آخر الأخبار

الحلقة الأولى: وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق يتحدث عن أسباب الهزيمة والدروس المستفادة



الحلقة الأولى: وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق يتحدث عن أسباب الهزيمة والدروس المستفادة








يصادف هذا الأسبوع الذكرى الـ52 للحرب العربية-الإسرائيلية. ففي يونيو/حزيران 1967، قامت إسرائيل باحتلال كامل الأراضي الفلسطينية، وجزءاً من أراضي الدول العربية المجاورة.


وجاء ذلك بعد أن شنّت إسرائيل هجوماً على مصر، والأردن، وسوريا، تمكنت بعده من احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، وقطاع غزة، والضفة الغربية من الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السورية.


وفي هذا الصدد، تنشر “رسالة النيل” حلقات يومية على امتداد أسبوع عن هذه الحرب تستهلها بحديث مع اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، الذي كان مسؤولاً عن ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية من بعد “النكسة” حتى محادثات “كامب ديفيد”. حيث يتحدث عن أسباب الهزيمة الرئيسية والدروس المستفادة منها.


يرى اللواء رشاد ان أحد الدروس المستفادة من هذه الحرب هو قصور قاعدة المعلومات عن العدو. فقد أدى ذلك إلى دخول القوات المسلحة في معركة غير متكافئة، مما أدى إلى الهزيمة في هذه الحرب.


ويوضح اللواء رشاد في حديثه: لا يوجد جيش يعمل دون قاعدة معلومات. حيث يتم وضع خطة إدارة المعركة على أساس هذه القاعدة، حيث أن أول بند في أمر القتال هو المعلومات عن العدو.


ويقول: لو كانت القيادة السياسية لديها قاعدة معلومات حقيقية، ما كانت قد دفعت بالقوات المسلحة بالدخول في معركة غير متكافئة مع العدو.


ويضيف ان منظومة المعلومات في الدولة متعددة، إلا أنها تتجمع في النهاية وتؤدي بكل المعلومات التي تمتلكها إلى حيّز العمليات، ويتم وضع الخطة بناء على ذلك. وبالتالي، لا يمكن تحديد فرداً واحداً مسؤولا عن الهزيمة في هذه الحرب، فالمنظومة هي المسؤولة عن تقدير الموقف. وقد كان هناك قصور شديد في هذا الجانب، بالإضافة إلى عدم جاهزية أو فنية العاملين في هذا المجال.


ويلفت إلى أنه في يوم 5 يونيو، الساعة التاسعة صباحاً، قامت إسرائيل بتوجيه الضربة، وهاجمت كل المطارات في وقت واحد. وقد كان الإقتراب من المطارات المصرية من جهة الغرب وليس الشرق، علماً بأن خطة الجيش المصري التي كانت موضوعة اعتبرت ان الطيران الإسرائيلي سيهاجم من الشرق.


ويتحدث اللواء رشاد على المعارك الميدانية، فيقول: لقد كان هناك عدم تكامل في القيادة، وبالتالي، حدث تضارب في الإجراءات. وعندما تكون القوات المتواجدة في سيناء مكشوفة دون غطاء جوي، يصبح الأمر خارج السيطرة. وعندما حدث ذلك، لم تتم إدارة المساحات بشكل متقن.


ويشير إلى أن مساحة سيناء هي نحو 61 ألف كيلومتراً. وبالتالي، فإنه عندما يبدأ الجندي المصري، أو أي جندي، يحارب بهذه المساحة في صحراء دون توفر غطاء جوي، فإن ذلك وحده سيؤدي إلى خفض الروح المعنوية لأي قوات عاملة في هذا المجال.


ويضيف ان الضغط الإسرائيلي على القوات المصرية كان من على كل المحاور، لكن مجهوده الرئيسي كان في المحور الشمالي، وذلك على النقيض مما كانت تتصور القيادة المصرية، أن المجهود الرئيسي سيبقى على المحور الأوسط.


ويؤكد أن حرب أكتوبر 1973 بدأت أساساً في قاعدة المعلومات التي كان اللواء رشاد مسؤولاً عن بناءها عقب “النكسة”. فعندما بدأ وضع ثوابت الموقف العسكري الإسرائيلي، تبيّن من قاعدة المعلومات التي تم جمعها، ان هناك سلبيات كثيرة جداً في الموقف المصري لا بد من معالجتها. حيث كشفت قاعدة المعلومات أموراً كثيرة منها ان القوات الجوية الإسرائيلية هي القوّة الرئيسية الضاربة للقوات المسلحة الإسرائيلية.


ويشير إلى أن القوات المسلحة الإسرائيلية تملك كمية من الدبابات تستطيع من خلالها ان تقوم بعمليات إختراق بعيدة المدى. وبالتالي، كان لزاماً على مصر أن تقوم ببناء قاعدة معلومات بوضع أسس جديدة للتعامل مع الجيش الإسرائيلي عقب “النكسة”.


وينوّه إلى أن نتيجة التفوق الجوي الإسرائيلي، الذي لا يمكن أن الوصول إليه أو معادلته – لأن إسرائيل في ذلك الوقت كانت تحقق السيادة الجوية على كل الدول العربية مجتمعة – لم يكن هناك بديلاً سوى البحث عن سلاح دفاع للحد من إمكانيات القوات الجوية الإسرائيلية.


ويواصل: بالتالي، تواصينا أن يبقى لدينا نظام دفاعي قوي يستطيع أن يحد من قدرات القوات الجوية الإسرائيلية، فهذا الأساس في أي معركة.


ويضيف انه لأجل ذلك، قَبل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر مبادرة روجرز، إذ كانت أساساً لأجل بناء حائط الصواريخ. وقامت حوالي 84 شركة مدنية ببناء قاعدة الصواريخ، التي ساهمت في حماية سماء مصر لاحقاً.


وختم حديثه بالقول: عندما وجدنا مدرعات الجيش الإسرائيلي قوية جداً، قمنا بإنشاء وحدات صواريخ، قصيرة المدى، دُفعت مع الموجات الأولى للهجوم، مما حقق خسائر كبيرة جدًا في القوات المدرعة الإسرائيلية، وهذا كله ساهم في تحقيق انجاز حرب 1973 لاحقاً.


إرسال تعليق

0 تعليقات