العراق يبوح بأسراره : نافذة على كتاب أسرار من تاريخ
العراق
ستار النعماني
تناقضات التاريخ التي تحفل بها
بعض المصادر كان عائقا أمام عدد لا بأس به من الباحثين أدى إلى تبلور نوع من
القراءة المغلوطة للتاريخ قد ساهمت بشكل من الأشكال من إنتاج ثقافة لدى البعض أدت إلى
تقويض عامل مهم من عوامل تعزيز الانتماء إلى الوطن بسبب التناول والفهم الخاطئ
وعدم الاطلاع الكافي لبعض النصوص حيث قواعد العلم كما يعبر لم تكن حاضرة ومتوفرة
لدى بعض من تناول مهمة كتابة أحداث التاريخ .
إن استمرار الجغرافيا وتدفق
التاريخ حسب تعبير هيكل هي ضرورة مهمة لصمود هوية المجتمع أمام تقلبات المزاج لبعض
المؤرخين والتي تكون اغلبها مقصودة بهدف تجاهل أحداث الماضي وجعل الورثة من الأجيال
الحالية واللاحقة يجهلون ما تحفل به بلدانهم من تاريخ مشرق ساهم برسم أولى معالم
الحضارة .
من المؤلفات التي حاولت إعادة
الثقة للجيل الحالي بتاريخهم وما يحمله في صفحاته من تأصيل لمستقبل زاهر ودولة
كريمة كتاب (أسرار وخفايا من تاريخ العراق) لمؤلفه فضيلة الشيخ عبد الهادي الزيدي
والذي كان موفقا في تسليط الضوء على بعض الأحداث المغيبة المهمة في تاريخ العراق
لأسباب قد يتعلق بعضها بالسياسة والحكم أو من اجل سلب الهوية التاريخية لبلد مثل
العراق امتلك كل المقومات الفكرية والحضارية وهذه ليست المرة الأولى التي حاول بها
الزيد ي تسليط الضوء على بعض الأمور التي لم تنال الوقت الكافي للدراسة والتحليل
فكان هناك (دراسة في حياة أصحاب الإمام علي عليه السلام) .
أدرك الشيخ الزيدي ما للتاريخ
من دور مهم في حياة الإنسان وبناء شخصيته وبدأ يسطر بعض الأجوبة لكثير من
التساؤلات المطروحة وقد بين الشيخ جانب في غاية الأهمية حيث قال (إن الأحداث
الظاهرية السابقة لا تكون منسجمة مع الوقائع التي توضحت بعدها فهناك قوى تعمل
لكنها لا تريد أن تكون في المواجهة لأنها تلعب دورا خطيرا ورئيسيا في توجيه الأحداث
والنتيجة تحقيق تحقق أهدافها التي تعمل لأجلها فتدفع بمن يرتبط معها بالمصالح أو
من يخضع لإرادتها لاحتياجه لهذه القوى فالذي يظهر بالعلن ليس إلا أداة بيد القوى
الخفية ) فأراد الزيدي بهذا الرأي أن يوضح أن سياقات القراءة الاعتيادية للأحداث
غير كافية في استخلاص جوهر ما يعنيه الحدث وما يخطط له من نتيجة إذا لم يقترن
بالبحث والتحليل والتدقيق والاطلاع على سيرة من لهم المعرفة والتأثير بالتحكم في
مجريات الأمور في ذلك العصر.
ثم يعرج الكاتب إلى أساليب السلطات
في تزييف الحقائق التاريخية من خلال مؤرخي السلطة حيث المصالح والأهواء حاضرة عند
كتابة الحدث حيث التلاعب بالنصوص والأحاديث بأسلوب متناغم مع توجهات السلطة
المذهبية وخصوصا فيما يتعلق بأحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام الواردة بحق العراق
عموما ومدينة الكوفة العاصمة الإسلامية خصوصا وما فعلته السلطات المتعاقبة من
مصادرة الرصيد الحضاري والفكري والعقائدي لمدينة الكوفة وهي محاولة استمرت حتى بعد
انهيار حكومة العباسيين حيث تابعت السلطات العثمانية هذه السياسة لطمس الحقائق
التاريخية .
ويستمر الزيدي بتعرضه لبعض الأحداث
الواقعة ضمن دائرة الجغرافية العراقية والتي لم تسلم أيضا من التزييف والتلاعب
محاولا كشف النقاب عن الأسباب التي دفعت مؤرخي السلطة إلى التلاعب بهذه الحقائق
وما هي النتائج المتوخاة من تزييف هذه الحقائق وكيف تم سرقة تاريخ وتراث وحضارة
العراق .
0 تعليقات