آخر الأخبار

الحلقة الخامسة الكيان الصهيوني كلام لابد من فهمه بعيدا عن الطابو اليهود والمشروع الاستعماري



الحلقة الخامسة

الكيان الصهيوني
كلام لابد من فهمه بعيدا عن الطابو
اليهود والمشروع الاستعماري




صالح عوض عوض

لقد عاش اليهود في حضن الحضارة العربية الإسلامية 14 قرن وقبل ذلك عاشوا في وسط العرب معززين مكرمين وإذا تجاوزنا بعض الاشتباكات التي حصلت بينهم والدعوة الإسلامية في البداية كما حصلت المناوشات مع عرب مكة وسواهم من العرب...إذا تجاوزنا ذلك فإننا نرى تاريخا مشتركا واحدا وقد أسهموا بحيوية في الحضارة العربية الإسلامية.. وكانوا في مواجهة المصير الواحد مع إخوانهم المسلمين في الأندلس في مواجهة محاكم التفتيش.. ولقد كانت ديار الخلافة ملجأهم كلما شن عليهم العنصريون الغربيون شرورهم كما حصل ليهود الدونمة..

في حين عاش اليهود أبشع صنوف الحياة في ظل الغرب الصليبي والاستعماري في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا فكان الميز العنصري يمنع عليهم هم والكلاب من دخول أماكن عامة و كان حرمانهم من كثير من الحقوق وكان تتبعهم وإيقاع المجازر فيهم بتهمة أنهم قتلة السيد المسيح.


إلا أن المؤسسات الغربية الاستشراقية التي صنعت الأفكار وبعض العقائد والجماعات الدينية كما الحال مع داعش والنصرة والقاعدة لمهمات معينة وبشعارات معينة صنعت الحركة الصهيونية لمهمة استعمارية خاصة كان ذلك في أواخر الدورة الحضارية الإسلامية حيث ضعف المركز وخارت قوى الدولة الإسلامية وأصابها الوهن وتشتت قوتها واجتزاؤها..


فتحرك الاستعمار الغربي يوظف الأجزاء في مهمات للإجهاز على إمكانية نهوض الأمة واستئنافها لدورة حضارية من جديد فكما شجع الاستعمار الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين لتفتيت الخلافة العثمانية وتمرير سايكس بيكو ووعد بلفور وظف حركات عديدة هنا وهناك في إيران والهند وتركيا واكتمل في صناعة الحركة الصهيونية لتقوم بمهمة مركزية


فالحركة الصهيونية التي ولدت في أواخر القرن التاسع عشر ولدت معها أفكار عديدة من مخابر الاستشراق الغربي المعادي.. وبدأت بمجموعات من العلمانيين الذين لادين لهم ولا يؤمنون بالإله ولا بالدين ولكنهم رفعوا شعارات دينية حسب توصيات المستشرقين الاستعماريين وبدا المخطط لإنجاح مهمة تجميع اليهود في القلب من الوطن العربي لقسمه ومنع التواصل بينه..كما تولى القوميون مهمة تقسيم الأمة إلى عرقيات تركية وفارسية وعربية وبعدل ذلك دعوات إقليمية وقطرية تقيم الحدود المحمية بين بلاد العرب.. ولقد تمت عملية تضليل كبيرة لليهود العرب وأحيانا إجبارهم على الرحيل الى فلسطين ويكون بعضهم انساق للدعاية الصهيونية والذهاب الى ارض العسل واللبن كما تم سوق عديد من قبائل من أوربا الشرقية لاعلاقة لها باليهود الى فلسطين.


إن تفكيك هذه المعادلة يقودنا مجددا الى كشف مؤامرة الاستعمار الغربي.
ومن هنا نؤكد ان قضية صراعنا تدور حول الأرض المباركة التي يملكها الشعب العربي الفلسطيني والتي تم السيطرة عليها من قبل الحركة الصهيونية التي مكن لها الاستعمار البريطاني متشاركا مع كل الدول العظمى وبالتوازي التصدي لوظيفة الكيان الصهيوني التي صنع من اجلها والتي تريد تدمير مقومات النهضة العربية وتفتيت المجتمعات العربية وإغراقها في وحل الرذيلة.


الحركة الصهيونية أداة استعمارية كما كل الأدوات الاستعمارية الأخرى والتي كان فيها عرب ومسلمون والتي أسهمت في إسقاط الخلافة العثمانية وتفتيت المنطقة العربية ورفع شعار الإسلام لتخريب الأمة.


عشرات القرون كان اليهود فيها يعيشون بين العرب والمسلمين بحقوق كاملة مفتوحة لهم كل المجالات وكانوا في عرف المسلمين إنهم ذمة رسول الله من أذاهم فقد كان الرسول خصيمه.. ولكن الحركة الصهيونية في القرن الأخير حاولت أن تضعهم في معسكر أخر انه المعسكر المعادي للأمة ومستقبلها.. ومع ان الحركة الصهيونية وجدت الدعم الشامل والواسع في هذه العملية من قبل عواصم الغرب الاستعماري إلا انه لايزال كثير من اليهود مفكرين وساسة ومثقفين والعاميين يعلنون أن إسرائيل دولة عنصرية وانه ليس من حق لها في القيام على ارض فلسطين وهناك قطاعات كبيرة من يهود العالم لاسيما في امريكا لايلقون بالا لما يجري بإسرائيل ولا يعيرون ذلك أي اهتمام..ولم تصبح إسرائيل حسب مخطط مرسوم أمام الحركة الصهيونية وطنا ليهود العالم فلم تستطع برغم كل الوسائل والأساليب جلب أكثر من ثلث يهود العالم..وهناك الهجرات المضادة وهناك الميز العنصري داخل التجمع الصهيوني في فلسطين..


إن هذا يقودنا إلى عمل إعلامي وثقافي وسياسي كبير بالإضافة لكل أنواع العمل الأخرى التي تثبت فشل المشروع الصهيوني وهزيمة المخطط الغربي كما هزمت داعش والنصرة والقاعدة وسواها من الأحزاب الدينية المتنطعة العنصرية.. فلقد مات على أيدي هذه الجماعات أكثر مما قتل على أيدي العصابات الصهيونية.

إن هناك مخطط مركزي واحد يخرج علينا عصابات الجريمة بأسماء وإشكال عديدة ولذا وجب الانتباه وعدم الانسياق وراء مشاعر طفولية بردات فعل سطحية..

نحن دعاة حضارة ونهضة ينبغي أن لانتورط في أي ردة فعل عنصرية.




إرسال تعليق

0 تعليقات