آخر الأخبار

مندريس شبح يطارد أردغان



مندريس شبح يطارد أردغان 






كتب : عمرو صابح


عدنان مندريس سياسي تركي تولى رئاسة وزراء تركيا فى الفترة من 1950 حتى 1960.
يمثل عدنان مندريس النسخة الأولى من أردوغان ، كان مثله تاجر دين لعب على وتر العواطف الدينية للأتراك ،وفى نفس الوقت أطلق حرية زراعة المخدرات فى تركيا لذا بلغت شعبيته الذروة بين الفلاحين .

كان مندريس يكن أشد مشاعر الكراهية للعرب ، وكان شريكاً فى كل المؤامرات ضدهم من حلف بغداد إلى توطيد العلاقات مع إسرائيل ، وكان موقفه معادياً لمصر ومؤيداً لقوى العدوان فى حرب 1956 ، وبعد حرب 1956 كان يجهز لغزو سوريا فى عام 1957 ولم يفسد خططه سوى إرسال عبد الناصر لقوات من الجيش المصري لحماية سوريا.

أصيب مندريس بصدمة بالغة عند نجاح الوحدة المصرية السورية ، وقيام الجمهورية العربية المتحدة فى عام 1958، فقد أصبح جمال عبد الناصر جاراً له على الحدود السورية التركية ، كما تضاعفت مصائبه عند اندلاع الثورة العراقية فى 14 يوليو 1958 ، فقد نسفت الثورة حلف بغداد بل ونقل الثوار العراقيون كل ملفات و وثائق الحلف لعدوه اللدود جمال عبد الناصر.
فى عهد مندريس انضمت تركيا لحلف الناتو ، وكانت سياساته الاقتصادية فى الزراعة والصناعة رأسمالية متطرفة.

فى 27 مايو 1960 قاد الجنرال جمال جورسيل انقلاباً عسكرياً على مندريس وألقى القبض عليه مع رئيس الجمهورية التركية جلال بايار ، وقدمهما للمحاكمة .
اتهم قادة الانقلاب مندريس بالتسبب فى إفلاس الخزانة التركية وعجز تركيا عن سداد ديونها ، وزيادة الأسعار بصورة جنونية أفقرت غالبية مواطنى تركيا ، والانقلاب على مبادئ وأفكار الجمهورية الكمالية.
صدر حكم المحكمة بإعدام بايار ومندريس ، ولكن خفف الحكم عن بايار بينما نفذ حكم الإعدام فى عدنان مندريس مندريس فى 17 سبتمبر 1960.

لا تغادر جثة مندريس التى تتأرجح من أنشوطة المشنقة ذهن أردوغان أبداً ، فهو يخشى خروج جنرال تركى جديد للاطاحة بحكمه متأثراً بجمال جورسيل ، وقد تحول الموضوع عنده إلى ما يشبه الهوس رغم احتكاره للسلطة بتركيا منذ 16 سنة وتغييره لنظامها السياسي ليصبح رئاسياً لمصلحة استمرار حكمه ، سارع أردوغان فور الإعلان عن وفاة محمد مرسي للتصريح بإنه لا يخشى مصير مرسي ، وان هناك من يهدده بنفس المصير!!

من الطرائف ان الجنرال جمال جورسيل كان معجباً بجمال عبد الناصر تقريباً كضابط انقلابي مثله ، لأن فى عهد جورسيل الذى تولى الرئاسة بعد الاطاحة بحكم بايار ومندريس ، قدم وزير الخارجية التركى ملف أعدته الخارجية التركية بعنوان "تصفية عبد الناصر" لاجتماع حلف الناتو فى عام 1964 ، وفي الملف سرد الأتراك المشاكل التى يسببها نظام جمال عبد الناصر لمصالح حلف الناتو ، ومخاطر استمرار بقاء هذا النظام ، وكانت التوصية التركية انه لابد من الخلاص من نظام عبد الناصر قبل نهاية سنة 1970 ، والمدهش ان عبد الناصر هُزم سنة 1967 ومات فى 28 سبتمبر 1970.

تاريخ الأتراك معنا مجلل بالسواد منذ الغزو العثمانى حتى أردوغان.




إرسال تعليق

0 تعليقات