آخر الأخبار

أهل الشر الحقيقيين في ذهن السيسي





أهل الشر الحقيقيين في ذهن السيسي









حمدى المحلاوى

من أهل الشر الذين يقصدهم الرئيس عند كلامه دائما عن المشروعات القومية الكبرى ؟ ..


لم يبين .. منا من فهم العبارة على أنها تذكرة بالمثل القائل : داري على شمعتك تنور .. ومنا من قال إنهم الإخوان من كثرة تركيز الإعلام عليهم .. أو إنهم عصابة بيت المقدس وما شابهها .. لكن ذلك ليس صحيحا في رأيي فالموضوع أكبر من ذلك بكثير ..

من قراءة سريعة لتاريخ المنطقة العربية الحديث سنجد أنه لم يكن مسموحا بالمرة لأي مشروع عربي نهضوي حقيقي أن يتم .. لسان حالهم يقول : الجنرال الطموح يريد أن يجعل من مصر قوة عظمى في المنطقة وهو ما لن نسمح به أبدا ! .. نغمة قديمة جديدة تتكرر دائما بواسطة أمريكا وإسرائيل والدول الغربية ومن يحركهم جميعا ( الصهيونية العالمية ) ..

فعندما توحدت إرادة القائد بطموحات شعبه في حقبتي الخمسينات والستينات وقتها قالوا أيضا : الكولونيل ناصر يريد أن يجعل من مصر قوة عظمى وهو ما لن نسمح به أبدا .. التجربة الناصرية لو قدر لها أن تكتمل لفاقت مصر النمور الآسيوية بمراحل ! .. حاربوه في أهم شيئين : القمح والسلاح .. وعندما فشلوا دبروا له العدوان الثلاثي في 56 ثم حرب 67 التي أجهضت فورة النهضة المصرية وأفقدتها قوة الدفع الكبيرة التي كانت عليها ..


مهم أن ندرك بفهم أنهم جادون جدا ولا يدخرون لحظة واحدة لقتل أي مشروع نهضوي يحدث في المنطقة العربية بكاملها وليس مصر وحدها .. حدث في الجزائر .. حدث في العراق .. حدث في سوريا .. حدث في ليبيا .. لكنهم يعلمون جيدا حجم مصر ومكانتها الكبيرة وأنها بالفعل حجر الزاوية في كامل المنطقة .. لذلك كانت دائما الهدف الأكبر أو الصيد الثمين كما يقولون ..

هذه القفزات الهائلة التي تقوم بها مصر الآن في كافة المجالات بقيادة هذا الزعيم ( المفاجأة ) وفي أوقات قياسية إعجازية أفقدهم صوابهم وأقض مضاجعهم .. فمن البدهي أنه سيكون هناك من يخطط ويعمل على إجهاضها بكل الحيل ..
لذلك كان حتميا أن تصبح الدولة كلها قيادة وشعبا على درجة عالية من الحذر الكافي والاستعداد الكامل لمواجهة مثل هذه المؤامرات الرهيبة والأفخاخ التي نصبت وستظل تنصب بمكر ودهاء لم ولن يتوقف من أهل الشر ..


أهل الشر الحقيقيون ليسوا بيت المقدس ولا الذئاب المنفردة .. فهؤلاء لا يستطيعون إيقاف مسيرة دولة .. ولاهم الإخوان الذين يعيشون أضعف مراحلهم على الإطلاق .. بل أمريكا وإسرائيل ومعهم بعض الدول الغربية .. أضف إليهم تركيا وإيران القوتان الإقليميتان المنافستان .. كلهم لا يريدون لمصر أن تنتهض أوتأخذ مكانتها التي تستحق ..


نتعامل مع هؤلاء ؟! .. بكل تأكيد .. فلا مفر من ذلك .. بل لا مانع من أن نكون حتى أصدقاء ! .. لكنها الصداقة المصلحية المرسومة بدقة .. فليست صداقة حقيقية بالمعنى المفهوم المبني على القيم النبيلة ..






إرسال تعليق

0 تعليقات