بجنب
القصير والعريض بجنب المنقبض والوطني بجنب العميل والعاقل بجنب المعتوه والنزيه
بجنب السفيه والثقيل بجنب الخفيف والصالح بجنب الطالح .
لقد كان مشهدا دراماتيكيا لا ينسى أن نرى رئيس
مجلس القضاء الأعلى في العراق يجلس جنيا إلى جنب مع المطلوب للقضاء العراقي كوسرت
رسول كما كان ملفتا للانتباه مستفزا
للعقول أن يجلس معا وجنبا إلى جنب أضداد القوم من السياسيين الذي فشلوا في اللقاء
والحوار في بغداد فكانت بركات القائد الأوحد فارس الأمة مسعود الرزاني كافية لتجمعهم على الحب والوئام
والصفاء والمودة والإخلاص والطيبة إلى حد
التحاضن والترادف والتباوس والتهليل والتبجيل .
كان من بركات هذا الحفل البهيج العظيم التاريخي
الكبير لتنصيب السلطان نيجرفان هو انقلاب الدفة والميزان والسماح لدخول رئيس
جمهورية العراق السيد برهم صالح الى واحة الديمقراطية والأمان اربيل ولأول مرة
وبنجاح منقطع النظير ومن دون الحاجة إلى وساطات أو فتاوات أو ضامن أو كفيل .
أكثر شيء واغرب شيء وأتفه شيء هو ما سمعناه من
الذين تحدثوا من على منصة الخطابة وهم يشيدون بقيادة الزعيم مسعود البرزاني وإخلاصه للعراق وحرصه على وحدة العراق ولا ادري
هل كان القوم سكارى وما هم بسكارى ولكن وقع الدولار كبير وهوى النفس عسير أم كانوا
يضحكون علينا ام على أنفسهم .
مسعود الذي قضى عمره
وعمر أبيه وصهره وبنيه ينادي بالانفصال ويعمل بدعم صهيوني على تقسيم العراق هو اليوم رمز وحدة العراق
ولله في خلقه شؤون فيما يكون ولا يكون . لقد
كان مشهد الحضور مريبا يدعوا إلى التأمل لما يخطط للعراق ومستقبله فقد كان بين
الحضور وزير خارجية تركيا مبعوثا من اوردغان الساعي لأضعاف العراق ونهب ثرواته
بالتنسيق مع اربيل وكان من بين الحضور ثامر السبهان دليل العربان على بئر يوسف ودم
القميص الذي لا زال يلطخ شوارع العراق .
لابد لنا أن نشير إلى
الذين لم يحضروا الحفل وبدون ذكر الأسماء
فذلك يحسب لهم موقفا وتاريخ . أخيرا وليس أخرا
أقول من الغريبب العجيب المستفز للعقول أيضا أن يشيد المتحدثون عن
التجربة الديمقراطي الرائدة في كوردستان
وكأنهم يدروا ولا يريدون أن يدروا أنهم يجلسون بقصر المؤتمرات في اربيل
بقاعة الزعيم مصطفى البرزاني بضيافة زعيم الإقليم مسعود البر زاني ورئيس الإقليم
نيجرفان برزاني ورئيس حكومة الإقليم مسرور البرزاني ورقصني يا كدع .
0 تعليقات