آخر الأخبار

الـولايـة






الـولايـة






صالح الوردانى


سعت العديد من المؤسسات والجهات الشيعية لاستقطابي ومحاولة استثماري..
وكان شرطي الوحيد للتعاون معهم هو خدمة أهل البيت لا المذاهب والأشخاص..
وقد تسبب هذا الشرط في فساد علاقتي بهذه الجهات والمؤسسات..
ومنذ سنوات أصدرت مجلة باسم أهل البيت في مصر..
وهوجمت هذه المجلة من الأزهر والسلفيين الوهابيين..
إلا أنهم لم ينالوا منها ولم يتمكنوا من إيقافها..
والذين نالوا منها وأوقفوها هم الشيعة..
ومنذ سنوات طويلة والمؤسسات والعتبات تسمع في الكثير من الأقوال المغرضة من خصومي والمتربصين بى دون أن يتحرك أحد ليسمع مني..
وهو مما أكد لي أن القوم لا يرون بل يسمعون..
وأنهم لا يعبرون عن أهل البيت ولا يمثلون خلقهم..
ومن الطريف أن أذكر هنا أن جهات قبلت في شهادة بائع دجاج أمي وهو تكفيري سابق متشيع على طريقتهم ومقرب منهم..
أقول هذا الكلام لهؤلاء الذين صدموا بكلمتي في الولاية وأولوها على طريقتهم..
لا ينكر أحد قيمة أهل البيت ومكانتهم ولا ولايتهم..
ولكن ماننكره هى تلك الصورة التي يعلنها الشيعة عنهم..
قال سبحانه: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسولُهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُمْ رَكِعُونَ. وَ مَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسولَهُ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْب اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُون)المائدة/56:55
وقد بين هذا النص بوضوح أن الولاية لله أولاً ولرسوله ثانياً والذين آمنوا ثالثاً..
فهى ولاية شمولية مرتبطة بالله ورسوله..
وبالطبع ليس المقصود بالذين آمنوا هم كل من حول الرسول (ص) وإنما الفئة المجتباة المنتقاة ..
وهى فئة تواكب حركة الأديان وتنتخب من قبل الرسول(ص)..
وهم الأصفياء..
وفي دائرة الإسلام تم تحديدها في أهل البيت..
فلا قيمة لأهل البيت من غير الرسول(ص)..
وهم يستمدون شرعيتهم منه..
ولأجل ذلك نسبوا إلى بيته فسموا أهل البيت..
من هنا لا يجوز لهم أن يعلوا على الرسول صاحب الشرعية..
وأن تكون الولاية خاصة بهم وحدهم..
كذلك يتبين لنا من قوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)النساء/59
أن طاعة أولي الأمر هنا ليست طاعة منفردة أو مستقلة، وإنما هى طاعة شمولية ترتبط بطاعة الله ورسوله..
واعتبر أهل السنة أن المقصود بأولي الأمر هنا هم الحكام ، وبالتالي أضفوا القداسة عليهم ، وعدوا طاعتهم امتداد لطاعة الله ورسوله..
وهم هنا تبنوا الطاعة الشمولية بالظاهر فقط..
وما تبنوه حقيقة هو تقديس الحاكم فقط على أساس روايات تتناقض مع طاعة الله ورسوله..
أما الشيعة فقد اعتبروا أن المقصود بأولي الأمر هم أهل البيت..
واعتبروا أن طاعتهم واجبة باعتبارها امتداد لطاعة الله والرسول..
ولا إشكال في هذا التصور..
لكنهم وقعوا في نفس مأزق السنة وهو تبنى طاعة أهل البيت وولايتهم على أسس روايات تتناقض مع طاعة الله ورسوله..
وتحت تأثير الروايات والى أهل السنة الحكام بمعزل عن الله ورسوله..
ووالى الشيعة أهل البيت بمعزل عن الله ورسوله..
وكانت النتيجة عند السنة هى الغلو في الحكام والخروج بهم عن دورهم وطبيعتهم..
وكانت النتيجة عند الشيعة هى الغلو في أهل البيت والخروج بهم عن دورهم وطبيعتهم..
والتبري يجب أن يكون من أعداء الله والرسول أساساً..
لا من أعداء أهل البيت خاصة..
وخصوم أهل البيت مجرد أشخاص انتهى أمرهم وأصبحوا في ذمة التأريخ..
ولم يأت على لسان الإمام علي تكفير أبوبكر أو عمر أو عائشة أو حتى الخوارج..
وهذه هى الإشكالية الرئيسة في المذهب الشيعي التي توطنت روح العدواة والطائفية في طرحه..
والأديان في حقيقتها تُأصل في أتباعها روح العدل والتسامح لا اللعن والسبب..
وهو ما التزم به أهل البيت وتعايشوا على أساسه مع خصومهم..
أما المذاهب فتُأصل في أتباعها روح العدواة والكراهية..
والولاية التكوينية هى خاصية لله وحده ولا تجوز حتى للرسول (ص)..






إرسال تعليق

0 تعليقات