قراءة جديدة فى قصة سنوحى

قراءة جديدة فى قصة سنوحى

د.أحمد دبيان

سنوحى أو سانهيت

طبيب مصري قديم كان قوة مصر الناعمة وقتها بمقياس التقدم الطبي العلمي في إطار عصره، كان مقربا من فرعون، وشاء حظه العاثر أن يستمع لمؤامرة عن انقلاب قصر يتم تحضيره للإطاحة بالفرعون، ولان القوة العسكرية الغاشمة لا تستطيع التمييز بين أسباب التقدم العلمي، وعقيدة الوثوب إلى الكرسي، خشى التنكيل والقمع المحتمل ظنا انه قد انكشف ففر، ذهب إلى الشام بمحصوله العلمي الذي نهله فى مصر ولم تحافظ عليه الأنظمة المتتابعة، عمل نطاسيا فى الشام يطبب المرضى برسالة الطب العالمية ، منحته بلاد الاغتراب المال ولكفاءته تم اختياره طبيبا خاصا للحاكم ، كانت مصر فى منحنى من منحنيات ضعفها المتكرر عبر التاريخ ، وكانت تكنولوجيا تصنيع السلاح بالمعادن قد تطورت وبقيت مصر فى تخلفها التكنولوجي المصاحب دوما لضعفها ، كان حاكم الشام يعد العدة لجيش لغزو مصر ، وشاء القدر أن يمرض مرضا عضالا فطببه سنوحى ، وطلب المكافأة سيفا معدنيا بعث به للحاكم فى مصر ليعد اسلحة ودروعا تستطيع مجابهة التفوق التكنولوجي بدلا من السيوف الخشبية، استطاع الفرعون فى فلسفة اللحظة الأخيرة التي أدمنتها مصر عبر تاريخها دحر العدوان و طلب سنوحى العودة ليكتشف أن دخله الشهري اقل من متوسط دخل الطبيب فى بلاد بنت .

كان الزمن زمن طرد الكفاءات العلمية، هاجر الآلاف من أمثال سنوحى ارض منف يطببون الإنسانية فى أنحاء العالم ، انتهى الأمر للنتيجة المحتمة، نضب الأطباء من ارض طيبة وصار العجز مخيفا وانتهى لفشل صارخ فى المنظومة الصحية.

حاول كبير الوزراء أن يهدد الأطباء بالفصل من بيمارستانات أمون ، فكانت الاستقالات الجماعية، اجتمع كبير الوزراء مع كبير الكهنة محاولين وضع اطر لحل المشكلة فتفتقت قريحة العبقرية التي أدمنت رتق الثوب دون محاولة نسج وتطريز ثوب جديد على التعجيل بتخريج دفعات جديدة قبل الأوان من بيمارستانات طيبة ومنف واون الخاصة والحكومية .....

عاش سنوحى فى شيخوخته ليصاب بارتجاف اذينى وأصابه يوما ما الم بالبطن ليجئ طبيب من خريجي مدرسة منف الخاصة فيشخصه كإضراب فى القولون جراء أكل الشطة التى كان يحبها سنوحى وامتنع عن أكلها منذ ثلاثين عاما ، بينما كان أوعية الأمعاء الدقيقة تكافح قصورا شديدا فى إمداد الأمعاء بالدم .

مات سنوحى جراء التسمم المصاحب لغرغرينا الأمعاء، وذهب الطبيب الحديث خريج مدارس اون الطبية الخاصة يفحص مريضا آخر و ليساهم فى تنظيم النسل الموازى فى ارض منف المنكوبة .