جورج عبدالله النبيذ المعتق
هادي جلو مرعي
دخل المناضل جورج إبراهيم
عبدالله السجن دفاعا عن القضية الفلسطينية منذ 35 عاما وفي 24 تشرين أول 1984 واستمر
مقاوما داخل سجنه الفرنسي بضغط صهيوأمريكي، ولايسمح بإطلاق سراحه برغم تزايد أعداد
المساندين له والمدافعين عنه في لبنان وفرنسا وبلدان أخرى، والمثير إن عبدالله
يرفض التراجع، أو الاستسلام، أو التخلي عن مبادئه الثورية منذ كان في لبنان وحتى
اللحظة.
أستعير وصف النبيذ المعتق الذي
أطلقته فيوليت داغر على جورج لأشير إلى أن بقاءه في السجن الفرنسي كل هذه المدة
جعله أكثر تأثيرا.فالمناضلون الثوريون والصحفيون والشعراء أكثر قدرة على التأثير
والإلهام عندما يسجنون، أو يقتلون كما في قصة يوسف والحسين وجيفارا وعبدالله
أوجلان وغيرهم من شخصيات ملهمة للبشرية مع التقدير لمستوى ووجود كل شخصية وطبيعتها
الزمانية والمكانية والعقائدية.
مشكلة جورج إبراهيم عبدالله
إنه مناضل، ولكنه مناضل ثوري رفض أن يتخلى عن فكرة، وتم سجنه في مدينة فرنسية
بعيدا عن العاصمة باريس، وهو ينتظر منذ 35 عاما قرارا بالإفراج عنه فقد دخل السجن
وكان شابا وكانت لحيته السوداء تحمل رمزية متفردة بقيت ولم تتغير برغم تحول لون
شعر تلك اللحية إلى الأبيض الثلجي، والأكيد أن الشرطي الذي أقتاده أول مرة تغير
لعدة مرات، بينما توفي المحامي المدافع عنه، وهو برغم ذلك مصر على موقفه سعيد في
سره فلم يبق من العمر مايستحق التضحية بالمبادئ لأجله مع أن المبادئ الحقيقية
تستحق التضحية بالعمر في أوله وآخره لافرق.
الحكومة اللبنانية تتحرك
أخيرا، وتحاول أن تفعل شيئا، وهي مصرة على إحداث اختراق في قضيته، وربما إنتهاز
الفرصة الذهبية المتمثلة بزيارة الرئيس مانويل ماكرون الى بيروت في فبراير المقبل لاستصدار
قرار بإطلاق سراحه بعد أن كانت السلطات الفرنسية أمرت بإطلاق سراح مشروط بالترحيل
عام 2013 لكن الضغوط الإسرائيلية الأمريكية حالت دون ذلك.
أعتقل جورج عام 1984 في ليون
بتهمة عدم حيازته أوراق ثبوتية، والحقيقة إنه متهم بتشكيل فرق ثورية لبنانية لدعم
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد تعرض لإصابة أثناء المواجهة مع جيش العدو
الصهيوني.
0 تعليقات