آخر الأخبار

الاصطباحة .. " فستك" أم " استروكس"؟!!




الاصطباحة .. " فستك" أم " استروكس"؟!!





د. محمد ابراهيم بسيوني

تبدأ رحلة البحث اليومية لمئات من الشباب في القاهرة صباحا عن "الاصطباحة". والاصطباحة باختصار هي سيجارة الحشيش. يجري أحد الشباب مكالمة سريعة مع الديلر، أي الموزع الذي يتعامل معه، فيحضر له طلبه كل يوم أينما يريد داخل محيط توزيعه. يفاجأ الشاب بالديلر يخبره أن هناك نقصاً شديداً في مخدر الحشيش، والنوع المتوفر "فستك" أي مغشوش. لكن الديلر لا يترك الزبون كثيراً لحيرته فيعرض عليه نوعاً آخر من المخدرات، أغلى قليلاً لكن مفعوله أقوى، اسمه الشعبي المنتشر بين مروجيه ومتعاطيه "استروكس".

‏يقول أحد متعاطي هذا المخدر، "هناك نوعان من الإستروكس، الأخضر وهو عبارة عن نبات البردقوش تضاف إليه المادة الفعالة عن طريق رشه.

والنوع الثاني تبغ غولدن فيرجينيا، يُضاف إليه المخدر بالطريقة نفسها".

"لا تسمى سيجارة الإستروكس بكلمة "جوب" كالحشيش، إنما تسمى "إسبلف"، والإسبلفين أو السيجارتين بـ ٥٠ جنيهاً، بما يعادل ٨ أنفاس للسيجارة الواحدة".

ويؤكد احد الشاب أنه من السهل أن تنقطع عن هذا المخدر عندما لا يكون متوفراً، لكن ما دام لديك الإمكانية بأن تصل إليه، تبقى مدمناً عليه.

وعن أعراضه، يحكي : "منذ النفس الثاني تقل الرؤية وتصبح مزدوجة، وينعدم التركيز تقريباً، وإذا كانت المادة قوية، تدخل بما يشبه الحلم، ويصبح لديك رغبة ملحة بعمل أي شيء. شيء لا تستطيع تحديده، لكنه سؤال في داخلك يطاردك بعنف، والسؤال يزيد كلما مر الوقت، حتى يخطر على بالك أحد أصدقائك الذين لا يتعاطون الحشيش فتتسأل متى سيأتي، ويعود ذلك إلى بحثك عن أي شيء تطمئن إليه، فتكون في حالة انتظار لأي شخص يحادثك لتشعر معه بالأمان".


‏ويقول بحسب تجربته: "بعض الأشخاص يعانون من هلوسات سمعية وبصرية، وقد ينتابهم شعور بالموت. ومن المستحيل أن تنجز أي شيء ما دمت تحت تأثير الإستروكس، مثل القيادة أو التحدث في الهاتف. تأثيره يستمر نحو ٤٥ دقيقة، وفي اليوم التالي لتناوله، تستيقظ من النوم في حالة مزاجية سيئة يصاحبها صداع".


‏ يروي شاب آخر تجربته الأولى مع الإستروكس ويقول: "عندما تناولته دارت الدنيا بي، ولم أعرف كيف أتوقف. تخيلت أموراً كثيرة، وشعرت بأنني مت وكان والدي يغسلني، وكان معي سيجارة حشيش في جيبي خفت جداً أن يكتشفها".

أما شاب ثالث، الذي قرأ كثيراً عن هذا المخدر بسبب إصابته بحالة مرعبة إثر تناوله المخدر، فيقول: "هذا المخدر يجعل الجسم يفرز مادة تشبه التي يفرزها أثناء الموت". ويضيف: "يلعب الإستروكس على الجهاز العصبي لجسم الإنسان، ومع تكرار تناوله يتسبب في حالات اكتئاب شديدة، وخوف يجعلني دائماً أبحث عن أي شيء يوفر لي الأمان خلال تناوله مع مجموعة من الأصدقاء".

‏ ويتذكر أنه ذات مرة، بعد تناوله بضعة أنفاس من سيجارة كانت المادة الفعالة فيها قوية، انتابه ارتياب وتوجس تجاه كل من يقفون معه، وراح يبتعد ويجري بعيداً عنهم. وحين حاول أصدقاؤه الاقتراب منه شعر بالخوف أكثر، بعدما توهّم أنه لا يعرفهم وأنهم يطاردونه بقصد إيذائه.

‏ويقول أحد الديلرز الذين يبيعون الإستروكس: "عندما تم تصنيع هذا المخدر كان الغرض منه أن يعادل تأثيره تأثير نبتة القنب الهندي والماريجوانا والبانجو والحشيش، ولكن بطريقة كيميائية خالية من مواد طبيعية".

‏ وتدخل المادة الفعالة للإستروكس مصر عن طريق المعطرات العشبية Herbal essences، في صورة سائل يتم تحويله لرذاذ (سبراي)، يجري رشه على تبغ أو أي مادة عشبية كالبردقوش أو المريمية. وأبرز مناطق بيعه في القاهرة، "سهل حمزة" في الهرم، وشارع نوال في منطقة العجوزة، ومصر الجديدة، ومدينة نصر، وشارع نادي الصيد في المهندسين، وشارع الوحدة في حي أمبابة، وشارع زنين في منطقة بولاق الدكرور". تقول أخصائية الطب نفسي وعلاج الإدمان أن المخدر بدأ انتشاره في مصر منذ نحو عام ونصف العام، مؤكدةً أنها تعاملت مع عدة حالات كانت تتعاطى مخدر الإستروكس.

 وأضافت أن أعراض تأثيره تشبه أعراض الحشيش، أي اضطراب في المزاج والنوم، وأحياناً يتسبب بآلام في الجسد ورغبة شديدة في التعاطي مرة أخرى.

‏ وقال طبيب متخصص فى علاج الإدمان في أحد المستشفيات المصرية الكبرى، أنه ليس هنالك إحصاءات دقيقة عن عدد مدمني مخدر الإستروكس في مصر، لكنّه أكّد أن العدد يتزايد باضطراد من خلال ملاحظته لعدد الحالات التي تدخل المستشفى.
‏وأضاف "نحن أمام مخدر يستطيع أن يتسبب فى محو أجزاء من الذاكرة كما شاهدت مع بعض الحالات"، لافتاً إلى أن أضرار البانجو أو الحشيش لا تتعدى ١٠ % من أضرار الإستروكس، بسبب المركّب الكيميائي الذي يحتويه.

 ينتشر هذه المخدر بين الأعمار الصغيرة من ١٦ إلى ٢٨ عاماً، ولا يظهر في التحاليل التي تجريها الشرطة حالياً، لذا يقبل عليه العديد من الشباب الذين يخضعون لتحليل دوري للدم في عملهم.

وفقاً للمادة الثانية من القانون المصري رقم ١٨٢ لسنة ١٩٦٠ المعدل بالقانون رقم ١٢٢ لسنة ١٩٨٩، يحظر على أي شخص أن يجلب أو يصدر أو ينتج أو يملك أو يبيع أو يشتري مواد مخدرة أو يتبادلها. والمواد المكونة للإستروكس غير مدرجة في الجدول الملحق بهذا القانون والذي يعدّه مجلس الوزراء، ما يجعلها خارج نطاق التجريم القانوني وبالتالي لا يعاقب القانون على تداولها أو تعاطيها أو تبادلها.

عميد طب المنيا السابق



نبات يعالج الإدمان : الابيوجا العلاج السحري للإدمان



إرسال تعليق

0 تعليقات