آخر الأخبار

(الحلقة الثانية) طبيعة الكيان الصهيوني


(الحلقة الثانية)  طبيعة الكيان الصهيوني

رؤية منهجية






صالح عوض عوض

أي مشروع هذا؟
أي فكرة تلك؟
في أي رحم تولدت؟؟ في أية مرحلة تاريخية؟
يهود أم مشروع استعماري غربي؟ الوظيفة مجددا؟

بداية نحن نفرق تماما بين اليهود والمشروع الصهيوني
نحن نعتبر المشروع الصهيوني أداة استعمارية امبريالية.
وان هناك تكتلات يهودية في أكثر من مكان لاعلاقة لها بالمشروع الصهيوني
صحيح هناك تكتلات يهودية في الكيان الصهيوني لكن الكيان يشتغل لتحقيق وظيفة استعمارية امبريالية لتفسيخ المنطقة وتخريبها وحرمانها من النهضة..كما أن هناك أدوات أخرى بتكتلات دينية أو عرقية أخرى تقوم بوظائف تكميلية لوظيفة الكيان الصهيوني إنفاذا للمشروع الاستعماري الامبريالي
إن المعركة لاتستهدف فلسطين وحدها فهنا فقط نقطة الارتكاز إنما الوظيفة تشمل كل المنطقة وطوق المنطقة..
ينبغي قراءة المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني ليس من خلال الوثائق والبيانات والدراسات الأكاديمية الوفيرة والمتواجدة في بطون المكتبات فقط.. لان ذلك كله يخضع للفلترة والتوجيه والتنميط..إنما يجب أن يدرس المشروع والكيان من خلال استبصار للمعركة الكبيرة الدائرة بين الاستعمار بأدواته كلها والأمة والى أية مرحل وصلت؟. هنا سنكتشف علاقة الكيان بالاستعمار وتطور مشروعه ونضع كل شيء في مكانه بلا تضخييم..
لقد كانت صدمة كثير من اليهود العرب الذين جلبوا بطرق مختلفة من بلدانهم العربية العراق والمغرب ومصر مست عميق تكوينهم النفسي ولاقت الرفض التلقائي ومورست عليهم عمليات الميز العنصري في كيان ليس من هدف وغاية له إلا العدوان على المنطقة ولايمتلك رؤية إنسانية للتجمع الصهيوني الأمر الذي صرخ به قيادات اجتماعية وسياسية كبيرة عندما أعلنوا فشلهم في صياغة شخصية صهيونية إسرائيلية..
إن اخطر ما واجهنا ليس قلة المعلومات بل غياب المنهج في فهم المعلومات وسياقها ووضع الأشياء والأفكار والأشخاص في مواضعهم الحقيقية.. ولقد أدار الاستعمار لعبة المعرفة بإتقان عندما حاول الفصل بينه وبين المشروع الصهيوني والكيان الصهيوني علنيا لكي يتفرغ في الدفاع عنه وعن حقوقه في الحياة فلقد كان من الصعب توفير الدعاية اللازمة لهذه الأداة الاستعمارية لو بقيت علنا برابطها الحقيقي مع الاستعمار كما كان من قبل مع دولة بيت المقدس..وهنا أصابت اللعنة العقل العربي عندما قبل بهذه اللعبة المتاهة.. فأصبح يتعامل مع الكيان الصهيوني ليس على اعتبار حقيقته وطبيعته ووظيفته الاستعمارية إنما بمعزل عن الاستعمار الذي جاء مجددا بأشكال مختلفة ليفرض علينا صيغا للتسوية والسلام مع أداته المركزية وأدخلنا التيه والفراغ لتضييع أعمارنا وتشتيت أفكارنا واخذ الوقت والفرصة كاملة لنهبنا وتدمير احتمالات النهوض لدينا.
المعركة مفتوحة منذ عدة قرون لم تتوقف بين الاستعمار الغربي بأشكاله العديدة وامتنا العربية واستخدم الاستعمار فيها أداوت كثيرة وكان أكثرها شراسة الكيان الصهيوني والذي كان تتويجا الأداة الإستراتيجية في حربه علينا..
ولقد شغلت الدوائر الاستعمارية وطبقات المستشرقين الاستعماريين من اجل إيجاد الفكرة الصهيونية لبناء قاعدة بشرية غريبة في القلب من امتنا ومن الواضح تماما ان هذه الفكرة لم تكن دينية إنما هي من مطبخ الاستعمار وقادها علمانيون لايؤمنون بشيء إلا بانجاز مهمة استعمارية.. وزودت مخابر الاستشراف الحركة الصهيونية بالمقولات والأفكار التي استخدمتها في تحشيد اليهود والدعاية الدينية إلا أن المشروع الصهيوني ظل مشروعا معزولا لم يستطع كسب كل يهود العالم وهو بعد عشرات السنين يقترب من الخواء المعنوي والدفع الإيديولوجي بعد أن أصبح الكيان الصهيوني ينوء تحت أعباء عنصريته وتمرده على الأعراف الدولية والقوانين المتعامل بها.
إعادة الرؤية والنظر ينبغي أن تحررنا من قوالب تقليدية ومقولات متيبسة.. لكي نسير في اتجاه الكفاح الإنساني الحقيقي في مواجهة العنصرية والجريمة المنظمة.



إرسال تعليق

0 تعليقات