مبررات التخلف
د. محمد ابراهيم بسيوني
قال تعالى (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
. صدق الله العظيم.
هناك بعض المعتقدات الخاطئة للشعب المصري وهي من
أسباب تخلفه في بعض الأحيان. المعتقد الخطأ هو مصطلح يصف حاله يُرى فيها الواقع
بشكل مختلف عما يراه العلماء. أولها أن السماء ستمطر ذهب. السماء لا تسقط ذهبا ولا
فضة إلا أن العقل المصري دائما يتوقع مفاجآت سارة بلا سبب منطقي كأن يتحسن
الاقتصاد فجأة أو يفوز منتخب الكرة بكأس العالم دون إعداد أو أن يتغير وجه الحياة
بدون عمل جاد.
المعتقد الثاني إن العالم يتربص بنا. نعم الجميع
يتربص بالجميع فلا يزال قانون الغاب يحكم العالم والقوي يأكل الضعيف أي لا توجد
مؤامرة خصيصا من أجلنا، ليس هناك جهات خفية تصنع الخوارق لمحاربتك لكنه عذر يمنعك
من رؤية عيوبك لتعالجها. والسبب لذلك حالة إنكار مزمن لأسباب التخلف والضعف.
المعتقد الثالث أيامنا الحلوة كانت كل ما فات، ولو
عدنا إلى ماضينا لتغيرت الدنيا إلى الأفضل. تسيطر هذه الفكرة علي البعض فتحجب
المستقبل وتفسد الحاضر والحقيقة أن جمال الماضي مجرد وهم تقضي عليه أي قراءة ولو
سطحية للتاريخ. والسبب لذلك الجهل بحقائق التاريخ وعملية التزييف الواسعة للتراث.
المعتقد الرابع من يقول إن وضعنا في مصر مختلف لأن
لدينا خصوصية وما يصلح في العالم شرقا وغربا لا يصلح لدينا. والحقيقة أن التجربة الإنسانية
واحدة وان اختلفت ملامحها، وأن عناصر التقدم واحدة في العالم، وأن اعتمادها لا
يعني نسخها حرفيا. والسبب لهذا المعتقد للحفاظ على المنظومات السياسية والاجتماعية
كما هي.
المعتقد الخامس وهو قول البعض إن الكفتان متساويتان.
الغرب متقدم ماديا ونحن متقدمون أخلاقيا، والحقيقة أن التقدم الأخلاقي غير وارد مع
شيوع الكذب والنفاق و التدليس إلا إذا كان المقصود بالأخلاق هو ملابس النساء وهذا
أمر آخر. والسبب لذلك محاولة تبرير التخلف بإيجاد بديل آخر يصعب قياسه بالأرقام.
0 تعليقات