آخر الأخبار

الحملة على الخنجر


الحملة على الخنجر









هادي جلو مرعي

باستثناء معلومات قليلة فأنا لا أمتلك تصورا كافيا عن الصراع الداخلي بين أعضاء في مكونات أساسية تدير العملية السياسية، ونوع المصالح التي تقرب وتباعد بين أحزاب وحركات داخل المكون الواحد، فحتمية الصراع بين البشر تنسحب على السياسة والدين والقومية، وتؤثر في حركة المجتمع، وربما وجهته الى النعيم، أو الى الجحيم، وهذا توصيف للحالة العراقية التي تكاد القوى السياسية فيها تأخذ العراق وشعبه الى الجحيم النهائي.

في مرحلة سابقة برز طارق الهاشمي الزعيم الإخوان المتمرس الذي اخذ حيزا كبيرا من الاهتمام، وكان نائبا لرئيس الجمهورية، وكان شكل خطرا مزدوجا، فمن جهة كان منافسا شرسا للزعامة السياسية الشيعية، ومثل رمزا للسنة الناقمين على الأوضاع، ومن جهة ثانية كان أخذ كامل الضوء من رفاقه السنة، إخوانيين وقوميين وعلمانيين، ولم يترك لهم مجالا، فكانت الضربة مزدوجة، وهي ابعد من أن تكون مجرد  اتهامات لتتجاوز البعد الإجرامي، الى السياسي، وإلا مامعنى أن يغادر الهاشمي الى السليمانية رفقة مسؤول رفيع في الحزب الحاكم، فإذا كان الهاشمي إرهابيا فلابد من محاكمة من سهل له الهرب، ومن جلس الى جواره في الطائرة، واستقبله في دوكان، ومن سمح له بالوصول الى تركيا الإخوانية؟

خميس الخنجر في نظر قطاعات شيعية داعم للعنف، ويمثل أجندة خليجية مناوئة للمشروع الشيعي، لكنه يجد موقفا قاسيا من السياسيين السنة الذين فشلوا في تلبية متطلبات الطائفة الناقمة، وانشغلوا بمكاسبهم المالية، واستعراضاتهم الكوميدية، وأوصلوا شخصيات هزيلة الى مناصب عليا في الدولة، وهم يمثلون شركات تجارية، ولايجيدون العمل السياسي المتزن والهادف.
في الفترة الأخيرة تغيرت الرؤية، وحظي الخنجر بترحاب في أوساط قوى شيعية فاعلة، ودخل الانتخابات بطريقة مثالية، وحظي بمناصب عدة، ومقاعد في مجلس النواب، ويستعد لانتخابات مجالس المجافظات بقائمة تضم شخصيات سياسية سنية فاعلة تنقلت بين قوائم عدة خلال السنوات الماضية، ولم تجد حضورا كانت تنتظره، وتتمناه ولهذا تشعر بخيبة أمل كبيرة.

في بعض المرات كانت حملات إعلامية تتصدر المشهد، وتحظى باهتمام كبير بسبب قوتها وقسوتها تستهدف خميس الخنجر، وتشم منها رائحة التسقيط، وليس المنافسة العادلة لاعتبارات عدة منها، إن من يقف وراء تلك الحملات سياسيون لم يحققوا للسنة شيئا من طموحاتهم وهم بصدد المحافظة على المكاسب التي تحققت لهم نتيجة الفوضى، وتغييب الرأي العام، وعدم حضور المواطنين كفاعلين مؤثرين بعد أن حيدوا، وشغلهم هولاء السياسيون بالحرمان والتشرد والنزوح وضياع الأمل.

هل ينجو الخنجر من كمائن الرفاق السنة؟

إرسال تعليق

0 تعليقات