أيام لويس
د.أحمد دبيان
شاء من يقبع فى هذا الجزء الجغرافي
من العالم والساكن فى أحضان أفريقيا وهى تمد كفيها تصافح آسيا ، فى الوادي الساري
بين صحارى مكوناً جغرافية مصر المحروسة ، او أبى نفس هذا المولود جغرافياً ولم
ينتمى، أن يوقن أن موقع مصر الجغرافي هو جنتها وجحيمها معاً ،
وان محيطها الجغرافى هو منظومة
أمنها القومى عبر التاريخ ، وتأمينه هو ما يصنع القادة العظام ، ويذرو وفى الوقت
ذاته كل غبار الخماسين عن الذين لم يفهموا تناغم جغرافيتها مع سيمفونية عظمتها
وتاريخها ،
حملة لويس ،
القديس لويس ،
أو لويس التاسع ملك فرنسا
الصليبى المخلص ،
كان لهزيمة الصليبيين عند غزة
في معركة الحربية أو " معركة لافوربي " (La Forbie) وسقوط
بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة 1244 ( بعد ان أعادها الملك الكامل ابن آخى صلاح
الدين فى سقطته التاريخية )صدى كبير في أوروبا التي أحس ملوكها أن ممالكهم في
الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين. فراح الأوروبيون يجهزون
لحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع، حيث أنهم أدركوا، بعد هزيمة
حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة الحربية عند غزة، وضياع بيت المقدس
منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة
التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
بعد فشل حملته على مصر ، وأسره
فى المنصورة وافتداء زوجته مارجريت له ، لم يعد لبلاده مباشرة ولكنه ظل فترة فى
الإمارات الصليبية فى الشام يحاول حث الجهود لإعادة الانقضاض على مصر ،
ولكن الهزيمة كانت فادحة على
يد شجرة الدر وتوران شاهد ومماليك الصالح نجم الدين أيوب .
بعد عشرين عاماً من الحملة تلك
لم يتوقف لويس أثناءها عن حلم جهاده واستعادة بيت المقدس ،
انزعج لويس من الأحداث التي
جرت في سوريا، حيث كان السلطان المملوكي بيبرس يهاجم بقايا الممالك الصليبية.
واستغل بيبرس فرصة أن التحريض على الحرب بين مدن فينيسيا وجنوه ضد بعضها البعض بين
الأعوام 1256 و 1260 قد أرهقت الموانئ السورية التي كانت المدينتان تسيطران عليها.
وبحلول 1265 كان بيبرس قد سيطر على الناصرة وحيفا وطورون وأرسوف.نزل هيو الثالث
القبرصي، الملك الاسمي لمملكة القدس اللاتينية في عكا لحمايتها، بينما تحرك بيبرس
شمالا حتى وصل أرمن كيليكيا (مملكة أرمينيا الصغرى)، والتي كانت في ذلك الوقت تحت
الحكم المغولي.
قادت هذه الأحداث لويس للدعوة
لحملة جديدة عام 1267، بالرغم من قلة الدعم في ذلك الوقت؛ إلا أن جين جونفيلييه،
المؤرخ الذي رافق لويس في الحملة السابعة رفض مرافقته. واستطاع أخ لويس تشارلز من
آنيو إقناع لويس بأن يهاجم تونس اولا، بحيث أن ذلك سيعطيه قاعدة قوية ليبدأ الهجوم
على مصر.
حملة لويس على تونس تمثل ،
قاعدة الاستعمار للانقضاض على القلب بكسر الجناحين ،
وحين تم تأمين القوس الشرقى
والشام تحت ضربات المماليك العظام ، كانت تونس نقطة الوثوب التالية من الغرب
للتطويق والانقضاض .
فشلت حملة لويس على تونس بسبب
الطاعون ويقال الكوليرا والذى راح هو أيضا ضحية له،
وبينما كان الملك الظاهر بيبرس
يعد حملة لدعم حاكم تونس ومجابهة لويس جاءت الأنباء بهلاكه بالوباء .
انسحب جيش لويس والذي قاده أخوه
من بعده بعد أن نال امتيازات تجارية ، من حاكم تونس .
0 تعليقات