آخر الأخبار

اليعقوبى كيف نؤسس للسلم العام حتى يتمكن الصالح المختار

اليعقوبى كيف نؤسس للسلم العام
حتى يتمكن الصالح المختار
دروس من خطبة عيد الفطر




محمود جابر

أقام المرجع الدينى سماحة الشيخ محمد اليعقوبى " دام ظله" صلاة العيد بمكتبه بالنجف الأشرف يوم 5 /6/2019م، الموافق غرة شوال 1440هـ، وتضمنت الخطبة الأولى يوم الفتوة فى الإسلام ومواصفاتها فى القرآن والروايات النبوية الشريف، وفى خطبة سماحته الثانية تناول الأية الشريف قول الله تعالى (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) المائدة ...
وهذه الآية التى تنولها سماحته بالشرح فى خطبته الشريفة، والتى تؤسس للمجتمع المؤمن الرسالى فى مرحلة دقيقة من مرحلة الواقع العربى والإسلامي وكيف نحتاج أن نكون عند حدود تعاليم الله تعالى وأمره فى أن نؤسس السلام ومجتمع السلام لا يقوم على الظن، ولا يقوم على الاستباق فى العقوبة، ولا يقوم على استخدام نفس الطريقة التى يستخدمها الخصم، لان هذا الخصم ليس هو القدوة التى نحاكى فعلها، ولان هذا الخصم هو من بنى جلدتنا وممن يشهد بالشهادة ويقيم الصلاة، وعليه فإن التعالم معهم يحتاج إلى كيفية أخرى ....
فالرواية الشريفة عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال أربع:
-        من جار يؤذيه.
-         وشيطان يغويه.
-         ومنافق يقفو أثره.
-         ومؤمن يحسده.
فالحديث الشريف يتحدث عن جار وهو بكل تأكيد جار مسلم – غالبا- أو غير مسلم وله حقوق الجوار التى أمرنا الشارع الشريف بها وبالتالي لا يجب تحمل آذاه والصبر عليه حتى يقضى الله أمره.
ومنافق وهذا المنافق يقينا هو مسلم يصوم ويصلى ويفعل كل الأفعال الظاهرة للشعائر الإسلام، ورد أذاه ربما يفتح الباب الفتنة فى المجتمع ويشمت الأعداء ويفسخ المجتمع وهذا ما يريده الأعداء ويخطط له بمعاونة هذا المنافق، وتمكينهم من هذا الهدف هو عون له..
ومؤمن يحسده والحسد كالنار لا تبقى ولا تذر، وتبدأ دائما بشرارة وتنتهي بكارثة وموت وخراب ودمار، ومع هذا فالمؤمن الرسالى عليه أن يصبر ويصد أذى هؤلاء بعقل وحكمة ورشد وتقي ولا يفعل فعلهم فى كف أذاهم لأنه قدوة لهم وهم ليسوا مثله ولا قدوة له .
اليعقوبى ومن خلال الخطبة الثانية التي لا تبعد كثيرا على الخطبة الأولى " الفتوة" فالمؤمن مطالب أن يكون قدوته (على) الـ ( الفتى) فى القرآن وهو مثال القوة والإيمان والعلم والمعرفة وكل ما يجعل المؤمن فى رفعة ومنعة من عدوة، ومع تحليه من هذه القوة فإنه يكف يده عن الأذى حتى لمن تآمروا عليه وحسدوه وتربصوا به وصوبوا سهامهم نحوه بالأذى هو متمسك بقول الله تعالى (  لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين) المائدة 28.
فخشية الله تعالى هي الحد الفاصل بين الرغبة فى الانتقام وبين كفى الأذى ...
وربما حديث سماحته كاشف ومفسر لواقع يعيشه المؤمنون فى العراق خاصة وفى أماكن كثيرة عامة، حال يعيشه هو نفسه، فالأذى والقتل والتربص والإيذاء ومحاولة القتل من جانب الأخ لأخيه دافعها هو الحسد والحسد فى الولاية وما خص الله به عبد المؤمن فكل من يحاول أن يصوب سهام تسقيطه للوصي – قديما وحديثا – أنما هو حسدا تلك النار التى تأكل حشاش الحاسد ويريد أن تزول النعمة عن المحسود فإن بادر المحسود بالأذى زالت النعمة والوصية وإن صبر وغفر ورد بالتى هى أحسن فإن بعد العسر يسر وإن بعد البلاء تمكين واستخلاف ولكن كل هذا لا يكون لا بحقه ....
وفى النهاية كل ما يمكن أن نستخلصه فى تلك القراءة السريعة والعاجلة لخطاب سماحته يمكن أن نجعله فى تلك النقاط :
-        الناس فريقان 1- مختار ، 2- وغير مختار وهم أخوين يعنى ينتمون إلى نفس الفريق ونفس الجماعة .
-        غير المختار حتما يحسد المختار ويحاول أن يزيل عنه تلك النعمة
-        الصبر مع القوة هو الثبات
-        لابد للمختار أن يجمع كل عوامل القوة حتى يتحمل كل ألوان البلاء
-        اذا صبر العبد المختار على البلاء من القريب ومن نفس الفريق حتما فإن الله ناصره ..



إرسال تعليق

0 تعليقات