إدمان التكنو لوجيا

إدمان التكنو لوجيا

د. محمد ابراهيم بسيوني

تفاصيل تكنولوجيا وبيزنس وكتاب "تصنيع إدمان التكنولوجيا" .. ‏الأساليب والطرق التي تستخدمها الشركات الكبرى خاصة في مجال السوشال ميديا لربطك بهذه المواقع بشكل مرضي .. الكتاب بادئ بحكاية بسيطة إن ستيف جوبز وغيره من عمالقة التكنولوجيا لا يسمحون لأطفالهم باستخدام التكنولوجيا التي تنتجها شركاتهم.

قد يكون إدمان التكنولوجيا مفهوما مستغربا عند البعض بل قد يستنكر الكثير مجرد وصف التكنولوجيا بأنها أحد مواد أو مداخل الإدمان ويؤكد أن التكنولوجيا أحد مداخل التطور العصري ولكن بالتأكيد رغم إقرارنا بالأهمية القصوى التي أصبحت تمثلها التكنولوجيا في مسيرة الحياة إلا أننا نؤكد أن إدمان التكنولوجيا أصبح مرض العصر الحديث، فمع التطور الهائل في وسائل التكنولوجيا أصبح استخدامها جزء لا يتجزأ من الحياة فمن منا يستطيع أن يتخيل عالمنا الحديث دون وجود أجهزة الحاسوب المتنوعة والهواتف الخلوية المتعددة بالإضافة الى فضاء الإنترنت المتسع لكن في بعض الأحيان تتحول تلك الوسائل التكنولوجية الى هاجس حقيقي عند البعض ويصبح ملف ومشكلة إدمان التكنولوجيا في تلك الحالة حقيقة تفرض نفسها بجلاء على حياة الإنسان تسبب له مشكلة حقيقية بحاجة الى علاج.

إدمان التكنولوجيا هو حالة من التعلق النفسي والسلوكي بوسائل التكنولوجيا الحديثة لمستوى لا تستقيم حياة الشخص اليومية بدونه ويصبح التعلق وادمان التكنولوجيا جزء من حياة الشخص ينفق فيها المزيد من الأموال من أجل هدف وحيد هو أن يتحصل على أحدث الصيحات التكنولوجية وأيضا ليؤمن لنفسه استمرار تمتعه باستخدام التكنولوجيا على النحو الذى يرضى طموحه.

ولعل أصدق مثال على أن إدمان التكنولوجيا أصبح خطرا حقيقيا متأصلا في حياة الكثير منا ما خلصت إليه دراسة أمريكية حديثة أن نصف المستخدمين للكمبيوتر الشخصي والهواتف المحمولة لا يتصورون حياتهم بدونها وأيضا أثبتت تلك الدراسة أن هناك تشابه كبير للغاية بين مدمن الكمبيوتر على سبيل المثال ومدمن الخمر ووجد ان هناك تشابه كبير يصل لحد التطابق بين العمليات التي يقوم بها مخ مدمن الخمر وذاتها التي يقوم بيها مخ مدمن الكمبيوتر ومن ثم فإن مناقشة ملف إدمان التكنولوجيا ليس من سبيل الترف بل مشكلة حقيقية بحاجه لدراسة ومتابعه وعلاج.

تتمثل صور إدمان التكنولوجيا في الصور التالية:

⁃ إدمان الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

⁃ إدمان الهواتف الخلوية.

⁃ إدمان الألعاب الالكترونية.

⁃ إدمان وسائل الاتصال الحديثة على مختلف أشكالها وأنواعها.

كل تلك الصور هي صور تعلق نفسى وسلوكي بالتكنولوجيا. ومن هنا علينا أن نوضح المشاكل التي قد يسببها إدمان التكنولوجيا على حياة الشخص.

أضرار إدمان التكنولوجيا:

أولا: الأضرار الصحية الناتجة عن إدمان التكنولوجيا:

إن الاستخدام الجائر للتكنولوجيا بمختلف صورها يخلف مشاكل صحية متعددة أبرزها الاضطراب الشديد في النوم مع زيادة الوزن ومشاكل في الظهر والمفاصل فضلا عن زيادة الشحنات الكهربية في المخ مما يؤدى الى إمراض مثل الزهايمر.

ثانيا: الأضرار النفسية والاجتماعية الناتجة عن إدمان التكنولوجيا تتمثل في الفشل في إقامة تواصل اجتماعي طبيعي وأيضا الغرق الكامل في عالم الخيال بالإضافة الى ما تحدثه التكنولوجيا من تكسير الروابط الأسرية والعائلية وكل هذا يخلق شخصية خجولة مترددة غير قادرة في الغالب على التكيف مع الواقع.

علاج إدمان التكنولوجيا يتطلب قناعة من الشخص المدمن بأن الحياة من الاتساع من ان تحصرها في هاتف خلوي أو جهاز كمبيوتر ومنه حاول جاهدا ان تنوع نشاطات يومك وتعدد من هواياتك المفيدة واجعل للتكنولوجيا في حياتك اليومية ساعات محددة مهما كانت الرغبة شديدة لها بالإضافة الى تطوير علاقاتك الاجتماعية والعائلية حتى تكون خير عون لك في التخلص الناجح من إدمان التكنولوجيا.

عميد طب المنيا السابق